استنكر كبار المسئولين الطبيين الأمريكيين إدعاءات الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب بأن أرقام الوفيات المتصاعدة في البلاد نتيجة جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" قد تم المبالغة فيها بشكل كبير، حسبما أفادت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية في عددها الصادر اليوم الإثنين.
وقالت الصحيفة (في تقرير لها نشرته على موقعها الالكتروني في هذا الشأن) إنه في الوقت الذي ارتفعت فيه اعداد الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا في الولايات المتحدة إلى أكثر من 340 ألفًا خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، رفض ترامب هذه الأرقام ووصفها بأنها "أخبار مزيفة"، زاعمًا أن الطريقة التي تستخدمها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها لإحصاء الحالات لا تتماشى مع الدول الأخرى.
وكتب الرئيس على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي:" أن عدد حالات الإصابات والوفيات الناجمة عن فيروس الصين مبالغ فيها كثيرًا في الولايات المتحدة بسبب طريقة التعامل السخيفة لمراكز السيطرة على الأمراض في تحديد الاعداد مقارنة بالدول الأخرى، والتي تم الاعلان عن الكثير منها عن قصد بشكل غير دقيق..وعندما تعترينا الشك، يمكن أن نطلق على ذلك اخبارا وهمية!".
تعليقا على ذلك، نقلت الصحيفة عن أنتوني فاوتشي، كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة قوله:" إن أعداد وفيات كوفيد-19 حقيقية وأنه يمكن رؤية الأدلة في المستشفيات في جميع أنحاء البلاد".
وفي تصريحات مماثلة، قال الدكتور جيروم آدامز، الجراح العام الأمريكي، إنه "لا يوجد سبب للشك في أرقام الوفيات الناجمة عن كوفيد-19".
جدير بالذكر أن الولايات المتحدة ابلغت عن 204 ألاف و805 حالات اصابة جديدة بفيروس كورونا يوم أمس الأحد، فيما وصل عدد الوفيات المرتبطة به إلى 343 ألفا و177 حالة، وفقا لمشروع Covid Tracking Project، الذي أشار إلى احتمال وجود حالات شاذة في البيانات بسبب العطلات. وقال المشروع إن 125544 شخصًا يدخلون المستشفى حاليًا بسبب كوفيد-19.
وقد أبلغت ولاية تكساس عن تسجيل 12563 مريضًا بكوفيد-19 في المستشفيات يوم أمس الأحد، وهي المرة السادسة في سبعة أيام التي تسجل فيها الولاية مستوى غير مسبوق من حالات دخول المستشفيات.
وفي هذا الشأن، قال الدكتور فاوتشي إن الولايات المتحدة فشلت في تطعيم الناس بالسرعة المطلوبة. حيث قامت الولايات المتحدة بتلقيح عدد أقل بكثير من 20 مليون شخص استهدفتهم بحلول نهاية عام 2020.
وتابع:" لسنا حيث نريد أن نكون. وعلينا أن نفعل ما هو أفضل بكثير.مع ذلك، دعونا أن نمنح أسبوعا أو أسبوعين في يناير لنرى ما إذا كان بإمكاننا التقاط الزخم الذي تباطأ بحلول موسم العطلات".
وحذر الدكتور فاوتشي أيضًا من أن السلالة الأكثر انتشارا لفيروس كورونا، والمعروفة باسم B.1.1.7، والتي بدأت تنتشر بسرعة في المملكة المتحدة في ديسمبر الماضي "سينتشر" في الولايات المتحدة أيضًا. ونفى، مع ذلك، أن تكون السلالة أكثر فتكًا.
وأضاف:" من المحتمل أن يزداد الأمر سوءًا في الأسبوعين المقبلين، أو على الأقل استمرار هذا المستوى المرتفع للغاية من الإصابات والوفيات التي نراها حاليا".
وأكد كبير الأطباء الأمريكيين أنه بغض النظر عن نوع السلالة التي تنتشر هناك، علينا الالتزام بإجراءات الصحة العامة. وهذا سيوقف انتشار أي سلالة".
فاطم/ أ ب/س.ع