أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن الفلسطينيين عانوا خلال السنوات الأربع الماضية من ضغوط غير مسبوقة مارستها ضدهم الإدارة الأمريكية المنقضية، مضيفاً أن القضية الفلسطينية تعرضت لنوع من التجاهل المتعمد، ومن تطبيق نهج غير متوازن ينظر إلى القضية بعين واحدة فيرى الحقوق من زاوية الطرف الإسرائيلي وحده، وكأن الطرف الآخر – الواقع تحت الاحتلال – ليس موجوداً أو كأن المطلوب منه هو مجرد تماشي مع ما يفرض عليه فرضاً.
جاءت كلمات الأمين العام في جلسة عقدت اليوم 26 الجاري لمناقشة "الحالة في الشرق الأوسط، بما فيها في الأراضي الفلسطينية المحتلة"، وعُقدت الجلسة برئاسة تونسية، وبمشاركة رفيعة المستوى من وزراء خارجية فلسطين وروسيا وأيرلندا والنرويج.
وشدد أبو الغيط في كلمته على أن المجتمع الدولي، ممثلاً في مجلس الأمن لازال يعتبر – وبالإجماع – حل الدولتين الصيغة الوحيدة المقبولة لإنهاء النزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولازال يرى أن الاستيطان غير شرعي وغير قانوني، ولازال ينظر إلى إعلان القدس عاصمة لإسرائيل بوصفه إجراء غير قانوني، ويخالف منطق الحل عبر التفاوض، ولازال يرى أن حدود 1967 لابد أن تمثل المرجعية في تعيين الحدود المستقبلية بين دولة إسرائيل والدولة الفلسطينية المستقلة.
وأوضح الأمين العام للجامعة العربية أن المرحلة المقبلة تتطلب جهداً مشتركاً من جانب جميع الأطراف المعنية بالسلام في الشرق الأوسط، من أجل إعادة التأكيد على حل الدولتين بمرجعياته الدولية المعروفة والمتفق عليها. وأضاف: "إننا نتطلع لقيام الإدارة الأمريكية الجديدة بتصحيح الإجراءات والسياسات غير المفيدة، والعمل على إعادة العملية السياسية إلى مسار مثمر. بما يمنح الأمل مجدداً للشعب الفلسطيني في أن المجتمع الدولي سوف ينصف مسعاه النبيل ونضاله الطويل من أجل الحرية والاستقلال.
وفى ختام كلمته، حرص أبو الغيط على الترحيب بقرار الرئيس أبومازن عقد الانتخابات الفلسطينية مؤكداً أنها خطوة مهمة على طريق توحيد الصف الفلسطيني، داعياً المجتمع الدولي لدعم القرار الفلسطيني والمساهمة في تسهيل إجراء الانتخابات في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية التي شهدت انعقاد ثلاث انتخابات فلسطينية في السابق.