أكرم القصاص - علا الشافعي

الفراعنة أول الموحدين.. هل عرف المصريون القدماء التوحيد ولماذا يعدون مؤمنين؟

السبت، 23 يناير 2021 09:00 م
الفراعنة أول الموحدين.. هل عرف المصريون القدماء التوحيد ولماذا يعدون مؤمنين؟ الفراعنة أول من عرفوا التوحيد
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"الفراعنة أجمل نسب فى القرآن الكريم بعد الانتساب إلى الله عز وجل والانتساب إلى الإسلام.. أحسن وأعلى وأعظم فئة مسلمة ومؤمنة وردت فى القرآن كانوا الفراعنة".. هكذا علق الداعية الشيخ خالد الجندى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، على ديانة المصريين القدماء، متبنيًا فكرة أن الفراعنة كانوا من المؤمنين.
 
والحقيقة أن الحضارة المصرية ورغم عدم اليقين من كونهم كانوا مؤمنين، لكنهم عرفوا التوحيد، وبعيدًا عن فكرة العبادة نفسها، فإن حضارة المصريين القدماء كانت حضارة أخلاقية فى الأساس، فالفراعنة تبنوا قيما وأسسا أخلاقية قامت عليها حضاراتهم وفضلوها كثيرا وقدموها أكثر على الكثير الأشياء الأخرى.
 

كتاب الموتى

 
 
لعل من الكتب المصرية القديمة التى تبين الجانب الدينى من حياة المصريين هو كتاب "الموتى" أو المعروف بـ"الخروج إلى النهار" والذى يطلق عليها البعض أيضا "إنجيل المصريين"، هو أقدم الكتب فى تاريخ البشرية، التى تحدثت كرة الخلود التى اعتنقها المصريون امتدت إلى العصور اللاحقة لعصور الفراعنة، كما استقى منها الفلاسفة مدارسهم المختلفة، فمنذ قديم الأزل والإنسان.
 
ورغم صعوبة تحديد إذا ما كانت ديانة قدماء المصريين ديانة توحيدية أو إنها وثنية كما يصفها البعض، نظرا لتعدد الآلهة التى كانوا يقدسونها، لكن ما يوضحه الكتاب سالف الذكر، هو ذكر لفظ الإله الواحد فى أكثر من موضع بين صفحات هذا الكتاب كما يُذكر فى الدعوات "الإله الواحد الذى وُلد فى بدء الزمان... خالق الأرض ومكون الإنسان"، فمن الممكن ان تكون ديانة توحيدية وأن هذه الآلهة الأخرى مجرد تجليات لذلك الإله الواحد كما نرى فى معظم الديانات الموجودة فى عصرنا الحالي.
 

علماء آثار عن توحيد المصريين القدماء

 
 
بحسب كتاب "قدماء المصريين أول الموحدين" للدكتور نديم السيار، فأن العالم الفرنسى دى روجيه، قال فى كتابه عن مصر: "لقد كان التوحيد بكائن سامى وجد من تلقاء نفسه، أزلى، أبدى، قادر على كل شيء، وخلق العالم كل الكائنات الحية يعزى وينسب إليه، مثل هذه القاعدة السامية الراسخة، يجب أن تضع عقائد المصريين القدماء فى أشرف وأكرم مكان بين عقائد العالم القديم".
 
ويضيف الكتاب سالف الذكر أيضا، أن عالم الآثار "دى لاروج" قال فى كتابه عن عقائد المصريين القدماء: "إن فكرة الكائن العلى الذى أوجد نفسه، الواحد القادر على التجدد الأبدى والخلود كإله، له القدرة على خلق العالم وكل الكائنات الحية، هى فكرة تفسح لعقائد المصريين القدماء مكانا مشرفا بين ديانات العالم القديم".
 
كذلك قال والس بدج فى كتابا له عن ديانة قدماء المصريين: "إن التسابيح الموجهة لـ الله الواحد، كانت تسمع فى وادى النيل، قبل خمسة آلاف سنة، وأنهم كانوا يعتقدون فى الله العظيم الواحد، خالق البش، وسائر الشرائع، والمزود بروح خالد لا تفنى".
 

زاهى حواس يتحدث عن توحيد إخناتون

 
 
التوحيد يبدو موثقا بشكل أكبر ومنسوب إلى الملك الفرعونى العظيم إخناتون، أحد أشهر فراعنة مصر القديمة على الإطلاق لأنه يعتبر أول الفراعنة الموحدين، والذى ألغى عبادة آلهة متعددة، وقال بأن خالق الكون والكائنات هو الخالق الواحد الأحد، وكانت مشكلته أنه أخذ من الشمس مظهرا من مظاهر قدرة الإله الواحد؛ فظهر كما لو كان يتعبد للشمس، والحقيقة أن أخناتون كان يؤمن بالإله الواحد خالق الكون كله.
 
والغريب أن من أرادوا أن يشتهروا على حساب أخناتون خرجوا علينا بتفسيرات من قبيل أن أخناتون كان نبيا؛ أو أنه كان مختلا عقليا، وقال بعضهم بأنه كان مهرطقا أى كفر بديانة أجداده واختلفوا حول الأسباب التى دفعته إلى ذلك، حسبما وصفه عالم الآثار المصرية الدكتور زاهى حواس، فى مقال له بعنوان " أخناتون الفرعون المفترى عليه".
 

وسيم السيسى يصف الفراعنة بأول الموحدين

 
الأمر ذاته أكده الدكتور وسيم السيسي، عالم المصريات، حيث قال فى إحدى لقاءاته التليفزيونية السابقة إن التوحيد فى مصر موجود منذ الأسرة الأولى الفرعونية، موضحا أن الأهرامات مكتوب على متونها بالفرعونية: "واحد أحد ليس له ثانى موجد نفسى بنفسى ليس مثلى أحد".
 
وأوضح الدكتور وسيم السيسى أن التوحيد فى مصر موجود من قبل الأسرة الأولى أيضًا، نافيًا ما يتردد عن كون أخناتون هو أول من أدخل التوحيد فى مصر.
 
ونفى السيسى كون المصريين القدماء من عبدة الأوثان، مؤكدًا أنهم كانوا يعبدون الإله الواحد الأحد وكان هناك صلاة ولها وضوء وكانت هناك غرف مخصصة للوضوء.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة