كشفت دراسة حديثة، كيفية قيام نوع من الخنافس، يسمى "خنافس الدفن"، بتأمين الطعام للصغار، ووفقا للدراسة فإنها تقوم بسلوك غريب لتأمين الطعام لصغارها، إذ تبحث عن فأر أو طائر ميت، وتحفر حفرة وتدفنه بها، وتتخلص من فروه أو ريشه، وتلف لحمه على شكل كرة وتغطيه بمادة لزجة، كل ذلك لإطعام نسلها المستقبلى، وفقا للدراسة التى نشرتها دورية "أمريكان نتشرليست".
وأكد الباحثون الذين عبروا عن دهشتهم، إن هذه المادة اللزجة، تفعل أكثر من مجرد تحلل بطيء للطعام، حيث أكدوا أن المادة تعمل أيضا على إخفاء رائحة تحلل الطعام، وتُساعد على ظهور رائحة أخرى، وذلك حسب ما نقلته وكالة سبوتنيك الروسية.
خنفساء الدفن
ومن جهته قال ستيفن ترومبو، قائد فريق البحث، إن الرائحة التي تصدرها المادة اللزجة تساعد على إخفاء موارد الخنافس المستقبلية عن الآخرين، وتنفر المنافسين الذين قد يبحثون عنها.
وأوضح ألكسندر فيجيريدو، عالم الأحياء في جامعة "زيوريخ" السويسرية، وهو لم يشارك في الدراسة الجديدة، أن "معرفة هذه التفاعلات مهمة لمعرفة كيف تستطيع الخنافس مواجهة المنافسة الشرسة في مجال البحث عن الجثث، واستخدامها لتأمين الغذاء"، وأكدت الدراسة أنه توجد منافسة شرسة بين الخنافس التي تدفن، والتي تستخدم هوائيات خاصة للكشف عن البقايا من بعيد.
وكشفت الدراسة أن خنافس الدفن كبيرة نسبيا، ويبلغ طولها حوالي بوصة واحدة، وهي تتميز بلونها الأسود مع علامات برتقالية، وإفرازات القناة الهضمية اللزجة التي تنشرها على الجثث مضادة للجراثيم، وتبطئ التحلل، وتساءل الفريق البحثي عما إذا كانت هذه الإفرازات تمنع أيضاً المنافسين من التقاط الرائحة.
وقام الباحثون، بجمع الغازات المنبعثة من الفئران الميتة الخالية التى عثرت عليها خنفساء الدفن، وأضافت عليها المادة اللزجة، ومقارنتها بتلك التي تنبعث من جثث لم تمسها الخنافس.
وتبين أن الجثث المعدة بواسطة الخنافس، تعطي كمية أقل بكثير من مركب رائحة البصل الذي عادة ما يجذب المنافسين، بالإضافة إلى زيادة في غاز آخر معروف بردع الحشرات الأخرى التي تتغذى على الحيوانات النافقة.