تمر هذا الشهر الذكرى الـ 12 على إصدار الرئيس الأمريكى الأسبق باراك أوباما أوامر رئاسية بإغلاق معتقل جوانتانامو فى مدة أقصاها عام، وهو معتقل يقع فى خليج جوانتانامو وهو سجن سيئ السمعة، بدأت السلطات الأمريكية فى استعماله فى سنة 2002، وذلك لسجن من تشتبه فى كونهم إرهابيين، ويعتبر السجن سلطة مطلقة لوجوده خارج الحدود الأمريكية.
ولا ينطبق عليه أى من قوانين حقوق الإنسان إلى الحد الذى جعل منظمة العفو الدولية تقول إن معتقل جوانتانامو الأمريكى يمثل همجية هذا العصر، ويعتبر مراقبون أن معتقل جوانتانامو تنمحى فيه جميع القيم الإنسانية وتنعدم فيه الأخلاق ويتم معاملة المعتقلين بقسوة شديدة، ما أدى إلى احتجاج بعض المنظمات الحقوقية الدولية إلى استنكارها والمطالبة لوقف حد لهذه المعاناة واغلاق المعتقل بشكل تام.
العديد من الكتب والروايات وسير المعتقلين السابقين تحدثت عن المعتقل الأمريكى الإجرامى، وتناولت قصص التعذيب والتنكيل غير الإنسانية، خاصة أن عددا كبيرا من المعتقلين خرجوا بعد عدم إثبات أى إدانة عليهم، ومن هذه الكتب:
يوميات جوانتانامو
صدر عام 2015 يحكى جزءا من السيرة الذاتية للموريتانى محمدو ولد صلاحي. كتب هذا الكتاب فى الأصل من قبل محمدو ولد صلاحى نفسه وهوَ مواطن موريتانى احتجزتهُ الولايات المتحدة بدون تهمة لمدة أربعة عشر عامًا ويعد صلاحى أحد الأفراد القلائل المحتجزين فى غوانتانامو والذى اعترف المسؤولون الأمريكيون بأنه تعرض للتعذيب.
جمع الصحفى لارى سيمز مذكرات صلاحى ورتبها فى كتابٍ منسق بمساعدة من محامى محمدو لكنّ الشيء المُلاحظ أنّ كل صفحات الكتاب قد خضعت للرقابة العسكرية فتمّ تغطية العديدِ من الجمل والأسماء طوالَ صفحات الكتاب. نُشرت هذهِ المذكرات بينما كان صلاحى لا يزالُ محتجزاً فى معسكر غوانتانامو دون تهمة. لقد خلّف الكتاب ردود فعل كثيرة وقويّة حيثُ فوجئ العديد من المراجعين بما قاساه صلاحى خاصّة أنّه لم يكن له أى صِلة بما حصلَ فى هجمات 11 سبتمبر كما فوجئ النقاد والقراء من مدى بشاعة التعذيب الوحشى الذى تعرّضَ لهُ الشاب الموريتاتى طوالَ فترة احتجازه.
ذكريات معتقل من جوانتانامو (كوبا)
يحكى قصة اعتقال الفلسطينى حسين عبد القادر، فى باكستان اعتقل بتهمة الإرهاب ولاقى الكثير من التعذيب، دوّن الكاتب فى هذا الكتاب قصة اعتقاله منذ البداية حتى لحظة الإفراج عنه، وكتب كل ما عاشه هناك من المواقف التى رآها والقصص التى سمعها من بعض المعتقلين اذ بجرس الباب يدق ليدخل ضابط شرطة يقوم باعتقاله، وعندما استفسر عن الذنب الذى اقترفه، أجابه: خمس دقائق وتعود!!، نقل الرجل لباجرام ثم لمعتقل جوانتانامو بكوبا ليقضى هناك ستة وعشرين شهرا، وفى النهاية سلموه شهادة تفيد بأنه لا يمثل خطرا على القوات الأمريكية أو مصالحها فى أفغانستان، ثم أطلقوا سراحه فى نفس المكان الذى اعتقل فيه.
جوانتانامو قصتى
يتحدث الكتاب عن الصحفى السودانى سامى الحاج الذى تم اعتقاله مع الحدود الباكستانية الافغانية أثناء محاولته الدخول للأراضى الأفغانية لتغطية العدوان الأمريكى على أفغانستان، يسرد سامى الحاج تفاصيل دقيقة ومؤلمة وبشعة فى احيان كثيرة، و مأسآته هو وغيره من المعتقلين فى كتابه والذى يندرج ضمن أدب السجون (جوانتانامو قصتي).
إن ما كتبه الحاج من تفاصيل فى كتابه لأساليب التعذيب الوحشية لم تكن إلا فى الحقيقة هى كشف للعقلية الإمبريالية المجرمة التى تتوالى فى حكم البيت الأبيض، يتضح هذا جلياً من خلال التحقيقات التى مورست على سامى الحاج وطريقة الضغوط النفسية الشديدة اثناء تلكم التحقيقات الشاقة، وصولاً إلى التعذيب الجسدى الوحشي، ومن ثم التغذية الاجبارية للمضربين عن الطعام وهو الاصعب والأقسى مثل ما يصفه سامى الحاج.
مذبحة القلعة وغياهب جوانتانامو
هذا الكتاب من الكتب النادرة ويمثل تجربة واقعية عاشها وليد محمد حاج فى معتقل جوانتانامو، حيث يروى يعرض فى بقية الفصول أحداث معركة جانجى الذى كان هو من الأشخاص الذين نجوا منها لينتقل إلى غوانتنامو وينقل لنا ظروف ذلك السجن الرهيب وطريقة تعامل الأمريكان معهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة