فقط تخيلْ؛ أن يخطفك أحدهم فجأة، ويسلبك كل احترازاتك فى ترتيب نفسك وأنت تشرب مشروبَك الأفضل فى مكانك المفضل وأنت تمارس شغفَك فى القراءة! نعم، أنا أحدثك عن شكلٍ مختلف من الاختطاف، شكلٍ لذيذٍ وممتع ومبدع، إنه الاختطافُ بين الأسطر الأولى لرواية "نياندرتال" للروائى سراج منير، الصادرة عن دار الكتب خان، عام 2020، في 248 صفحة، من القطع المتوسط وصمم غلافها حاتم سليمان، وهى تصنف ضمن أعمال الفانتازيا الفلسفية.
نياندرتال
ويأتى العمل بإسقاطات سياسية وفلسفية وأسئلة وجودية، تنعكس مباشرة على المجتمع المصرى والعربى، والشرق الأكثر استدعاء لفكرة الوطن الأول والعودة المبنية على أسس دينية، وتناولت استغلال الدين فى أمور السياسة والحكم والإدارة، والمطامع الشخصية والنخبوية.
وعبر الكاتب عن دقة ملاحظة المرأة واهتمامها بالتفاصيل، عكس الرجل المهتم بالصورة المجملة فكتب يقول:
"أخرجت من جيبها ثمرة، وقالت إنها التقطتها فى الطريق، وأنها رأت النسانيس تأكل منها. تعجبت من دقة ملاحظتها، فلم أشغل بالى بذلك ربما لأننى كنت أمنى نفسى بأكل الثعبان".
وفى الشق الفنى للرواية من حيث الأسلوب واللغة والبناء الفني، أجاد الكاتب فى عمله لغة وبناء وحبكة متصاعدة للأحداث، مع وصف مدهش جعل كل شيء حيًّا ثلاثى الأبعاد، وكانت الانتقالات بين مكانى وزمانى الرواية سلسة ومشوقة مع تقنية (الفلاش باك) الذى أثرى التجرِبة ككل.
وتناول المؤلف الأحداث بالتقديم والتقدير بتقنية الفلاش باك؛ ليجعل العمل أكثرَ متعةً وسحرًا، وتخللت القصة الرئيسة قصص جانبية أيضًا؛ تم تناولها بتقنية الاستدعاء للأحداث القديمة التى تخضع للمقارنة مع الراهن لحظة سردها، أو تقديم مزيد من التفاصيل النفسية والشخصية للأبطال، مع تفاصيل قصة الحب التصاعدية بين عمر وشادية بتفاصيل رصينة ورومانسية.
الجدير بالذكر أن الكاتب د. سراج منير قنديل زيدان، يعمل استشاريا لجراحة التجميل، وهو روائى صدر له من قبل عدة أعمال منها: "سبعة زيرو" 2015، "ربيع الشتات" 2019، نياندرتال 2020، وقد حصل على جائزة راشد بن حمد الشرقي للإبدع في دورتها الثانية عن روايته "حكاية جديدة للأندلس".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة