تمر، اليوم، الذكرى الـ45 لإقرار محكمة تابعة لدولة إسرائيل بحق اليهود فى الصلاة بساحات المسجد الأقصى فى أى وقت يشاؤون من النهار، وذلك بعد أن برأت 40 يهوديًا اتهموا بالدخول عنوة داخل المسجد مرددين الأناشيد اليهودية مما تسبب فى وقوع اشتباكات بينهم وبين الفلسطينين عند ساحات المسجد.
وبحسب دراسة بعنوان "الأطماع اليهودية فى المسجد الأقصى الإجراءات الممهدة للتقسيم الزمانى والمكانى" صادرة عن مركز الأبحاث التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، فإن أول محاولة عملية يهودية للسيطرة على الأماكن المقدسة هى إحضارهم عدداً من المقاعد والكراسى ووضعها فى ساحات البراق، متسببين بذلك بأول انتفاضة عربية فى فلسطين (سميت بانتفاضة البراق) عام 1929، وبشكل عام يمكن القول، إن الأطماع والاعتداءات الإسرائيلية واليهودية المتكررة على المسجد الأقصى، كانت سبباً مهماً فى اندلاع معظم الانتفاضات فى الضفة الغربية وقطاع غزة بعد عام 1967.
ويزعم اليهود أن هيكلهم هو مكان الصخرة، وتدعو فئات متطرفة منهم إلى إعادة بنائه، فيما يعارض "الحاخام الرئيسى لحائط المبكى"، شموئل رافينوبيتش، هذه الفكرة معتبراً أن مَنْ سيبنى الهيكل فى نهاية الأيام هو المسيح الذى ينتظره اليهود، أى أنه سيبنى بأيدٍ إلهية لا دخل للبشر أو للدولة فيها.
يُذكر أن اليهود يصلون داخل ساحات الأقصى باتجاه قبة الصخرة ويقفون بخطوط توازى باب الرحمة، وهو الباب الذهبى وفق الشريعة اليهودية وله أهمية خاصة.
ويخرج المصلون اليهود دون أن يديروا ظهرهم إلى قبة الصخرة حتى يتركوا ساحات الأقصى وهم لا يرتدون أحذيتهم إلا بعد مغادرة كل الساحات المحيطة بقبة الصخرة.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرنوت، أن الحكومة الإسرائيلية طالبت فى السابق، أى قبل إغلاق المسجد الأقصى بوضع بوابات إليكترونية وكاميرات ذكية ووضع مخطط أمنى جديد يتعلق بالمسجد الأقصى، لتعميق تدخله.
ومنذ عام 2000 حتى هذا اليوم، تشن إسرائيل عدواناً شرساً على الفلسطينيين فى ثلاثة مجالات متعلقة بمدينة القدس، الأول، تقسيم الحارات الفلسطينية فى القدس الشرقية عن طريق زرع بؤر استيطانية داخل هذه الحارات، من خلال مصادرة أملاك وبيوت الفلسطينيين، والثاني، محاولة إخراج الأحياء والقرى العربية الواقعة خارج الجدار مثل مخيم شعفاط والرام، وحتى تلك التى تقع داخل الجدار مثل صور باهر وجبل المكبر وغيرها من حدود بلدية القدس، والثالث، شن حملة ممنهجة من قبل المؤسسة الإسرائيلية الرسمية، المدعومة بقطعان المستوطنين الذين ينتمى بعضهم إلى ما يسمى بالتيار الدينى الوطنى، على المسجد الأقصى، بهدف خلق واقع جديد يتمثل بتقاسم المسجد مع المسلمين، ولتحقيق هذا الهدف تعمل أكثر من ثلاث وثلاثين مجموعة منها: “مكتب رئيس الحكومة" و"صندوق إرث إسرائيل" و"أمناء جبل الهيكل" و"شركة تطوير الحى اليهودى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة