محمد الأحمدى

وداعا عبلة الكحلاوى

الإثنين، 25 يناير 2021 09:43 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

اختارت اسم الباقيات الصالحات لتكون جمعية خيرية فى المقطم لرعاية الأطفال الأيتام ومرضى السرطان وكبار السن من مرضى الزهايمر، وكانت بالفعل مثالا للباقيات الصالحات من عملها ومواقفها، إنها الداعية عبلة الكحلاوى التى خطفها فيروس كورونا منا، والذى يخطف يوما تلو الأخر شخصيات من أفضل وأنقى البشرية، تلك السيدة التى أحسست فى برامجها ولقاءتها بالمعنى العظيم لديننا الإسلامى المتمثل فى الروح وخطابها الإنسانى قبل الجانب الدعوى والفقهى، فلم تكن عبلة الكحلاوى مجرد داعية تظهر على شاشة التليفزيون ولكنها أحدثت حالة من التفاعل وسط قطاع عريض من الجمهور فى قرى ومدن مصر المختلفة، خلال السنوات الماضية قبل فترة مرضها.

وكانت عبلة الكحلاوى تمتلك طرق جيدة فى توصيل رسالتها عبر الدخول للجمهور بالجانب الروحى ومخاطبة القلوب قبل العقول فقد نجحت فيما لم ينجح فيه الكثير من الدعاة الفترة الأخيرة من إيصال رسالة الإسلام السامية والشريفة.

ولعل أبرز دليل على حب الناس للداعية عبلة الكحلاوى كمية الدعوات الوفيرة لها فترة مرضها ودخولها المستشفى بالإضافة إلى الدعوات لها بالرحمة والمغفرة بعد الوفاة، فلم أجد شخصية أو داعية عليها إجماع كبير من الجمهور والمشاهير من مختلف الفئات والإيدولوجيات بهذا القدر من الحب مثل الداعية عبلة الكحلاوى.

وليس غريبا عليها كل هذا الحب فقد كانت أستاذة للفقه فى كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات بجامعة الأزهر، فضلا عن كونها ابنة الفنان القدير محمد الكحلاوى، ذلك المنشد الدينى الذى تربى فى أسرة فنية حيث احتضنه خاله الفنان محمد مجاهد الكحلاوى الذى كان معاصرًا للفنان صالح عبد الحي وكان ذا صيت فى ذلك، وكان لملازمته لخاله -معلّمه- فى حفلاته الأثر الكبير، حيث تشبع بالحياة الفنية منذ صغره وورث عنه الصوت الجميل والأداء المتميز وكذلك لقبه!. 

وكان والدها المنشد الدينى محمد الكحلاوى صاحب الملحمة النبوية أو "مداح الرسول" كما كان يحب أن يُنادى، المطرب الذى سلك طريق العبادة والزهد وسخّر الفن ليكون طريق دعوة وحض على الفضيلة، وهو أيضًا الفنان صاحب القدرات المتعددة الذى تنوع بين الغناء البدوى والشعبي والديني وكذلك في التمثيل، كما رفض الغناء لأى شخص إلا لسيد الخلق أجمعين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

وعن الأعمال الخيرية للداعية عبلة الكحلاوى والمعروفة إعلاميا فقط تأسيسها لجمعية خيرية فى المقطم لرعاية الأطفال الأيتام ومرضى السرطان وكبار السن من مرضى الزهايمر تحت اسم جمعية الباقيات الصالحات، بالإضافة لمجمع الباقيات الصالحات فى المقطم أيضا وهو تحت الإنشاء، وبالتأكيد هناك الكثير من الأعمال الخيرية بينها وبين الله عز وجل والتي لا يعلم عنها بشر شيء، ولا ننسى علمها الغزير فالحديث الشريف يقول إذا مات ابن أدم انقطع عمله إلا من ثلاث أولهم صدقة جارية وعلم نافع ينفع به وولد صالح يدعو له، فقد حازت الداعية عبلة الكحلاوى على كل هذه الصفات.

وكانت المطربة ياسمين الخيام طلبت من الداعية عبلة الكحلاوى أن تلقى دروسا دينية للفنانات فى مسجد والدها الشيخ محمود خليل الحصرى فى محافظة 6 أكتوبر فرحبت بذلك، وكانت من بين هؤلاء الفنانات نورا وعفاف شعيب وشمس البارودى وشهيرة، كما كلفت بإلقاء دروس دينية في الجامع الأزهر وكان لها درس أسبوعى فى بيت الحمد فى مسجد المقطم أيضا.

وداعا الداعية الإنسانة عبلة الكحلاوى ويبقى أثارك وعلمك وكتبك ومؤلفاتك خالدة فى الذكر والأذهان، وداعا يا من نشرتى صحيح الدين الإسلامي الوسطى حتى صرتى بكل هذا الحب وسط قلوب تلاميذك وأبناءك ومحبيكى.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة