شهدت محافظة الإسكندرية، أجواء احتفالية محدودة بمناسبة أعياد الميلاد المجيدة، بسبب أزمة كورونا، للحد من انتشار الفيروس، حيث ترأس البابا ثيؤدوروس الثانى بابا الإسكندرية وسائر أفريقيا، قداس عيد الغطاس، بينما تم إلغاء احتفالية إلقاء الصليب فى مياه البحر كما كان المعتاد فى كل عام.
ويأتى ذلك وسط أجواء احتفالية محدودة أيضا لطائفة الأقباط الأرثوذكس، حيث يقام القداس مساء اليوم بحضور 20 شماسا فقط وفق تعليمات البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.
واحتفلت طائفة الروم الأرثوذكس بالإسكندرية، اليوم بعيد الظهور الإلهى (الغطاس)، حيث ترأس البابا ثيودروس الثانى، بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر أفريقيا، صلاة القداس الإلهى فى كنيسة البشارة فى المقر البطريركى بالمنشية الصغرى فى الإسكندرية وذلك بحضور عدد كبير من أبناء الجالية اليونانية بالإسكندرية.
كان من المقرر أن يتم استكمال الاحتفال بالعيد، حيث يتوجه البابا ثيودروس الثانى فى كل عام إلى النادى البحرى اليونانى ليغطس الصليب المقدس فى البحر، وبعد تغطيس الصليب يلقيه فى البحر حيث يسارع الشباب بالغوص لإحضار الصليب، إلا أن الكنيسة أعلنت هذا العام إلغاء هذا الطقس الاحتفالى بسبب أزمة فيروس كورونا للحد من انتشارها والاكتفاء فقط بصلاة القداس صباح اليوم.
من جهة أخرى أكد القمص إبرام إميل الوكيل البابوى بالإسكندرية، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن قداس عيد الميلاد مساء اليوم، سوف يقتصر على حضور 20 شماسا فقط، وذلك طبقا للإجراءات الاحترازية، وقرار قداسة البابا تواضروس الثانى لمنع انتشار وتفشى فيروس كورونا.
كما أكد إميل، أن البطريركية الأرثوذكسية بالإسكندرية، قد اعتذرت عن استقبال التهنئة بالأعياد القادمة، خلال شهر يناير، وذلك بسبب الظروف الحالية والحد من انتشار فيروس كورونا، مشيرا إلى أن الكنيسة تصلى من أجل أن يرفع الله هذا الوباء عن مصر والعالم ويشفى كل مريض.
كانت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، قد أصدرت تعليمات هامة بخصوص الخدمات الكنسية خلال الفترة المقبلة، وقالت فى إطار متابعة تطورات الوضع الصحي، وفى ظل استمرار تزايد أعداد المصابين بعدوى فيروس كورونا المستجد، تقرر العمل بما يلى بكنائس القاهرة والإسكندرية، وهما "إيبارشية البابا" اعتبارًا من اليوم وحتى 31 يناير منه أن يقام قداسا عيدى الميلاد والغطاس بمشاركة كهنة الكنيسة وعدد لا يزيد عن 20 شخصا، وأن يقام قداس واحد فقط أسبوعيًّا ويقتصر على كهنة كل كنيسة بمشاركة ما لا يزيد عن 5 شمامسة.
ويرجع الخلاف فى الاحتفال بعيد الميلاد الذى يمثل تذكار ذكرى ميلاد يسوع المسيح بين الطوائف المسيحية إلى القرن الرابع الميلادى، بسبب خلاف الحساب الفلكى، حيث تحتفل طوائف الكاثوليك والبروتستانت بالعيد بدءًا من ليلة 24 ديسمبر ونهار 25 ديسمبر فى التقويمين الغريغورى واليوليانى غير أنه وبنتيجة اختلاف التقويمين ثلاث عشر يومًا يقع العيد لدى الكنائس التى تتبع التقويم اليوليانى عشية 6 يناير ونهار 7 يناير، ورغم أن الكتاب المقدس لا يذكر تاريخ أو موعد ميلاد يسوع فإن آباء الكنيسة قد حددوا ومنذ مجمع نيقية عام 325 الموعد بهذا التاريخ، كذلك فقد درج التقليد الكنسى على اعتباره فى منتصف الليل، وقد ذكر إنجيل الطفولة ليعقوب المنحول فى القرن الثالث الحدث على أنه قد تم فى منتصف الليل، على أن البابا بيوس الحادى عشر فى الكنيسة الكاثوليكية قد ثبّت عام 1921 الحدث على أنه فى منتصف الليل رسميًا.
أما القبطية بمصر، فتسير على التقويم المصرى القديم الذى يبدأ بشهر توت، وقد حددوا رأس السنة (1 توت) فى يوم قران الشمس مع ظهور نجم الشعرى اليمانية، وهو ألمع النجوم فى السماء ويُسمى باليونانية "سيروس وبالمصرية سبدت وبموجب هذا التقويم يبلغ طول السنة: (365 يوم + 6 ساعات).
ولكن فى عام (1582م) لاحظ البابا غريغوريوس بابا روما (1572 – 1585م) وقوع الاعتدال الربيعى فى (11) مارس بدلاً من (21) مارس، إذن هناك فرق قدره (10) أيام، فلمّا لجأ إلى علماء اللاهوت ليعرف منهم السبب، أجابوه بأنه ليس لديهم سبب من الناحية الكنسية أو اللاهوتية، فالأمر مرجعه إلى الفلك، فرجع البابا إلى علماء الفلك، فأعلموه بأن السبب يرجع لحساب السنة، فبحسب التقويم اليوليانى يبلغ طول السنة: (365 يوم+6 ساعات) بينما السنة فى حقيقتها التى يقرّها علماء الفلك هى: (365 يوم + 5 ساعات + 48 دقيقة + 46 ثانية).
وهذا الفرق يكون تقريبا (يوم) كل (128 سنة)، و (3 أيام) كل (400 سنة)، ومنذ انعقاد مجمع نيقية سنة (325م) حتى البابا جريجوريوس (1582م) كون فرقا قدره (10 أيام) ، فأصدر أمراً بأن ينام الناس يوم (4 أكتوبر) سنة (1582م)، ليستيقظوا يوم (15 أكتوبر) بدلاً من (5 أكتوبر)، أى بدل أن يقطعوا ورقة من النتيجة قطعوا 11 ورقة (ورقة اليوم + 10 ورقات فرق الأيام )، ولضمان فروق المستقبل، وضع قاعدة بموجبها يتم حذف (3) أيام كل (400) سنة، وبعد إتباع الكنيسة الغربية التقويم الجريجورى سنة (1582 م)، صار ميعاد عيد الميلاد فى الشرق يختلف عنه فى الغرب، وقد بلغ الفرق إلى الآن (13 يوماً) .
ولكن لم يعمل بهذا التعديل فى مصر إلا بعد دخول الإنجليز إليها فى أوائل هذا القرن العشرين (13 يوماً من التقويم الميلادي) فأصبح 11 أغسطس هو 24 أغسطس، وفى تلك السنة أصبح 29 كيهك (عيد الميلاد) يوافق يوم 7 يناير (بدلاً من 25 ديسمبر كما كان قبل دخول الإنجليز إلى مصر أى قبل طرح هذا الفرق) لأن هذا الفرق 13 يوماً لم يطرح من التقويم القبطى.
أما عيد الغطاس فأصل نشأته كنيسة الإسكندرية، وعن طريقها انتقل إلى الغرب فى النصف الثانى من الرن الرابع الميلادى، وقد أصبح عيداً رسمياً فى كل الكنائس منذ بداية من القرن الخامس، وعلى إثر هذا التبادل فى الأعياد أصبحت جميع الكنائس فى الشرق والغرب تحتفل بعيد ميلاد المسيح يوم (25 ديسمبر)، وبعيد الغطاس فى 6 يناير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة