"أصعب لحظات على أى أم فى الدنيا عندما تسمع خبرا سيئا عن فلذة كبدها .. نار فى قلبى من لحظة وفاة بنتى العروسة الشابة حرقا".. بألم شديد وصوت خافت روت عظيمة إسماعيل والدة العروس نرمين 22 سنة والمقيمة بقرية أزوالين مركز الحسينية، والتى توفيت منذ أيام داخل مستشفى ههيا للحروق بمحافظة الشرقية، متأثرة بإصابتها بحروق متعددة بجميع أنحاء الجسد وصلت إلى 80 %.
وسردت الأم تفاصيل الوفاة قائلة: نرمين أطيب أولادى متزوجة حديثا من شاب مقيم بمدينة الحسينية، وكانت تتحمل نهر زوجها ووالده وسوء معاملتهما عشان تعيش، وشقيقها الكبير غاضب منها بسبب تحملها إساءة زوجها، لكن من طيبتها تحملت كل شئ وكانت تحلم بأن يرزقها الله بأطفال وتكوين عائلة، لكن إرادة الله توفيت بطريقة بشعة، وزرتها فى المستشفى أول ما شاهدتها أغمى عليا من بشاعة المنظر ولم أعرفها".
بدموع غزيرة روت الأم المكلومة يوم تعذيب نجلتها قائلة: نرمين عادتها تستيقظ مبكرا تجهز وجبة الإفطار لزوجها ووالده لعدم وجود نساء بالمنزل غيرها وقام والد زوجها بطرد زوجته، وبعد وضع الإفطار أمامهما وضعت الشاى على النار، قالت لزوجها "خد بالك من الشاى يا محمد"، وتوجهت إلى حظيرة المواشى لوضع الطعام للمواشى، وأثناء ذلك فوجئت بزوجها يتعدى عليها بالسب بألفاظ خادشة داخل الحظيرة، بسبب تأخرها فى إحضار الشاى، فحاولت الإستغاثة بحماها، وقالت له "انجدنى حسبى الله ونعم الوكيل ابنك هيموتنى قال له اقتلها ياولا" وقاما سويا بالتعدى عليها وإشعال النيران بها، وبعد خروجها للشارع تستغيث حاولا سويا إيهام الجيران أنها من قامت بإشعال النيران فى نفسها".
وأردفت الأم: بنتى كانت عروسة ونفسها تفرح وتعيش حياتها وتنجب أطفال، لكن زوجها ووالده تعديا عليها وارتكبا فى حقها أبشع جريمة، وابنتى من طيبتها وحبها لزوجها لم تتهمه فى البداية لخداعه لها أثناء نقلها للمستشفى وتهديدها بالطلاق فى حالة الزج باسمه ووالده بمحضر الشرطة، فخشيت من الطلاق وخاصة من عادات الريف فى حالة طلاق المرأة تعانى نفسيا من المعاملة والنظر لها أنها مطلقة".
وبعد أسبوع من تواجدها فى المستشفى وبدأت تستجيب للعلاج، أصيبت بحالة نفسية سيئة لعدم زيارة زوجها لها بالمستشفى، بعدما تأكد من عدم اتهامها له وتم إخلاء سبيله من النيابة بناء على أقوالها، وبدأ يتهرب من زيارتها مما أثر فى نفسيتها، واعترفت لشقيقتها المقيمة معها بما حدث والتعذيب الذى تعرضت له على يد زوجها وخوفها إبلاغ أسرتها خوفا من طلاقها منه، ماتت بحسرتها".
وتنهمر الأم فى البكاء :أطالب بحق ابنتى بعدل الله والمتهم خارج القفص حتى الآن هو ووالده وتوجد نار فى قلبى بسبب الطريقة البشعة التى ماتت بها ابنتى، واتهمنا زوجها ووالده فى محضر رسمى جديد بعد الحصول على اعتراف مسجل فيديو من ابنتى قبل يوم من وفاتها".
وكان اللواء إبراهيم عبد الغفار، مدير أمن الشرقية، قد تلقى إخطارا من اللواء عمرو رؤوف، مدير المباحث الجنائية، بتاريخ 10 يناير يفيد ببلاغ لمركز شرطة الحسينية بإشارة من مستشفى ههيا للحروق بوصول" نرمين م ع إ" 22 سنة ربة منزل مقيمة بندر الحسينية، مصابة بحروق بجميع أنحاء الجسد بنسبة 80%، واتهم والدها زوجها "محمد م ع إ ف" عامل ووالده بالتسبب فى إصابتها، وتحرر عن الواقعة المحضر رقم 144 لسنة 2021.
وقرر عبد الله البنا، وكيل النيابة العام بالحسينية، طلب تحريات المباحث حول الواقعة، وضبط الزوج ووالده المشكو فى حقهما، وتم عرضهما على النيابة العامة التى قررت حجزهما على ذمة تحريات ضباط المباحث، ثم قررت النيابة إخلاء سبيلهما على ذمة التحقيقات، وبعد 7 أيام من تواجد الزوجة بالمستشفى توفيت متأثرة بإصابتها وقررت النيابة العامة، برئاسة محمد جاد، رئيس النيابة، وبإشراف المستشار حلمى عطا الله، المحامى العام لنيابات شمال الشرقية، انتداب الطب الشرعى لمعاينة الجثة وتشريحها لبيان سبب الوفاة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة