كان توت عنخ آمون أو الفرعون الذهبى كما ذاعت شهرته عالمياً أحد ملوك الأسرة الثامنة عشر من الدولة الحديثة، وصار من أشهر الملوك الفراعنة بسبب اكتشاف مقبرته وكنوزه بالكامل، وكذلك بسبب وفاته فى ريعان شبابه مما يعد لغزاً يثير فضول الكثيرين.
دفن توت عنخ آمون فى مقبرته الشهيرة – مقبرة 62 – بوادى الملوك، والتى تم اكتشافها فى 4 نوفمبر 1922بمعرفة عالم الآثار البريطانى هوارد كارتر، وأحدث هذا الاكتشاف ضجة إعلامية واسعة النطاق فى العالم كله، وبعد عامين من اكتشاف المقبرة وبالتحديد فى مثل هذا اليوم 3 يناير من عام 1924، عثر كارتر على تابوت الفرعون، فهل كان تابوتا وحيدا؟
تبلغ أبعاد غرفة دفن الملك حوالى 6م × 4م، وبها التابوت الأصلى المستطيل الشكل المصنوع من حجرالكوارتزيت، وتزين أركانه المعبودات الحاميات الأربعة ناشرة أجنحتها لحماية التابوت وما به، وكان هذا التابوت يضم بداخله ثلاثة توابيت تتخذ شكل الملك فى الوضع الأوزيري.
التابوت الذهبى الداخلي:
تابوت من الذهب الخالص (وزنه 4‚110 كجم) على شكل مومياء، عثر عليه بداخل التابوت الأوسط، وكان ملفوفا بكتان يغطى التابوت بالكامل عدا الوجه وهو موجود الآن بالمتحف المصرى بالتحرير، وعند فتح التابوت ظهر القناع الذهبى الشهير للملك الشاب حول رأس المومياء.
التابوت المذهب الأوسط:
وجد بداخل التابوت المذهب الخارجي، وهو مصنوع من الخشب المغطى بصفائح من الذهب، وكان مكسواً فى أجزاء منه بعجائن زجاجية متعددة الألوان، وهو موجود الآن بالمتحف المصرى بالتحرير.
التابوت المذهب الخارجى (الكبير):
التابوت مصنوع من الخشب المذهب ويمثل الملك على هيئة المعبود أوزير، اليدان مكسوتان برقائق من الذهب ومتقاطعتان على الصدر تمسكان بالشارات الملكية المطعمة بعجينة زجاجية زرقاء وحمراء، وللتابوت مقابض فضية كانت تستخدم لتحريك الغطاء. أبعاد التابوت: 223,5 سم طول، 8‚83 سم عرض، 5‚105 سم ارتفاع.
بعد نقل التابوتين الأوسط والداخلى للعرض بالمتحف المصرى بالتحرير، ترك التابوت المذهب الخارجى بالمقبرة منذ اكتشافها عام 1922، وحتى نقله إلى المتحف الكبير يوم 12 يوليو 2019، وذلك لترميمه وحمايته من عوامل التلف التى تعرض لها بالمقبرة، وكذلك لعرضه مع التابوتين الآخرين فى نسيج مترابط وسيناريو متناغم فى المتحف المصرى الكبير عند افتتاحه.
بعد القيام بفحص التابوت المذهب الخارجى بعناية شديدة بالمقبرة بوادى الملوك، تبين أن هناك ضعف شديد وشروخ وتساقط فى طبقات الجص المذهبة خاصة فى الغطاء والقاعدة، مما يتطلب تدخل سريع لإجراء عمليات الترميم فى بيئة مناسبة، لذلك، وبعد التنسيق مع شرطة السياحة والآثار، وبعد تغليف التابوت بواسطة أخصائيى الترميم من وزارة الآثار، وبعد الإطمئنان على تأمين سبل سلامته أثناء عملية النقل، واستخدام وحدات مضادة للاهتزاز أثناء النقل، تم نقله إلى المتحف المصرى الكبير، ثم حُفظ التابوت بقاعة العزل بالمتحف المصرى الكبير يوم 14 يوليو 2019 ولمدة سبعة أيام، وبدأت مرحلة تعقيم التابوت يوم 22 يوليو 2019 لاستكمال الخطة الموضوعة للترميم والتى تشمل أيضاً إجراء بعض الفحوصات والتحاليل (غير متلفة لمادة الأثر)، وفى ضوء نتائج هذه الفحوصات تتم أعمال التنظيف الميكانيكى والتنظيف الرطب، ثم تتم عمليات إعادة تثبيت الطبقات المتساقطة فى أماكنها الصحيحة، ثم التقوية الشاملة للتابوت، ومن المتوقع أن تستغرق أعمال الترميم حوالى ثمانية أشهر.