المخرج الكبير عمر زهران ينفرد بحكايات وحوارات تنشر لأول مرة مع سيدة الشاشة.. 6 سنوات على رحيل أيقونة مملكة الفن.. مخرج يتسبب فى إصابة فاتن حمامة بالقلب.. بركات كان وراء ثقافتها وإطلاعها على الروايات المترجمة

الجمعة، 29 يناير 2021 07:04 م
المخرج الكبير عمر زهران ينفرد بحكايات وحوارات تنشر لأول مرة مع سيدة الشاشة.. 6 سنوات على رحيل أيقونة مملكة الفن.. مخرج يتسبب فى إصابة فاتن حمامة بالقلب.. بركات كان وراء ثقافتها وإطلاعها على الروايات المترجمة فاتن حمامه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نادية لطفى تصاب بالخرس والسبب فاتن حمامة

 

السر وراء تراجع فاتن حمامة عن إلقاء كلمة فى عيد الفن

 
 
6 سنوات مرت على رحيل سيدة الأخلاق.. نهاية لمرحلة من الغياب امتدت سنوات عديدة.. غابت الأيقونة عن مملكتها ومعشوقتها التى توجت عليها ملكة وسيدة بقرار جماهيرى أبدًا لم ينازعها عليه أحد حتى باتت أسطورة سيحكى تاريخ الفن ومؤرخوه عنها، وعن مكانتها ما لم يحكه عن أحد.
 
سيحكون عن سيدة وقعت معاهدة تحالف مع النجاح.. وارتقت إلى مكانة استحقتها عن جدارة منذ ظهورها أمام عبدالوهاب، وهى طفلة صغيرة.. تربت وكبرت فى أحضان بلاتوهاتها ووسط كتابها ومخرجيها ونجومها الذين أكدوا مكانتها والتزموا جميعًا تجاهها بميثاق شرف ومعاهدة غير مدونة بأنها الألفا على الجميع.
ولقد روت لى العظيمة نادية لطفى، أنها عندما قابلتها للمرة الأولى فى غرفة المكياج أصابها الخرس ولم تستطع أن تنطق كلمة واحدة..رغم أن فاتن بادرتها بالتحية، إلا أنها من هول المفاجأة لم تستطع أن ترد عليها.. وأضافت لى نادية لطفى أنها حين تستمع إلى الأنسر ماشين answer machine، أى جهاز تسجيل المكالمات التى تأتيها، وهى خارج بيتها، وتستمع إلى صوت فاتن وهى تقول لها: نادية لما تسمعى رسالتى كلمينى.. وتكمل نادية لطفى كلامها لى.. أنها تكاد لا تصدق أن فاتن تحدثها.. والكلام لنادية وهى نجمة النجمات.. وأصبحت صديقتها، إلا أن لفاتن سحرا وكاريزما وسطوة عاطفية على كل من اقترب منها وتعامل معها. 
 

 

سيدة الشاشة فاتن حمامة


1 عدت بذاكرتى، لأحداث عشتها معها، حين حالفنى الحظ للاقتراب منها وكسب ثقتها، كنت محظوظًا حينما سألتنى سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة حينما حادثتها تليفونيًا لأهنئها بتكريمها فى عيد الفن الأخير قائلة لى: هل ستذهب إلى الحفل؟ فقلت لها: بالطبع.. فألقت إلىّ بمفاجأة العمر حينما قالت لى: إذًا سنذهب سويًا، وقبل أن أفيق من هول المفاجأة السعيدة سألتنى قائلة: هل أمر عليك فقلت لها: سآتى إليك أنا.. انتظرتها أمام بيت ابنتها نادية ذو الفقار فى الزمالك، وأتت أنيقة كملكة من صنع الخيال، وبسيطة كصفاء سماء لم تلبدها غيوم.

الفنانة الكبيرة نادية لطفى 
 
ركبت معها سيارتها، وفى الطريق أدهشنى كثيرًا أننى وجدتها متوترة بعض الشىء، وكانت بداخلى رغبة ملحة فى أن أتجاذب معها أطراف الحديث، ربما رغبة منى فى تسجيل انطباعها فى هذه اللحظات، فلقد مر عمر طويل لم ترها الجماهير المصرية فى مناسبة عامة إطلاقًا فداعبتها قائلا: بالتأكيد أنك سعيدة لوجود السيسى اليوم.. وكان وقتها القائد الأعلى للقوات المسلحة، فابتسمت فى سعادة، ما شجعنى أن أسألها عن سبب توترها.. فبادرتنى قائلة مكانى الآمن دومًا هو البلاتوه وسط زملائى ومعنا قائد العمل المخرج، ما أن عرفت أننى سأواجه جمهورًا أيًا كان، أبدأ بالتوتر وأشعر أننى لست أنا، وسألتها: هل ستلقين كلمة؟
فهزت رأسها بالموافقة، وكعادتى فى الفضول، سألتها: هل جهزتِ شيئًا معينًا؟ فأجابتنى أنه من الصعب أن يتم تجهيز أى شىء، اللحظة وانفعالاتها ستخرج أصدق الكلمات وأكثرها ملاءمة للموقف.
 
وفى طريقى سرحت بخيالى وأنا أتذكر الموقف الذى بسببه كان لقائى الأول بسيدة الشاشة فى بيتها بالقطامية ذلك القصر الأنيق الذى احتوى قصة من أصدق القصص وأروعها فى حياتها، حينما جمع الحب والود والسكينة بينها وبين الدكتور محمد عبدالوهاب رفيق أروع لحظات العمر وأصدقها.
 
2 وتذكرت فقد كانت تربطنى علاقة أكثر من رائعة بالكاتبة الصحفية الراحلة حسن شاه، صاحبة أروع القصص، ولعل أشهرها كانت قصة فيلم «أريد حلا» لسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة والذى أحدث ضجة على المستوى الفنى والمستوى الجماهيرى شأنه شأن معظم أعمال سيدة الشاشة العربية، تلقيت اتصالا تليفونيا من الأستاذة حسن شاه، رحبت بها وفاجأتنى قائلة لى: مزعل الست فاتن منك ليه يا عمر، ولم أفهم فى البداية وعلى الفور سألتها، مين الست فاتن؟! وبخفة ظلها المعهودة قالت لى: الست فاتن حمامة هو فى ست غيرها. 
 
وبعد أن استجمعت شتات ذهنى واندهاشى عدت لأقول لها فاتن حمامة، زعلانة منى، مستحيل، أكيد هناك خطأ ما، لكنها أكدت لى والسبب هذه الكليبات التى تصنع من أفلام الأبيض والأسود على أغان جديدة لمطربين جدد، وطبعًا المخرجون عندى فى قناة «نايل سينما» لم يجدوا أروع ولا أحلى ولا أعظم من أفلام فاتن حمامة مع عمر الشريف ليجعلوا منها معادلًا بصريًا لهذه الأغانى، على الفور أخذت تليفون سيدة الشاشة العربية واتصلت بها فورًا، وبدأت معها رحلة بديعة من علاقة لا أجرؤ على وصفها بالصداقة، لكننى استمتعت بمصاحبتها وأعطتنى كنزًا لم أحلم أبدًا به، أعطتنى ثقتها الشديدة، وترجمت هذه الثقة لمواقف أبدًا لم أكن أتخيل يومًا بأن أعيشها، ولم أكن أتوقع أن تحكى معى فاتن حمامة، وأن تجعلنى يومًا ما قريبًا منها. 
 
اعتذرت لها بشدة، عن حسن النوايا التى وقعت فيها «نايل سينما»، مؤكدًا لها أن ليس ذنبنا أن تختزل السينما المصرية أروع وأجمل وأرق أحاسيسها فى مشاهد سيدة الشاشة، وابتسمت بصوتها العذب الملائكى، قائلة لى: براعتك فى التبرير أبدًا لن تغير من وجهة نظرى،
ليس من حق أحد أن يطوع إبداع أشخاص آخرين لهواه الشخصى حتى ولو كان مبدعا، هذه المشاهد ملك لمبدع اسمه المخرج لم يأذن إلى أحد أن يعبث بقطعته الفنية.
 
أعود بكم إلى رحلتنا معًا فى طريقنا لحضور مراسم تكريمها فى عيد الفن بدار الأوبرا المصرية، فبمجرد وصولها سعدت فاتن حمامة بالحفاوة والسعادة والابتسامات من كل أفراد الأمن المنوط بهم حماية الأوبرا.
 
يومها.. حيث كان زجاج سيارتها من النوع الزجاجى المعتم والذى لا يرى من بداخله، فبمجرد أن بدأ زجاج شباك سيارتها فى النزول قليلًا ولمحتها كل الجماهير المتراصة حتى علا صوتهم وبحاتهم غير مصدقين: فاتن حمامة.. فاتن حمامة، ليستقبلها رجال الأمن من الشرطة والقوات المسلحة، وكأنها زعيمة اعتلت زعامتها كل عروش الملوك والسلاطين، نعم هكذا بدت يومها سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة. 
 
3 وكانت المفاجأة الكبرى حينما دخلنا إلى كواليس المسرح، حيث كان الحفل قد بدأ ولم ألمح لا أنا ولا هى أن هناك شخصية ما كانت تجلس فى نهاية الكواليس وبالقرب من خشبة المسرح فقد كان الظلام هو سيد الموقف وقليلًا من الضوء.. لقد كانت تجلس هناك النجمة ماجدة الصباحى، ولك أن تتخيل عزيزى القارئ أن تضع كل الأقدار والحظ فى أن تجلس بين فاتن حمامة على يمينك وفى أقصى اليسار ماجدة الصباحى النجمة الكبيرة.. والتى كثيرًا حاول بعض من النقاد والصحفيين أو من صناع السينما أن يوهموا الناس والجماهير أن هناك منافسة بين ماجدة وفاتن حمامة، لكن وللحق وللتاريخ وللأمانة سوف أحكى تفاصيل هذا اللقاء، فلقد ساد المكان شىء من الهدوء المشوب بالحذر، وفى البداية حقيقة لم تر فاتن حمامة ماجدة الصباحى ولكنى لقربى ربما منها قد عرفتها وأنا أعلم جيدًا أنه ليس هناك أى شىء من الود بين النجمتين، فسارعت وذهبت إلى النجمة ماجدة وسلمت عليها وهنأتها بالتكريم، وقلت لها مدام فاتن موجودة، فابتسمت لى دون أن تعلق.. بعدها ذهبت إلى حيث أجلس بجوار السيدة فاتن حمامة، وقلت لها إن مدام ماجدة تجلس هناك وكانت على مقربة منها بقليل.. فنظرت فاتن حمامة تجاهها وبوجه ملأته الحيادية التامة قالت لها: مساء الخير أهلا وسهلا، وكذلك ردت عليها ماجدة مساء النور أهلا بيكى، وساد الصمت المكان إلى أن جاء الدور على الفنانة ماجدة لتكريمها، ودخلت ماجدة الصباحى إلى المسرح لاستلام درع التكريم من الرئيس السابق عدلى منصور، وهنا قامت السيدة فاتن حمامة لمشاهدة التكريم من الكواليس وعلى ما يبدو أنها أرادت أن تدرس جغرافية المسرح، وتدرس خطواتها كيف ستكون.. وظلت تراقب المشهد باهتمام شديد إلى أن بدأت ماجدة تتجه إلى الكواليس مرة أخرى وهنا تعثرت بعض الشىء، حيث كانت تحمل درع التكريم، وكادت أن تسقط على الأرض وهنا علا صوت سيدة الشاشة، وبلهفة وانزعاج شديد قالت الحقوها الحقوها.. صوتها وصل جيدًا إلى ماجدة الصباحى وكتلة المشاعر الرائعة لدى سيدة الشاشة كانت أقوى من كل الأشياء حتى أنها خجلت بعض الشىء وعادت لتجلس فى مكانها مرة أخرى.. وبعد أن عادت ماجدة إلى مقعدها فى الكواليس قامت مرة أخرى، وذهبت بنفسها إلى فاتن حمامة وبانحناءة بها ود شديد وضعت يدها على كتفها، بينما كانت سيدة الشاشة جالسة، وقالت لها وكأنها قد امتنت وشعرت بخوفها عليها حينما كادت أن تسقط، وقالت لها بعيون بها كثير من الطيبة والحنان إزيك يا فاتن، وردت عليها بهدوئها ورزانتها: الحمد لله بخير، فأضافت ماجدة مبروك تكريمك. وردت فاتن: الله يبارك فيكى.
 
 
52016271929127741
 
وعادت ماجدة إلى مكانها واستعدت السيدة فاتن حمامة.. حيث قد حان دورها فى التكريم، ودخلت على المسرح الذى اشتعل بهتاف الجماهير وجموع الفنانين والحضور والذين قاموا وقوفًا جميعًا لتحيتها.. وأخذت الجماهير تهتف فى سعادة.. فاتن.. فاتن.. فاتن.. كنت أراقبها وأنتظر بمنتهى الشغف كلمتها التى ستلقيها لكن قلب فاتن حمامة الذى علمنا الحب لم يحتمل كل هذا القدر من الحب الذى حمل هتافات الجماهير وكانت تبتسم وقلبها يدق، ولكنها خرجت من المسرح ولم تلق كلمة ولم يدعوها أحد لتلقى كلمة. 
 
وحينما عادت سألتها لماذا لم تتحدثى؟ فأجابتنى الفنانة الرقيقة الأستاذة قائلة: الأضواء اللى سلطوها على عينيا ما كنتش شايفة حاجة منها وأنا كان نفسى أشوف الجمهور اللى بيهتف.. وكانت شاشة المسرح تعرض مقتطفات من أفلامها صوتًا وصورة وليس صورة فقط.. وكانت هناك موسيقى لدخولها فارتبكت ولم تشأ أن تطلب حتى أن تتحدث فسعادتها بهذا الاستقبال كانت أكبر من كل الكلمات.
 
4 تعددت اللقاءات بينى وبين سيدة الشاشة العربية، والسبب الأول عندما بعثت لها بنسخة من حوارى مع النجم نور الشريف على شاشة الـCBC، وذلك بناء على طلبها ولا أدرى سببًا سوى أنها على ما يبدو كانت قد شاهدت جزءًا من اللقاء وأرادت أن تكمل مشاهدته، تركت لها السيديهات المسجلة عليها الحلقات بالمركز الطبى الخاص بزوجها د.محمد عبدالوهاب، وبعدها بأيام قليلة اتصلت بها تليفونيًا، لأعرف رأيها، وباقتضاب شديد قالت لى عجبنى يا عمر.. وأجمل شىء عاجبنى فى اللقاءات اللى بجريها مع الفنانين إنى بسمع شيئا مفيدا ومعلومات مهمة. 
 
وبعد أن توطدت علاقتنا بعض الشىء سألتها صراحة، عن هذه الجملة، فقد كان بداخلى شغف شديد لمعرفة المزيد عن رأيها قالت: «شوف بشكل عام فى البرامج التليفزيونية وبالذات حوارات النجوم على الشاشة، فاجأتنى بقولها يا عمر الفنان مننا بيمثل للجماهير ما يشبه المثل الأعلى، يعنى الجمهور بيحبه وبيحب يقلده، ويعتبر رأيه ده دومًا شيئًا لا يحتمل الخطأ أبدًا، كل اللى بيزعجنى الأسئلة التافهة اللى بتتوجه للنجوم وفجأة يضطر النجم أنه يجاوب إجابات بتحوله فى نظر كتيير من الجمهور لشىء مفتعل.
 
5 وكانت سيدة الشاشة العربية ترى أن ظهور النجم تليفزيونيًا يقل أهمية، وأيضًا كان لدى فضول دائمًا للتحدث مع السيدة فاتن حمامة، فسألتها عن أحب الأشياء إليها فى هذا الوقت من العمر، فقالت لى: لا شىء يمتعنى الآن سوى السفر لبلد لم أرها من قبل لأطلع على شعوب، وحضارات وثقافات مختلفة وجديدة.. وماذا عن الأصدقاء؟ فقالت لى مبتسمة: طول عمرى ما أحبش قعدات الستات ولا أحاديثهم ولا الموضوعات اللى بتثير اهتمامهم، ووقت ما كنت بشتغل ماكانش فى عندى أى وقت، ولأنى تعودت أن أدير وقتى بنفسى وألا يفرض على بشكل أو بآخر أى نوع من الفضول أو التطفل أو تضييع الوقت، مشكلتى هى حبى لمتابعة الأخبار لأن دمى بيتحرق وبشعر بمرارة شديدة جدًا من كم الأخبار السيئة.
 
6 وبعيدًا عن الأخبار السيئة.. هل تتابعين ما يقدم على الساحة الفنية، كالمسلسلات التركية مثال؟ فأجابت بأنها تكره الدراما التركية وبلباقة وبمنتهى الرقة وبعيدا عن المباشرة وحينما لاحظت إعجابى بالدراما التركية قالت لى: ماكنتش محظوظة زيك كده فلم يصادفنى عمل درامى تركى أعجب به.
 
وبادرتنى بسؤال هل شاهدت مسلسلًا تركيًا واحدًا لم يبك فيه رجل؟!.. أنا شاهدت أعمالًا وجدت رجلًا يبكى وأنا لا أطيق دموع الرجال.
 
 
7 وعن الشباب، كان لفاتن حمامة وجهة نظر فى غاية الأهمية، فلقد كانت ترى أن شباب اليوم ظلموا بالأمس فهم نبت انهيار العملية التعليمية، فقد ذكرتنى بصرختها المدوية فى فيلم «إمبراطورية ميم» حينما حذرت من انهيار التعليم، وأن هناك أجيالا من الشباب قادمة تحتاج منا إلى وعى ومفاهيم جديدة للتعامل معهم، وكانت تشكو من فكرة انعدام مفهوم الكفاح والمجهود، فكانت ترى أن كثيرًا من الشباب يؤمنون بفكر القفزات، وأنهم دومًا يقارنون إمكانياتهم المادية بمن هم أعلى منهم، غافلين أحيانًا فكرة العمل والاجتهاد والعلم. 
 
8 أعود وأسأل سيدة الشاشة العربية عن المخرجين وتأثيرهم عليها؟ فقالت كان بركات أطلعنى على الثقافة الغربية، وأيضًا على أيقونات الأدب المصرى، يعنى «دعاء الكروان» كانت قصة قرأها بركات وأعطانى إياها طالبًا منى قراءتها، وبعدها كان هذا الفيلم «دعاء الكروان».
 
سألتها عن حسين كمال، وكنت أظن أنها غاضبة منه وأننى ربما أسمع كلمات غاضبة أو حتى متحفظة، لكنها وبمنتهى الأدب الجم ردت قائلة: الله يرحمه كان رومانسى زيادة عن اللزوم، لكن تجربتى معاه كانت فى إمبراطورية ميم تجربة جيدة. وهناك مخرج كانت فاتن حمامة تتوتر كثيرًا عند ذكر اسمه، وتتغير ملامحها، بالطبع لن أذكر اسمه حفاظًا على أمانتى مع السيدة التى حلمت يومًا ما أن أراها فأصبحت بفضل الله من المقربين منها. وكان سبب غضب سيدة الشاشة هو أن العمل مع هذا المخرج جعلها تدخل فى أزمة صحية لازمتها حتى وفاتها، فقد كان لا يصدق أنه عمل مع فاتن حمامة، وكان يرغب فى أن يقدم ما لم يقدمه أحد، فكان يطلب إعادة المشهد الواحد عشرات المرات، ولأنها فاتن حمامة العظيمة فكانت تطيع أوامر المخرج، وكانت النتيجة التى ذكرتها لى سيدة الشاشة هو إصابتها بإرهاق شديد فى القلب. لكنها مثلا أشادت لى بقدرة المخرجة الأستاذة أنعام محمد على، البارعة فى فهم السيناريو والسيطرة على الدراما على الورق. 
 
كانت فاتن حمامة بالفعل ترغب فى تسجيل مذكراتها وقصة حياتها، وتقدمت لها بمشروعين، مشروع تسجيل قصة حياتها ومشروع آخر درامى، وكم كانت سعادتى حينما أبدت سعادتها الشديدة بالمشروع الدرامى وبفكرة العمل، ولولا الظروف السياسية إبان حكم الإخوان المسلمين وتعثر الإنتاج التليفزيونى وقتها لكان هذا العمل الآن على شاشات التليفزيون. فلقد عقدنا معًا جلسات عمل وقراءة للمعالجة التى أعجبتها كثيرا.
 
وعن مشروع قصة حياتها فلقد وضعت تصورا يلائم المحاذير التى وضعتها طوال الوقت على كل ما يتعلق بحياتها الخاصة وأعجبها التصور جدًا جدًا وتحمست له، فلقد كان فى مضمونه يحكى بانوراما اجتماعية تاريخية سياسية من خلال رحلة فاتن حمامة الفنية، لكن أصحاب القنوات ووكالات الإعلانات كانت قد حسمت أمر ثقافة الشعب المصرى، حيث كان كل ما يهمهم هو أن تتحدث فاتن عن قصتها مع عمر الشريف، وخلافها مع ماجدة الصباحى، وغيرة شادية منها وغيرتها من شادية، هذا ما كان يهمهم.. وكانت سيدة الشاشة العربية ترى أن هذا هو أخطر ما يمكن أن يقدم للجماهير، فلقد عاهدت نفسها وربها وجماهيرها على أن تكون ليس فقط مثالًا للاحترام بل كانت الاحترام ذاته.. رحم الله سيدة الأخلاق، وسيدة القيم، وسيدة المشاعر، وسيدة الإبداع، رحم الله سيدة الشاشة، فاتن حمامة.هدي
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة