نشاهد اليوم منحوتة خشبية لـ مريم العذراء والسيد المسيح طفلا والقديس يوسف النجار، وفى ظنى أن هذه المنحوتة "أيقونة" موجودة في كل كنيسة وكل بيت مسيحى، وهى تستحق بالفعل لما تحمله من معانى كبيرة.
يمكن النظر إلى هذه المنحوتة من خلال فكرة الدائرة المتكاملة، التي تكمل بعضها بعضا، المسيح طفل نائم في هدوء يكشفه الاسترخاء الواضح في ملامحه، فهى ملامح غارقة في الطمأنينة، بينما السيدة مريم العذراء تحيطه بيديها وتحنو عليه بملامح وجهها، لديها إحساس قوى بثقل المهمة الملقاة على كاهلها، أما يوسف النجار، فهو يحيط مريم وابنها بعطفه وردائه، يحميها من الظلام القادم من الخلف.
ويمكن قراءة هذه المنحوتة من خلال ثنائية الضوء والظلام، فيبدو النور هنا متجسدا في الشخصيات الثلاثة، بينما الظلمة تحيط بالعالم الذى يتربص بهم جميعا.
وربما تكون هذه المنحوتة فرصة جيدة للإشارة إلى فضل يوسف النجار، حسب التراث المسيحى، فقد كان له دور كبير جدا في حماية العائلة المقدسة، فقد تحمل متاعب جمة وقاد رحلة طويلة من أجل رعاية الطفل وأمه.
يبدو في المنحوتة أمران مهمان هما الاتقان والمحبة الواضحة للعائلة المقدسة، ولدورها الكبير في اضاءة الإنسانية.
وتحتفل الكنيسة الأرثوذكسية يوم 7 يناير من كل عام بعيد ميلاد السيد المسيح.