يحتفظ الكثيرون منا ببعض الأشياء كتذكار لأحداث وذكريات جميلة ويبقى هذا التذكار عزيزاً علينا طوال حياتنا يذكرنا بما حققناه من نجاح أو بأشخاص ارتبطنا بهم أو مواقف نريد أن يبقى عبيرها وصورتها أمامنا طوال العمر، وقد تكون هذه الأشياء بسيطة لا تساوى قيمة مادية تذكر ولكنها غالية عند أصحابها تساوى الكثير، يحتفظون بها مع أغلى ما يملكون.
وكان نجوم الزمن الجميل يحتفظون بعدد من هذه الأشياء كتذكار فى صندوق ذكرياتهم يعودون إليها ويتأملونها فتذكرهم بالعديد من المواقف والذكريات فى بداياتهم وأيام كفاحهم ونجاحاتهم الأولى.
وفى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر عام 1954 نشرت المجلة موضوعاً تحت عنوان "تذكار يعتزون به"، فتشت فيه فى صندوق عدد من النجوم لتشير إلى تذكار عزيز يحتفظ به كل منهم.
وكان من بين هؤلاء النجوم الفنان الكبير محسن سرحان الذى كان يحتفظ فى صندوقه الخاص بألبوم صور يشمل مجموعة من صور فيلم "حياة الظلام"، وهو الفيلم الذى كان سبباً فى شهرته، وكان استديو مصر قد أهدى محسن سرحان هذه المجموعة من الصور كوسيلة للتعبير عن تقديره لسرحان.
فيما احتفظ الفنان فؤاد شفيق طوال حياته ببرقية تلقاها من الفنان الكبير يوسف وهبى ، وكان شفيق تلقى هذه البرقية حين كان موظفاً بمحكمة السودان وكان يهوى التمثيل، وعندما أسس يوسف وهبى فرقة رمسيس أرسل له فؤاد شفيق رسالة يذكره ببعض الذكريات القديمة ويطلب منه أن يتيح له فرصة العمل فى الفرقة.
لكن مضت مدة طويلة دون أن يتلقى شفيق رداً على رسالته، وذات يوم تلقى أمراً بنقله إلى أقاصى السودان ولم تفلح جهوده فى إلغاء النقل، وبدأ يجمع أمتعته استعداداً للرحيل، وفى تلك اللحظة تلقى هذه البرقية من يوسف وهبى، فأسرع بتقديم استقالته وعاد للقاهرة ليعمل ممثلا ً فى فرقة رمسيس، وظل طوال حياته يحتفظ بهذه البرقية التى غيرت مجرى حياته.