مازالت تونس تكثف إجراءتها لمواجهة فيروس كورونا الذى يواصل انتشاره فى البلاد متخذة عدة إجراءات استثنائية، فوفق ما أعلنته وزارة الصحة التونسية الاثنين، أنه قد تم تسجيل 53 حالة وفاة جديدة بالفيروس خلال الـ24 ساعة؛ ليرتفع إجمالي الوفيات إلى 6 آلاف و287 حالة، وتم تسجيل 1263 إصابة جديدة بالفيروس التاجي؛ لترتفع الحصيلة الإجمالية للإصابات إلى 198 ألفًا و636 حالة.
وأوضحت الوزارة أنه تم تسجيل شفاء 2083 حالة من الإصابة بفيروس كورونا، من بين العدد الإجمالي للإصابات المسجلة منذ بداية انتشار الوباء في تونس.
وأشارت الوزارة إلى أن العدد الإجمالي للمصابين الذين تم التكفل بهم في المستشفيات منذ ظهور الوباء بلغ 8 آلاف و741 حالة، فيما وصل عدد المرضى المقيمين بأقسام العناية المركزة إلى 421 حالة، إلى جانب 146 مريضًا على أجهزة التنفس الاصطناعي.
الوضع خطير
وقبل أيام أكدت الناطقة الرسمية باسم وزارة الصحة التونسية ومديرة المرصد الوطنى للأمراض الجديدة والمستجدة، نصاف بن علية، أن الوضع الوبائى خطير ويستوجب تشديد الردع والامتثال إلى كل الإجراءات والبرتوكولات الصحية، موضحة أن جميع المؤشرات تبرز تواصل انتشار فيروس كورونا، مع تسجيل تصاعد فى عدد الوفيات والحالات الخطرة وحالات الإيواء بالمستشفيات.
وأرجعت الناطقة التونسية تدهور الوضع الوبائي، إلى عدم الالتزام والتقيد بالإجراءات التى تم اتخاذها والبرتوكولات الصحية الموضوعة فى كل القطاعات وخاصة تواصل التجمعات والتظاهرات.
وفى هذا الصدد، شدد رئيس الحكومة التونسية، على ضرورة تطبيق البروتوكولات الصحية الموضوعة، والتزام المواطنين بكل القرارات التى يتم الإعلان عنها والتحلى بالحذر واليقظة، كما دعا أجهزة الدولة إلى التشدد فى إنفاذ القانون وكل الإجراءات، وإحكام التنسيق بينها للتصدى لانتشار الوباء وكسر حلقات العدوى.
إجراءات تطبق على الوافدين
وفى إطار تلك الإجراءات أعلنت وزارة الصحة التونسية، أنه تقرر فرض الالتزام بالحجر الصحي الإجباري لمدة 7 أيام على جميع المسافرين الوافدين إلى تونس بداية من 1 فبراير القادم.
وأفادت الوزارة – في بيان علي الصفحة الرسمية - بأنه يتعين على الوافدين إلى تونس بما في ذلك كل الوافدين أو العائدين من مهمات قصيرة (أقل من 5 أيام) الالتزام بإجبارية القيام بتحليل "RT-PCR" وتقديم ما يفيد بسلبية التحليل في مدة لا تتجاوز 72 ساعة عند التسجيل للسفر، والالتزام بالحجر الصحي الإجباري لمدة 7 أيام بأحد المراكز المعدة للحجر الصحي على نفقتهم الخاصة .
وتضمن البيان قائمة المراكز المعدة للحجر الصحي الإجباري والموزعة على عدد من ولايات الجمهورية، مشيرا إلى انه يتعين على المعنيين بالحجر الصحي الإجباري عند السفر تقديم وثيقة الحجر ووصل الخلاص.
ويمكن القيام بتحليل "RT-PCR" في اليوم السابع من الحجر الصحي لكل من يرغب في ذلك على نفقته الخاصة، وفي حالة سلبية الاختبار يمكن له مغادرة الحجر الصحي الإجباري مع الالتزام بالإجراءات الوقائية المفروضة .
وأشارت وزارة الصحة إلى أنه تقرر أيضا مواصلة تعليق الرحلات الجوية والبحرية من وإلى كل من المملكة المتحدة، وجنوب إفريقيا، والبرازيل التي شهدت ظهور وانتشار وبائي للسلالة الجديدة من فيروس كوفيد 19 .
تمديد الحجر
وعلى صعيد تشديد الإجراءات الصحية قد أعلنت المتحدثة باسم وزارة الصحة التونسية، نصاف بن علية، اليوم السبت، عن قرارات اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا والإجراءات للفترة القادمة، موضحة مواصلة حظر التجوال في كامل البلاد من الثامنة مساء وحتى الخامسة صباحا، كما أكدت تمديد الحجر الصحى الجزئى فى البلاد حتى 14 فبراير المقبل.
وقالت بن علية، إنه تقرر أيضا منع التنقل بين الجهات عبر النقل الخاص والعمومي، وأيضا العمل بنظام الفرق (يوم بيوم) والعمل عن بعد قدر الإمكان مع الالتزام بالبقاء في المنزل يوم الراحة.
وزير خارجية تونس
وأكدت المتحدثة على مواصلة منع التجمعات والاحتفالات، والإجراءات المتعلقة بالبروتوكول الصحي في المقاهي والمطاعم مع منع الشيشة والتدخين ولعب الورق وسيتم تطبيق الردع على كل مخالف، موضحة أنه يمكن لأصحاب المطاعم والمقاهي العودة إلى العمل بالإجراءات السابقة المتمثلة في السماح بطاقة استيعاب لا تجاوز 30%.
وشددت بن علية على ضرورة الحد من تحركات الأشخاص الذين يبلغون من العمر 65 سنة فما فوق والاكتفاء بالتنقل للضرورة والبقاء في الأماكن المفتوحة، كما أعلنت بن علية، استئناف الدراسة بالمدراس والجامعات منذ 25 يناير ، مع تدعيم التعليم عن بعد والالتزام بالبروتوكول الصحي.
إصابة وزير الخارجية
وكان عثمان الجراندي وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، قد أعلن إصابته بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
وقال الجراندي في تغريده عبر حسابه الرسمي على موقع التدوينات القصيرة "تويتر": "أثبتت التحاليل التي أجريتها إصابتي بكوفيد 19 ، بالرغم من اتخاذي لجميع الاحتياطات اللازمة واحترامي للبروتوكول الصحي".
وأضاف: "أعراض قاسية أسال الله السلامة للجميع منها، جعلتني أصر أكثر على مواصلة الجهود الحثيثة لتوفير التلاقيح لحماية أبناء بلدي من هذا الوباء رغم الانتقادات التي طالتني في المدة الأخيرة".
وتابع: "وفي خضم مقاومتي لهذا الفيروس اللعين، أود أن أؤكد على العمل الدؤوب الذي يقوم به في صمت رئيس الجمهورية وفريق اللجنة العلمية وسفراؤنا بالخارج من أجل توفير كل آليات ومستلزمات مجابهة هذا الوباء، أرجو من الله تعالى أن يحفظ تونس وشعبها العزيز من هذا الوباء ومن كل مكروه. "
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة