غادة شلبى نائب وزير السياحة لـ"اليوم السابع": خطة قومية بالتعاون مع المستثمرين لسرعة تعافى القطاع بعد أزمة كورونا.. مواعيد الفتح والإغلاق تؤثر إيجابيا على "صناعة السياحة".. وتحقق الانضباط وتقضى على العشوائية

• لم نتوقف عن العمل والدعاية للسياحة مع أزمة كورونا

• "الاكتشافات الأثرية" و"موكب المومياوات" أعظم ترويج للسياحة فى مصر

• ندمج السياحة الثقافية بالشاطئية من خلال افتتاح المتاحف كمتحف شرم الشيخ

• نستهدف أسواق ودول جديدة لتسويق السياحة فى مصر

• لدينا خطة ترويجية طويلة الأجل للنهوض بصناعة السياحة

تضررت قطاعات عدة على مستوى العالم من جراء أزمة فيروس كورونا المستجد Covid-19، لكن قطاع السياحة كان أكثرها تضررًا خاصة مع توقف الطيران بين معظم دول العالم، والتخوف الذى مازال مسيطرًا على سكان العالم من الحركة والسياحة، وفى مصر، سعت الدولة لدعم ذلك القطاع بشتى الطرق سواء قرارات الإعفاءات أو القرارات التى تسهم فى جذب وتشجيع السياح للقدوم بعد الفتح فى يوليو الماضى، بجانب تشجيع السياحة الداخلية، ومع اقتراب حلم انتهاء جائحة كورونا ببدء اعتماد اللقاحات ظهرت التساؤلات حول كيفية الإسراع فى تعافى قطاع السياحة بعد الجائحة، وخطط الترويج والدعاية وأثر الاكتشافات الأثرية والافتتاحات الجديدة للمتاحف التى حدثت وتحدث مؤخرًا فى مصر، على جذب السياحة والنهوض بتلك الصناعة التى تعرضت لأزمات عدة على مدار السنوات الماضية..

توجهنا بتلك الأسئلة للمسئول عن قطاع السياحة داخل وزارة السياحة والآثار، وهى غادة شلبى، نائب وزير السياحة والآثار لقطاع السياحة وكان لنا هذا الحوار..

ما هى الإجراءات التى اتخذتها وزارة السياحة والآثار للترويج للسياحة فى ظل بطولة كرة اليد؟

تعتبر بطولة كرة اليد أكبر حدث رياضى يشهده العالم خلال الفترة المقبلة، بمشاركة 32 دولة، ولذلك حرصت الوزارة على استغلال هذا الحدث الهام للترويج للمقصد المصرى حيث قامت الوزارة بالتعاون مع وزارة الطيران المدنى بعرض الفيلم الترويجى الخاص بالبطولة على شاشات العرض الموجودة بصالات المطارات وذلك للترويج للبطولة وكذلك المقاصد السياحية المصرية المتنوعة ويتم عرضه بالتبادل مع الفيلم الدعائى "رحلة سائح فى مصر" والذى أطلقته وزارة السياحة والآثار آخر يونيو الماضى، كما أنه يتم عرض هذا الفيلم الترويجى على صفحات التواصل الاجتماعى الخاصة بهيئة التنشيط وموقع experience Egypt إضافة إلى أنه قد تم إرسال الفيلم إلى منظمى الرحلات ليقوموا بعرضه على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعى، علاوة على ذلك تقوم المكاتب التابعة لهيئة التنشيط الموجودة بالمطارات بالترحيب واستقبال المشاركين فى البطولة عند وصولهم وتقديم هدايا رمزية وتذكارية تحمل شعار مصر وذلك للفرق الرياضية المشاركة فى البطولة والأجهزة الفنية والإدارية المصاحبة للفرق ترحيباً بهم على أرض مصر، وزيارة المنتخبات للمناطق الأثرية كمنطقة الأهرامات، كما أن الهيئة قامت باستضافة مدونين ومؤثرين تزامنا مع هذه البطولة لنقل صورة إيجابية من خلال صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعى عن مصر واستضافتها لهذا الحدث الهام.

ولماذا تلجأ الوزارة لإنعاش السياحة الداخلية فى الفترة الحالية؟

الحكومة تدعم القطاع السياحى فى ظل ما يشهده من تحديات جراء جائحة فيروس كورونا المستجد ومن منطلق مساندة العاملين بالحرف والصناعات الصغيرة والمتوسطة الذين تضرروا بشكل كبير من ضعف الحركة السياحية الوافدة إلى البلاد، نعمل على إنعاش السياحة الداخلية لتعويض الانحسار فى السياحة الدولية وتشجيع المصريين لزيارة الأماكن السياحية والمواقع الأثرية فى بلادهم، ونستهدف أكثر من فئة منها الأُسر التى تبحث عن فرصة لقضاء إجازة خارج المنزل بتكلفة مالية مناسبة، والأسر والأفراد التى اعتادت على السفر لخارج مصر لقضاء إجازاتهم حيث أنه فى الوقت الحالى ونظرا لظروف جائحة كورونا وقيام العديد من المقاصد (مثل الأوروبية) بالإغلاق فإن هناك متسع لهذه الشريحة لقضاء أجازتهم فى بلدهم خاصة مع ما تتمتع به المقاصد المصرية من مناخ دافئ وشمس مشرقة يجذب إليه السائحين، علاوة على تشجيع الأسر غير المعتادة على السفر.

وما هى تفاصيل البرنامج الذى تم تدشينه مع البنك الأوروبى لدعم قطاع السياحة؟

البرنامج الذى تم تدشينه مع البنك الأوروبى هو حزمة للدعم الفنى لتنمية الموارد البشرية بقطاع السياحة بالتعاون مع البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية ومنظمة السياحة العالمية، ويتواكب هذا البرنامج مع الجهود المستمرة التى تبذلها الوزارة فى بناء القدرات وتحقيق التعافى فى ظل أزمة فيروس كورونا. ويهدف إلى بناء القدرات البشرية وتطوير الهياكل الإدارية للهيئات التابعة لوزارة السياحة والآثار والقطاع السياحى الخاص، إلى جانب المساهمة فى تطوير آليات الترويج السياحى.

كما أن حزمة الدعم الفنى لإنعاش قطاع السياحة تستهدف صياغة توصيات لتحفيز القطاع والاحتفاظ بالوظائف، وحماية الفئات الأكثر ضعفًا، فضلا عن دعم المؤسسات العاملة فى القطاع لاسيما الصغيرة والمتوسطة من خلال الحوافز.

ومدى التزام الفنادق والمنشآت السياحية بالإجراءات الاحترازية والالتزام بمواعيد الفتح والإغلاق؟

الوزارة حريصة كل الحرص على التأكد من التزام الفنادق وكافة المنشآت السياحية بقرارات مجلس الوزراء الخاصة بالإجراءات الاحترازية والوقائية أو تلك المتعلقة بمواعيد الفتح والغلق والتى تهدف جميعها لحماية المواطنين والعمل على الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد ونؤكد دوما أنه لا تهاون مع المخالفين وأن العقوبة تصل إلى غلق المنشأة، ولتحقيق ذلك تقوم لجان تفتيش من الوزارة بالمرور على هذه المنشآت والتأكد من تطبيقها لهذه الضوابط وفى حال مخالفة أى منشأة لهذه الضوابط يتم توقيع العقوبة عليها بما يتناسب مع المخالفة، وأود هنا أن أشير أن معظم المنشآت التى تم تحرير مخالفات لها سارعت فى توفيق أوضاعها والالتزام بتطبيق هذه الضوابط حتى يتسنى لها إعادة التشغيل مرة أخرى.

كيف تسهم تنظيم مواعيد فتح وإعلاق المطاعم والبازارات السياحية إيجابيًا على صناعة السياحة؟

قرارات تنظيم مواعيد فتح وإغلاق المحال والمطاعم والبازارات لها أثرًا إيجابيًا كبيرًا على السياحة؛ حيث أنها تقضى على أية مظاهر للعشوائية نظرًا لأنها تمنح الفرصة للجهات المختصة لتحقيق الانضباط، كما أنها تعكس مظهرًا حضاريًا للانضباط فى الشارع المصرى، إلى جانب أنها تساعد بالطبع على مواجهة الأزمة الحالية الخاصة بانتشار فيروس كورونا، أما فيما يتعلق بالرقابة على تنفيذ تلك المواعيد سيكون من خلال الحملات التى تقوم بها لجان التفتيش التى تطبق الدور الرقابى للوزارة، والتى تقوم بأداء دورها باقتدار انعكس فى مراقبتها لتطبيق الإجراءات الوقائية والاحترازية لمواجهة انتشار فيروس كورونا التى أقرتها الوزارة لإعادة تشغيل المنشآت السياحية.

كيف عززت فكرة عدم وجود إصابات بين السياح الثقة فى الإجراءات المصرية؟ وهل إجراءات التفتيش مستمرة؟

دعنى أقول لك؛ أن عام 2020 ملىء بالتحديات لكافة القطاعات جراء أزمة فيروس كورونا المستجد وكان للسياحة والآثار نصيب كبير من الأثر السلبى لهذه الأزمة ولكن الوزارة لم تالو جهدا فى مواجهة هذه التحديات والعمل على استعادة حركة السياحة الوافدة تدريجيا بدءا من شهر يوليو الماضى والتى بدأت فى ثلاث محافظات فقط هي؛ البحر الأحمر وشرم الشيخ ومطروح، نظرا لطبيعة هذه المحافظات الجغرافية إلى جانب أنها سجلت أقل أعداد فى الإصابة بالفيروس، والحمد لله النتيجة جيدة جدا والأرقام السياحية شهدت زيادة مضطردة فى هذه المحافظات منذ ذلك التوقيت وينعكس هذا النجاح فى الإشادة الدولية من قِبل أمين منظمة السياحة العالمية بمصر - أثناء زيارته لها- والتزامها بتطبيق الإجراءات الاحترازية الأماكن الأماكن السياحية والقرى والمنشآت والمناطق الأثرية، والتعامل مع السائحين وأخذ كافة التدابير الوقائية والطبية داخل الفنادق مما يعزز ثقة السائحين وطمأنتهم على قضاء إجازة سياحية فى مناخ آمن وصحى، كما أن الوزارة مستمرة فى العمل على فتح مزيد من الأسواق السياحية لتحقيق مزيد من الزيادة فى الحركة السياحية حتى الوصول إلى المعدلات الطبيعية فور انتهاء جائحة فيروس كورونا.

وما هى الأسواق السياحية الجديدة التى تستهدفها الوزارة خاصة مع قرب الإعلان عن لقاح كورونا وانتهاء الأزمة؟

فى ظل الأزمة الحالية من الضرورى العمل على فتح أسواق جديدة لجذب حركة سياحية منها وتعويض الانحسار من الأسواق التقليدية خاصة مع ما تشهده الأسواق التقليدية من ارتفاع حاد فى أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد وقيام البعض بفرض قيود على السفر، كما أن فتح أسواق جديدة سوف يسهم فى زيادة الحركة عن معدلاتها بعد انتهاء الجائحة وعودة السياحة لطبيعتها، وفى سبيل تحقيق ذلك يتم تنفيذ زيارات لهذه الأسواق واللقاء مع مسئولى السياحة والإعلام هناك للترويج للمنتج السياحى المصرى، وعلى سبيل المثال سوف توجهت إلى كل من صربيا وألبانيا فى زيارة ترويجية تهدف إلى تشجيع مواطنى هذه الدول لزيارة مصر.

كما أن السوق البريطانى والسوق الألمانى من أكبر الأسواق التى نتواصل معها، وكل المؤشرات تؤكد أن السائح لن يفضل السفر بطائرة تزيد مدتها عن خمس ساعات، وبالتالى هذا سيعزز مكانتنا خاصة فى أوروبا، لأن مسافة الطيران مناسبة، ولدينا الإمكانيات لغزو هذا السوق.

تابع العالم الاكتشافات الأثرية المتتالية مؤخرًا، برأيك ما تأثير ذلك على الترويج السياحى لمصر؟

الوزارة تسعى دوما للإبقاء على أن يكون المقصد المصرى فى ذهن السائح حتى فى ظل وجود أية أزمة، ومن هذا المنطلق لم تتوقف الوزارة عن اتخاذ الإجراءات الكفيلة بتحقيق هذا الهدف والتى من بينها تسليط الضوء على الاكتشافات الأثرية والتى تحظى بتغطية كبيرة من وسائل الإعلام المحلية والعالمية، وهو ما يعد أعظم دعاية وترويج للسياحة فى مصر حيث تمثل هذه الاكتشافات عاملا جاذبا لشريحة كبيرة من السائحين من محبى السياحة الثقافية التى تميز المقصد المصرى، هذا بالإضافة إلى الجولات الافتراضية فى الأماكن الأثرية والمتاحف التى يتم بثها على شبكة الانترنت والتى تحظى بمتابعة كبيرة حول العالم، وبالطبع فإن ذلك يزيد من رغبة السائح فى زيارة مصر لمشاهدة هذه الآثار والمواقع على أرض الواقع.

هل تعمل الوزارة حاليًا على إبراز تنوع المنتج السياحى فى مصر؟

بالطبع هناك رسالة إعلامية تهدف إلى إعطاء انطباع إيجابى عن المقصد المصرى وإبراز تفرده بين المقاصد الأخرى ومن أهم محاور هذه الرسالة إلقاء الضوء على التنوع فى المنتج السياحى المصرى الذى يشمل العديد من الأنماط من بينها؛ الثقافية والسياحة النيلية والسياحة الرياضية والترفيهية وسياحة الشواطئ والسياحة الاستشفائية وغيرها، إلى جانب إبراز أهم المقاصد السياحية المصرية. كما تشمل هذه الرسالة الإعلامية التأكيد على التشديد على تطبيق كافة الضوابط التى أقرتها الوزارة لمواجهة انتشار فيروس كورونا مع إبراز حقيقة أن أعداد الحالات المصابة فى مصر تعتبر بسيطة مقارنة بالدول الأخرى.

لكن مازال هناك انتقاد بأن السائحين ما زلوا لا يعرفون عن السياحة الثقافية فى مصر سوى الأقصر وأسوان والأهرامات.. فما هى جهودكم لتشجيع السائحين على زيارة كل محافظة من محافظات مصر؟

قمنا مؤخرا بفتح عدة متاحف، دمجنا من خلالها السياحة الثقافية بالسياحة الشاطئية، وذلك من خلال المتاحف التى افتتحت على سبيل المثال فى الغردقة، وشرم الشيخ، وكفر الشيخ كذلك، ونحن نعمل وفقا لما يريده السائح، ونرى أن السياحة الثقافية مؤخرا لا يقبل عليها السائح بشكل كبير فى العالم بأسره، ولكننا نروج دائما لمصر على أنها دولة السياحة الثقافية من الدرجة الأولى.

ونحن نرى أن دمج السياحة الثقافية بالسياحة الشاطئية سيساعد على زيارة السائح لمعظم المحافظات المصرية، كما أن الدولة تعمل حاليا على فتح مطارات وتمهيد الطرق فى معظم المحافظات، مما سيسهل على السائح التنقل، وزيارة جميع الأماكن التى يريد زيارتها بسهولة، هذا بالتأكيد بجانب رفع الوعى لدى السائح بالسياحة الثقافة المصرية.

وما تفاصيل خطة وزارة السياحة والآثار لسرعة تعافى قطاع السياحة عقب انتهاء أزمة كورونا؟

قطاع السياحة من أكثر القطاعات تضررًا بسبب جائحة كورونا، ليس فى مصر فقط ولكن على مستوى العالم، وفى سبيل العمل على الإسراع فى تعافى قطاع السياحة عقب الخروج من جائحة كورونا وانتهاء تلك الأزمة فإن الوازرة بصدد وضع وإعداد استراتيجية قومية لتحقيق ذلك.

وأؤكد أن الوزارة لا تضع الخطة منفردة، ولكنها تقوم بحوار مجتمعى، من خلال هيئة تتشيط السياحة، والقطاع الخاص متمثل فى الاتحاد المصرى للغرف السياحية والغرف السياحية والمستثمرين، والخبراء، لوضع روشتة التعامل خلال الفترة المقبلة والخروج من تلك الأزمة، خاصة مع قرب الإعلان الرسمى عن لقاح فيروس كورونا.

ووفقا لتوقعات الخبراء السياحيين ومنظمة السياحة العالمية، يتوقع غالبية الخبراء انتعاشًا فى السياحة الدولية فى عام 2021، ولا سيما بحلول الربع الثالث من عام 2021، بينما يتوقع نحو 20٪ أن يحدث ذلك فى عام 2022 فقط، وبالنسبة للمقصد المصرى فمن المتوقع مع افتتاح المتحف المصرى الكبير والمتاحف الأخرى أن يكون ذلك عاملا مؤثرا بشكل كبير فى زيادة الحركة الوافدة والإسراع من استعادة الحركة السياحية فى مصر لمعدلاتها الطبيعية.

وما هى أبرز الملفات التى تعمل عليها الوزارة حاليا مع غرف السياحة والمستثمرين ورجال الأعمال؟

من أهم الملفات التى تعمل عليها الوزارة حاليا مع غرف السياحة والمستثمرين كما ذكرت إعداد استراتيجية قومية للترويج للسياحة المصرية، إلى جانب العمل على فتح أسواق سياحية جديدة، وتدريب العمالة السياحية، والاهتمام بالبنية التحتية للمنشآت السياحية.

كيف تساهم وزارة السياحة والآثار، فى دعم مصر دوليا؟ وما هى الأنشطة القادمة للوزارة فى الخارج؟

تلعب وزارة السياحة والآثار دورًا هامًا فى دعم مصر دوليًا من خلال المساهمة فى تعزيز الصورة الإيجابية عن مصر ودورها الريادى كمقصد سياحى متميز، كما أن مشاركة مصر فى المعارض الدولية أو ضبط عملات منهوبة وتسليمها للسعودية والهند والصين مؤخرًا يعكس بقوة احترام مصر وإدراكها لأهمية القطع الأثرية، وذلك من منطلق أن مصر دولة حضارة منذ آلاف السنين، علاوة على ذلك فإن هذا الإجراء يوطد بشكل أكبر علاقة مصر بهذه الدول ويفتح مجالات أكبر للتعاون معها.