"حاولت أثبت للناس إنى أقوى من إعاقتى وأقوى من الرجال بعزيمتى وقوة إرادتى، وكنت أزعل جدا لما زمايلى بالمدرسة يتنمرون عليا ويتلفظون بألفاظ سيئة كانت تؤلمنى جدا وعليها كنت أتغيب من المدرسة بسبب ذلك".
بهذه الكلمات بدأت سامية عبد اللطيف محمد الصادق، 27 سنة الحاصلة على دبلوم صنايع قسم كهرباء من عزبة الـ100 الفخفاخ، بمركز الحسينية، فى محافظة الشرقية، حديثها لـ"اليوم السابع"، وأضافت تألمت كثيرا بسبب إعاقتى، وذرف الدمع من عينى، فأنا كانت حالتى جيدة وأصبت بحمى بسبب حقنة خطأ أثرت على نموى وتسببت فى إصابتى بشلل، وزادت إعاقتى بعد كسر ضلعين بجانبى الأيمن ولم يتم علاجى بسبب الظروف الاجتماعية الصعبة وبعدها أصبح جسدى يميل ناحية إضلاعى المكسورة.
اليوم السابع مع سامية
وتابعت سامية: "قمت بإجراء عملية جراحية بالعمود الفقرى وتم تركيب مسامير به وبعدها بفترة خرجت للعمل فى جنى القطن وتفاجأت بألم شديد بظهرى وحملونى إلى الطبيب الذى أكد أن المسامير كسرت، ومن وقتها والحال كما هو ولم يتم علاجى حتى الآن".
وأوضحت سامية، أنها انتهت من دراستها بحصولها على دبلوم صنايع من مدرسة الحسينية الصناعية وعاشت أسوأ أيام حياتها من طريقة تعامل زملائها معها ومعايرتها بإعاقتها، قائلة، ذات مرة كان أحد الشباب يعاكسنى أنا ومجموعة من زملائى فحاولت أرد عليه فقال لى: كلام معايرة بإعاقتى، ومن الأشياء التى أثرت على نفسيتى أيضا أن إحدى زميلاتى كانت ترفض المشى معى لإعاقتى.
سامية تقود التروسيكل
وقالت سامية، "بدأت أحاول أن أثبت وجودى وأثبت لزملائى أنى أفضل منهم واتجهت إلى التجارة وبدأت بتجارة مستحضرات التجميل وأدوات مدرسية وتجارة الخضار والفاكهة فى الأسواق، ومؤخرا اتجهت لبيع الأنابيب وكنت استأجر سيارة أو تروسيكل وأقوم ببيعها فى القرى المجاورة ومعظم ربحى يضيع فى إيجار السيارة أو التروسيكل، وبعدها طلبت من صاحب مستودع أن يساعدنى فى متاجرة وبيع أنابيب البوتاجاز.
وتابعت سامية، "كانت فرحتى غامرة بعدما كرمنى الدكتور ممدوح غراب، محافظ الشرقية، ومحمد كمال، وكيل وزارة التضامن الإجتماعى، ومدحت مدكور، باعطائى تروسيكل ومبالغ مالية كى أستطيع توزيع الأنابيب من خلاله وتوفير ربح يكفينى" .
سامية تنظف منزلها
وقدمت سامية: "الشكر لمحافظ الشرقية على اهتمامه بها وما يمثلها من المعاقين، مطالبة بعمل حصة 150 أنبوبة أسبوعيا بإجمالى 600 أنبوبة شهريا لكى استلمها من أقرب مستودع، وكذلك فحصى طبيا والتكفل بعلاجى، قائلة: "والدى متوفى وأنا أعيش مع والدتى بعد أن تزوج جميع أشقائى وأسعى بكل جهدى لتوفير مصاريف المنزل وعلاجى وعلاج والدتى" .
واستقبل الدكتور ممدوح غراب، محافظ الشرقية، الفتاة سامية عبد اللطيف، ابنة قرية الظواهرية التابعة لرئاسة مركز ومدينة الحسينية، والتى تعانى من إعاقة جسدية، فى حضور محمد كمال الدين الحجاجى، وكيل وزارة التضامن الاجتماعى، وذلك لمنحها تروسيكل لمساعدتها فى إنهاء عملها، حيث تقوم يوميا بإستئجار تروسيكل تستخدمه فى توزيع وحمل أسطوانات الغاز.
سامية عبد اللطيف محمد الصادق
وكلف المحافظ، مدير مكتبه بسرعة إنهاء إجراءات ترخيص التروسيكل، بالتنسيق مع إدارة المرور، وتوفير كافة إحتياجات الفتاة، وقرر صرف إعانة مالية عاجلة للفتاة لتعينها على مواجهة أعباء الحياة، بالإضافة إلى حصولها على مساعدات مالية عاجلة من مؤسسة التكافل الاجتماعي.
وأشاد المحافظ بهذا النموذج المشرف، والذى يصر على أن يعمل متحدياً إعاقته ليكتسب قوت يومه من عمله دون الاعتماد على أحد، مؤكداً أن المحافظة تسعى جاهدة لتلبية كافه احتياجات ذوى القدرات الخاصة والهمم ودمجهم فى المجتمع بجميع المجالات، وذلك تنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية بالإهتمام بهم وتلبية كافة إحتياجاتهم .
من جانبها، قدمت الفتاة سامية عبد اللطيف، الشكر لمحافظ الشرقية لاستقبالها لها بمكتبه وتلبية كافة احتياجاتها ومنحها تروسيكل تستخدمه فى إنهاء عملها ويوفر لها حياة كريمة.
محرر اليوم السابع مع سامية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة