أكرم القصاص - علا الشافعي

شيريهان المنيرى

ذكرى 25 يناير واختبار "مصالحة العُلا"

الجمعة، 22 يناير 2021 05:54 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أيام قليلة تفصلنا عن ذكرى أحداث 25 يناير التي جرت في عام 2011، وأثرت سلبيًا على منطقتنا العربية، ولاسيما مصر التي شهدت ثورة شعبية تضمنت مطالب مشروعة فيما تحولت لأحداث دموية جراء تدخُل أطراف خبيثة هدفت إلى بثّ الفرقة بين أبناء الوطن الواحد، ونشر صورة ذهنية سيئة حول التعامل الأمني والشرطة ضد المُتجمهرين من خلال دسّ عناصر إرهابية ومُتطرفة بينهم وإحداث نوع من الفوضى أدى إلى بعض الاشتباكات التي أدت إلى سقوط عدد من الضحايا والشهداء الأبرياء.
الشحن الإعلامي ضد مصر ونظامها كان هائلًا من قبل الإعلام المُعادي، والذي ظهرت أهدافه في هذا التوقيت بوجه خاص؛ وباتت قناة الجزيرة والمُمولة من قبل تنظيم الحمدين؛ منذ ذلك التوقيت لا تعمل إلا على تحقيق هدف تشويه مصر وإثارة الرأي عام ضدها، ولم تسلم عدد من دول المنطقة من سياساتها الإعلامية التي قامت على بثّ الشائعات وإثارة الرأي العام في المنطقة، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات ومملكة البحرين، إلى جانب التدخل في الشؤون الداخلية لكل من سوريا وليبيا واليمن وتونس والأردن وغيرهم من الدول العربية.
 
وجاءت المقاطعة الخليجية، من قبل دول الرباعي العربي (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) لمُواجهة السياسات القطرية تجاه أمن المنطقة واستقراراها، فيما تمت المصالحة مع قطر قبل أيام برعاية دولة الكويت، والتي قامت بمجهودات لتحقيق تلك المصالحة على مدار سنوات القطيعة. لعل إيقاف السياسات الإعلامية القطرية كان على رأس أولويات الدول المقاطعة للدوحة التي قامت بضخّ أموال طائلة على آلتها الإعلامية لهدم استقرار المنطقة العربية، ولكن وعلى الرغم من ذلك لاتزال تلك الآلة وفي مقدمتها "الجزيرة" مستمرة في بثّ سمومها تجاه مصر وغيرها من الدول المقاطعة. وفي تصريحات لوزير الخارجية البحرينية، الدكتور عبداللطيف الزياني بثتها وكالة أنباء البحرين "بنا"، مساء الخميس، قال أن "السلطات القطرية لم تُبدِ بعد صدور بيان العُلا أية بادرة تجاه حلحلة الملفات العالقة مع مملكة البحرين، أو استجابة للتفاوض المباشر حول تلك الملفات"، مؤكدًا على أنه يبقى على دولة قطر التعامل مع متطلبات التوافق الخليجي، ومراعاة مصالح البحرين الاستراتيجية، والإسراع في معالجة القضايا العالقة بين البلدين بما يضمن علاقات سليمة وإيجابية بين البلدين في المستقبل. وهو الأمر ذاته مع مصر والإمارات.
 
والجدير بالذكر أن وزير خارجية قطر، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، وبعد توقيع بيان المُصالحة في قمة العلا التي جرت فعالياتها في السعودية؛ خلال حواره مع "فاينانشال تايمز" البريطانية قد أشار إلى أن بلاده لم تُقدم تنازلات لأحد، وأنها لم تتراجع عن بعض من سياساتها. ولم يوضح المزيد من التفاصيل حول مقصده بخلاف استمرار العلاقات الوطيدة بين الدوحة وكُلاً من إيران وتركيا، فهل هذا يُعد تصريحًا مؤكدًا على أن السياسات الإعلامية للدوحة ستتغير أم لا.. لا ندري ؟!..
 
ومع الأسف حتى الآن تستمر "الجزيرة" وغيرها من المنابر الإعلامية المُمولة قطريًا في الإساءة لمصر وغيرها؛ ما يحمل توجُسًا تجاه النوايا القطرية، وأيضًا تساؤلًا حول ما تم توقيعه من مصالحة وأهداف الدوحة؛ فهل هي تُحاول تحقيق مكاسب خاصة بها كعادتها، من خلال التقارب من السعودية فقط دون غيرها، ومُحاولة تفكيك التحالف الرباعي، وتحييد مصر عن أشقاءها الخليجيين، أم أنها لازالت تُرتب أوراقها، ومن ثم فإن تغيير سياساتها الإعلامية لازال قيد التنفيذ وليس أكثر والأمر مسألة وقت فقط ؟! .. ربما الإجابة لن تكون ببعيدة؛ فهناك فرصة أمام الدوحة في ذكرى 25 يناير المقبلة لإثبات حسُن النية والإقدام بحق على فتح صفحة جديدة في العلاقات القطرية المصرية، من خلال تغيير سياساتها الإعلامية في التناول الإعلامي لذكرى هذا اليوم، وتوضيح الحقائق حول أحداثه بدلًا من التشويه وبثّ الأكاذيب كما فعلت خلال السنوات الماضية.. و"إنا غداً لناظره قريب".









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة