اعتاد الشعب الإسبانى الاحتفال فى عشية 6 يناير بعيد "قدوم ملوك المجوس" وهو تقليد متوارث يتزامن مع عيد الميلاد وبداية العام الجديد، ولكن ستكون الاحتفالات هذا العام مختلفة تماما عن ما اعتاده الشعب الإسبانى بسبب انتشار فيروس كورونا والإجراءات الوقائية المتخذة للحد من العدوى.
وأشارت صحيفة "إيه بى سى" الإسبانية، إلى أنه فى العادة يأتى أشخاص يرتدون ملوك المجوس الثلاثة إلى إسبانيا عبر السفن والمروحيات والقطارات، وهم يحملون هدايا تذكارية، وحلوى خالية من الجولتين، وأيضا عدد من الكيلوجرامات من اليوسفى، وذلك لإطعام الأطفال فى ليلة مخصصة للأحلام والخيال والفرح، إلا أن هذا العام ستحدد كل مقاطعة أو إقليم مكاناً محدد يقف به ملوك المجوس لاستقبال الأطفال وتقديم الهدايا لهم مع الاحتفاظ بالإجراءات الوقائية ومراعاة مواعيد فرض حظر التجول.
اسبانيا وملوك المجوس
وفى العاصمة الإسبانية مدريد، يتم الاحتفال بملوك المجوس الثلاثة عن طريق الإنترنت، وقالت مندوبة الثقافة فى مجلس المدينة، اندريا ليفى، فإن الملوك سيصلون غدا 5 يناير إلى مدريد ويتركون الهدايا أمام منازل الاطفال لأنهم يتصرفون بشكل جيد، ولكن يستطيعون ان يروهم من خلال نوافذ منزلهم.
كما سيتم إطلاق الالعاب النارية فى ست نقاط مختلفة فى العاصمة مدريد فى الساعة التاسعة مساءً.
وفى كاستيلا دى لا مانشا، بالفعل كل شئ لاستقبال الملوك الثلاثة فى عام أجبر فيه وباء فيروس كورونا جميع البلديات المختلفة على اعادة التفكير فى المسيرات لتجنب الحشود.
وفى توليدو، أكد الملوك الثلاثة انهم سيأتون الى المدينة فى 5 يناير، ولن يكون هناك عرض تقليدى، لكنهم سيستقبلون اطفال توليدو عند المدخل الرئيسى للمدينة من الساعة 3:00 عصرا وحتى 8:00 مساءً.
أما فى مدينة سيوداد ريال، فقد وافق عمدة المدينة، بيلار زامورا، على تصريح ليلى للملوك المجوس من زيادو جميع المنازل فى تلك الليلة بدلا من التجمعات.
ملوك المجوس فى اسبانيا
وفى مدينة ألكازار سيمر الملوك المجوس، بعربة تجرها الخيول حتى يتمكن الأطفال من رؤيتهم من شرفات منازلهم.
وكانت هناك عدة أماكن فى إسبانيا احتفلت بملوك المجوس، الذين خرجوا وهم يرتدون الكمامة مع الالتزام بالمسافات الاجتماعية ومواعيد الحظر الليلى.
وتحتفل إسبانيا سنويا فى ليلة 6 يناير بعيد الملوك المجوس الذين يعتقد أنهم شاهدوا نجمة فى الشرق تبشر بميلاد السيد المسيح المخلص، وقاموا بتتبعها حتى وصلوا إلى مدينة بيت لحم حيث قدموا له الهدايا من الذهب والبخور والمر.
ويعتبر ملوك المجوس أو (الملوك السحرة) الثلاثة وهم جاسبار، وبلتسار، وميلتشور، المعادل الموضوعى لشخصية سانتا كلوز بالنسبة لأطفال أوروبا وأمريكا، وينتظر الأطفال الإسبان قدومهم بكل شغف لكى يحصلوا على الهدية التى تترك لهم فى شرفة المنزل.
ملوك المجوس
ويقول المؤرخون، إنه لم يثبت تاريخيا الوجود الحقيقى لملوك المجوس، وأنهم قد يكونوا مجرد رموز خيالية، ولكن عميقة الدلالة والأثر.
ودرس الباحثون اليونانيون واللاتينين هذه الأسطورة بعناية فائقة، واتفقوا على أهميتها وأبعادها الإجتماعية والسياسية، إلا أنها لا تخرج عن كونها خرافة، ولم يجزم الباحثون بوجود أدلة تاريخية ثابتة عن هوية ملوك المجوس وما إذا كانوا ثلاثة أو أربعة أشخاص أو أكثر من ذلك بكثير.
وتقضى الأسطورة بأن ملوك المجوس، تنبأوا بأن المسيح هو منقذ ومخلص الأمة، حيث يولد فى كل قرن شخص قادر على تغيير العالم وحل مشاكله، كما أن الأسطورة تحمل عدة أبعاد اجتماعية لقصة ملوك المجوس، والتى تتلخص فى "اجتماع ثلاثة ملوك ينتمون لثلاث قارات مختلفة: هى أوروبا وآسيا وأفريقيا، التى كانت تمثل العالم القديم، كما ينتمون إلى أعراق وأجناس مختلفة، وتتفاوت أعمارهم بين الشباب والنضج والشيخوخة، كما تختلف اوضاعهم الاجتماعية بين الثراء والغنى والوضع الميسور ماديا، ولكن رغم هذه الاختلافات اجتمعوا جميعا على حب المسيح.
وجرت العادة، أن تصطحب العائلة أطفالها لاستقبال ملوك الشرق فى الخامس من يناير، حسب مواعيد تعدها وتنظمها بلدية كل مدينة، وتستقبل الأسر هؤلاء الملوك بكل حفاوة، ضمن مظاهر البهجة والسرور فى موكب مهيب، بمصاحبة حشد من الفرق الموسيقية والغنائية.
عادات ملوك المجوس فى اسبانيا
وفى اليوم التالى، ينهض الطفل صباحا من نومه، ليتجه نحو شجرة عيد الميلاد فى المنزل، ويبحث عن هدية تحتها، وفى العادة، فإن الأسرة تعد هذه الهدية ثم تقول للطفل بأن الملوك المجوس قد زاروا البيت وتركوا له هذه الهدية لأن سلوكه كان جيدا هذا العام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة