منذ الإعلان عن فوزه فى انتخابات الرئاسة الأمريكية فى نوفمبر الماضى، سعى الرئيس الأمريكي جو بايدن تشكل فريق إدارة يدخل به التاريخ من باب التنوع، فعمد إلى اختيارات غير مسبوقة تم تأكيد بعضها بالفعل من قبل مجلس الشيوخ، بينما من المتوقع أن يتم التصديق على الآخرين خلال الأيام القادمة.
وبشعار إدارة للجميع، اختار بايدن نساء فى مناصب لم يشغلنها من قبل، وحرص على تمثيل مختلف الأمريكيين سواء من أصول أفريقية أو من السكان الأصليين أو غيرهم فى المناصب الحكومية البارزة، فى خطة حظيت بإشادة على نطاق واسع وباعتبارها تأكيدا لثقافة التنوع فى الولايات المتحدة.
كانت البداية قبل الانتخابات بأسابيع، عندما اختار بايدن كامالا هاريس، للترشح لمنصب نائب الرئيس، لتصبح أول امرأة أول شخص من أصل لاتينى وأول شخص من أصل آسيوى يترشح لهذا المنصب، ثم ينجح فى شغله بالفعل. وينظر كثيرون إلى هاريس على اعتبار أنها ستكون رئيسة للولايات المتحدة فى يوم ما، ربما حتى فى الانتخابات القادمة عام 2024، حيث يستبعد البعض إمكانية أن يترشح بايدن لفترة رئاسية ثانية بسبب عمره، حيث سيكون حينها فى الثانية والثمانين من العمر.
وبعد تنصيب بايدن، صدق مجلس الشيوخ على تعيين الجنرال المتقاعد لويد أوستن ليصبح أول أمريكى من أصل أفريقى يتولى قيادة البنتاجون، على الرغم من العراقيل التي واجهته، حيث ينص القانون على ضرورة ألا يتولى عسكرى قيادة البنتاجون على بعد مرور 7 سنوات على تركه المنصب العسكرى، مع إمكانية التنازل عن هذا الشرط.
وعلى مدار أسابيع، بدت فرصة الجنرال أوستن لتأمين التنازل ضعيفة، حيث أعرب مشرعون من كلا الطرفين عن ترددهم فى منح استثناء لقانون يهدف إلى الحفاظ على السيطرة المدنية على الجيش.
وكان الكونجرس قد وافق على إجراء مماثل قبل أربع سنوات لجيمس ماتيس وزير الدفاع السابق فى إدارة ترامب، وتعهد بعض الديمقراطيين أنهم لن يفعلوا ذلك مرة أخرى.وإلى جانب ماتيس، لم يحصل على هذا التنازل سوى جورج مارشال الذى اختاره الرئيس هارى ترومان، وتم تأسيس قاعدة التنازل فى قانون الأمن القومى لعام 1947، وهو القانون الفيدرالى الذى أنشأ منصب وزير الدفاع.
من ناحية أخرى، أصبحت جانيت يلين أول امرأة تتولى منصب وزيرة الخزانة الأمريكية، بعد التصديق على تعيينها من قبل مجلس الشيوخ. وكانت يلين أول امرأة تقود الاحتياطى الفيدرالى، البنك المركزى الأمريكي، فى الفترة من عام 2014 إلى 2018. وتصبح بذلك أول شخص يتولى قيادة وزارة الخزانة والاحتياطى الفيدرالى ومجلس المستشارين الاقتصاديين.
ويقول الخبراء أن تعيين يلين قد يكون الحل فى واشنطن المنقسمة بمرارة حول كل شئ بدءا من حجم حزمة الإغاثة التالية من كورونا إلى سياسات الضرائب والإنفاق الأوسع نطاقا.
وسبق أن ترأست يلين، البالغة من العمر 74 عاما، مجلس المستشارين الاقتصاديين خلال إدارة كلينتون، وعملت رئيسة للبنك الاحتياطى الفيدرالى لسان فرانسيسكو.
ومن المتوقع أن تصبح أفريل هينز أول امرأة تترأس المخابرات الوطنية. وكانت أول امرأة تشغل منصب نائب مدير وكالة الاستخبارات المركزية. وبحسب تقارير الصحف الأمريكية فإن هينز، البالغة من العمر 51 عاما، لديها رؤية عالمية بشأن التهديدات. وتعمل فى المجلس الوطنى للجيش وفى مجلة إدارة منظمة اللاجئين الدوليبة بالإضافة إلى مبادرة التهديد النووي، وهى منظمة غير حكومية تعمل فى مجال الوقاية والردع النووي.
وفى إشارة أخرى على اهتمام بايدن بإشراك المرأة بنسبة كبيرة فى إدارته، اختار الرئيس الأمريكي ديب هالاند لتصبح أول أمريكية من السكان الأصليين تتولى حقيبة الداخلية. وكانت عريضة يدعمها أكثر من 120 ممثلا قبليا قد ناشدت بايدن مؤخرا "صنع التاريخ" من خلال تعيين هالاند على رأس هذه الوزارة الأساسية بالنسبة إلى قبائل السكان الأصليين المعترف بها فn الولايات المتحدة والبالغ عددها نحو 600 قبيلة.
واختار بايدن أيضا بيت بوتيجيج، منافسه السابق فى السباق الديمقراطى التمهيدى لانتخابات 2020، ليكون أول مثلى الجنس يتولى منصب سياسى هام، وهو وزارة النقل. وعين الرئيس أيضا بايدن أيضا أول متحولة جنسيا فى منصب فيدرالى حيث اختار راشيل ليفين لتولى منصب مساعد وزير الصحة.
وفى نفس السياق، أعلنت إدارة جو بايدن تعيين الأميريكى من أصل فلسطينى ماهر البيطار، مديراً للاستخبارات فى مجلس الأمن القومى. وكان البيطار قد شغل منصب المستشار العام للديمقراطيين في لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، وعملل سابقاً فى مجلس الأمن القومي مديراً للشؤون الإسرائيلية والفلسطينية، في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة