وجه الدكتور محمد بن علي كومـان الأمين العـام لمجلس وزراء الداخلية العرب، رسالة بمنـاسبة الأسبوع العربي للتوعية بمخـاطر التطرف والإرهـاب، قائلًا: "يشكل الاحتفال بالأسبوع العربي للتوعية بمخاطر التطرف والإرهاب، والذي يصادف الأسبوع الأول من شهـر يناير من كل عــام، مناسبة متجددة للتوعية بمخـاطر التطـرف والإرهــاب وجرائمهما الشنيعة التي ما زالت تحـصـد الأرواح وتهدر الأمـوال والممتلكات، وتعتدي على المقدسات وتقوض منوال التنمية، مؤكدة بذلك أن الإرهـاب لا ينتمي إلى ديـن مـحدد أو مذهـب معين، ولا يهدف إلا لإزهاق الأنفس وخراب العمران.
ويأتي إحياء هذه المناسبة خلال هذا العام في ظروف خاصة بفعل استمرار تفشي جائحة كورونا وما صاحبها من نشاط للجماعات والتنظيمات الإرهابية - التي استغلت حالة الاستنفار القصوى من كل أجهزة الدولة، خاصة أجهزة الشرطة والأمن لمواجهة الوباء - بهدف التخطيط لتنفيذ بعض العمليات الإرهابية واستقطاب العناصر وتجنيدها واختراق المواقع الرسمية وقرصنتها، علاوة على محاولة استخدام الفيروس كسلاح بيولوجي. بيد أن الأجهزة الأمنية العربية كانت سدا منيعا أمام مخططات تلك الجماعات وحالت دون ارتكابها لجرائمها البشعة.
وتابع : إن التوعية بمخـاطر التطرف والإرهاب، لا تقتصر فقط على الأجهزة المعنية بالإعلام الأمني، وإنما هي مسؤولية مشتركة يتقاسمها الجميع وتحتاج إلى التعـاون الفعلي مع مؤسسـات المجتمع المدني والأسر ورجال الدين ووسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمكتوبة والجـامعات ومراكـز الدراسـات والبـحـوث وغيرها من الجهات التي لها تأثير مباشر على الأفراد ويمكنها أن تلعب دورا رئيسيا في تحصينهم من اعتناق الفكر المتطرف وحمايتهم من الوقوع في شرك الإرهاب.
وأردف "كومان": لقد أولى مجلس وزراء الداخلية العرب أهمية فائقة لموضوع "التوعية بمخـاطر التطرف والإرهـاب"، من خلال إفراده أسبوعا كاملا للاحتفال به بالتنسيق مع وزارات الداخلية في الدول الأعضاء، بما يسمح بالقيام بفعاليات متعددة تهدف إلى نشر القيم الثقافية والأخلاقية والدينية العربية النبيلة التي تنبذ العنف وترفض التطرف وتمقت الإرهاب، ويشكل هذا الأسبوع منـاسبة للتذكير بأن المجلس - باعتباره صمام الأمان العربي- قد أنشأ مكتبا عربيا متخصصا بمكافحة التطرف والإرهاب وآخر للتوعية الأمنية والإعلام يسهران على تنفيذ مختلف الأنشطة والبرامج التوعوية التي تسهم في نشر الوعي لدى المواطن العربي بخطورة التطرف والإرهاب وتحصنه ضد الوقوع في براثنهما، كما يمثل مناسبة لإبراز الجهود التي عكفت الأمـانة العـامـة للمجـلس على بـذلـها من أجل توفير البيئة الملائمة للتعاون الأمني العربي المشترك في هذا المجال، وذلك من خلال وضع استراتيجية عـربيـة لمكافحة الإرهــاب، واستراتيجية عربية للأمن الفكري وخطة نموذجية لتعزيز دور الأسرة في تحقيق الأمن الفكري وغيرها من الاستراتيجيات والخطط النموذجية.
علاوة على ذلك، تقوم الأمانة العامة للمجلس بإدراج موضوعي التطرف والإرهاب على أجندة أغلب المؤتمرات التي تعقد في نطاقها، وبصفة خاصة على جدولي أعمال المؤتمر السنوي للمسؤولين عن مكافحة الإرهاب في الدول العربية، والمؤتمر العربي الدوري لرؤساء أجهزة الإعلام الأمني، بما يسمح باستعـراض أفضل ممـارسـات وتجارب الدول العربية في مكافحة التطرف والإرهـاب وتجاربها في مجال استخدام الإعلام لمكافحتهما، وتقديم العديد من أوراق العمل والدراسات، ومعالجة مختلف القضايا ذات الصلة بالتطرف والإرهاب على غرار "جنوح النساء إلى التطرف والعوامل التي تدفعهن لتبني الفكر المتطرف"، و"تجنيد المنظمات المتطرفة للأطفال في مناطق الصراع"، و"دور علماء الشريعة في تصحيح الفكر المتطرف للمنظمات الإرهابية"، و"سبل تعاون أجهزة الإعلام الأمني ووسائل الإعلام العربية في مكافحة التطرف والإرهاب"، و"التعاون بين أجهزة الأمن ووسائل الإعلام لمنع استفادة المنظمات والعناصر الإرهابية من الوسائل الإعلامية في نشر الأفكار المتطرفة"، إضافة إلى "تعزيز برامج التوعية الأمنية لمكافحة ظاهرة الإرهاب".
إن توعية الأفراد والجماعات بمخاطر التطرف والإرهاب وحمايتهم من الوقوع في يد التنظيمات الإرهابية مسؤولية يتحملهـا الجميع من مؤسسـات حكومية وأهلـية ومن مختلف الفاعلين، لذا فإننـا نـهيب بالجميـع إلى ضرورة الاحتفال بهذا الأسبوع المميز من خلال تنظيم تظـاهرات وفعـاليات ميدانية وافتراضية على المستويين الوطني والعربي والاحتفـاء بالجهـود الأمنيـة في مكـافحة التطرف والإرهـاب وما نتج عنها من حفظ للأرواح والممتلكـات خاصة في هذا الظرف الحرج.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة