لا شك أن إعلان الحكومة تطبيق 50 جنيها غرامة على المخالفين لارتداء الكمامة فى الأماكن العامة ووسائل المواصلات، ساهم بصورة ملحوظة فى الالتزام بالإجراءات الوقائية من انتشار فيروس كورونا، وباتت الكمامة مع كل سائقى التاكسى والميكروباص، وكذلك أصحاب السيارات الخاصة أو زبائنهم، خاصة مع تطبيق إجراءات التحصيل الفعلية، وتحرك رؤساء الأحياء والمسئولين في المحليات إلى الشوارع والمقاهى والمواقف، لمتابعة تنفيذ القرار.
السؤال: هل القرار الخاص بارتداء المواطنين الكمامة وتحصيل مبلغ 50 جنيها لمن يخالف هدفه زيادة حالة الوعى والالتزام بالإجراءات الاحترازية أم هدفه جمع الأموال كما يروج البعض؟! بالطبع القرار هدفه زيادة حالة الوعى، فالدولة التي أنفقت عشرات المليارات على حملات التطهير ورفعت الطوارئ في كل منشآتها لمواجهة الفيروس المستجد لن يكون هدفها أبداً جمع "ملاليم" المخالفات
قرار غرامة الكمامة هدفه التوعية وزيادة الالتزام بالإجراءات الوقائية، وما دام الأمر كذلك فلماذا لا يتم توزيع 10 كمامات على كل شخص خالف القرار، وبدلا من إعطائه ورقة بالمخالفة، يقدم له مسئول الضبطية القضائية "كيس كمامات"، ليكون عربون محبة وود، وتأكيد على أن القرار للصالح العام، وبهذا نضمن أن صاحب المخالفة ارتدى الكمامة، وسيحرص على ارتدائها لفترة مقبلة، كما أنه شعر بالمعاملة الطيبة من جانب المسئولين عن تنفيذ القرار، وتأكد أن الـ 50 جنيها التى دفعها عادت إليه فى صورة كمامات يستخدمها.
الفكرة ستخلق حالة من الالتزام في الشارع، وتضمن نجاح قرار ارتداء الكمامة، وسيكون لها رد فعل إيجابى على المجتمع، باعتبارها تأكيد على حالة التحضر والرقى التي وصل إليها، وعلى الـ 800 رئيس حى ومدينة ونوابهم على مستوى الجمهورية، الذين منحتهم وزارة العدل حق الضبطية القضائية في جمع مخالفات ارتداء الكمامة أن تكون لديهم هذه الروح الطيبة، فالموضوع ليس جبرا أو التزاما بقدر ما هو توعية وإنسانية، وهنا أستدعى الكلمة التى ذكرها الرئيس السيسى في أحد اجتماعاته مع مسئولي الصحة لمناقشة الوضع الوبائى لكورونا، عندما قال نحن في حاجة إلى " لقاح الوعى" ، فهو اللقاح الحقيقى الفعال في مواجهة الفيروس، حتى يتم اختبار ومراجعة كل اللقاحات الموجودة حول العالم.
الرسالة موجهة إلى الحكومة، وعلى وجه الخصوص وزير التنمية المحلية، والمحافظين، فهناك فرصة حقيقية لتكون المحليات نموذجا في العطاء والإنسانية، وهذا ما نحتاجه الآن مع هذا الفيروس، الذى يختبر إنسانيتنا قبل أي شيئ آخر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة