تسود حالة من الجدل دول أوروبا والولايات المتحدة بشأن تأجيل الجرعة الثانية من لقاح كورونا لمن تلقوا الجرعة الأولى بالفعل، وذلك بهدف تطعيم أكبر عدد ممكن من السكان فى ظل تفشى فيروس كورونا على نطاق واسع. وبينما أيدت بريطانيا هذا الاقتراح وتبنته رسميا، فإن الولايات المتحدة رفضته وأصرت على الالتزام بنظام الجرعتين.
حيث أكد وزير الصحة الأمريكى وأبرز خبراء الأوبئة فى الولايات المتحدة عدم موافقتهم على مقترحات تأجيل الجرعة الثانية من لقاحات كورونا التى تمت الموافقة عليها من أجل توفير مزيد من الجرعات بشكل أسرع لمزيد من الناس، بحسب ما ذكرت صحيفة واشنطن بوست.
وكان عدد من خبراء الصحة العامة قد ناقشوا فى الأيام الأخيرة ما إذا كان الأمر يستحق المجازفة بتغير نظام الجرعتين، الذى أثبت كفاءته الكبيرة فى التجارب، لزيادة عدد الأشخاص المحمين جزئيا بجرعة واحدة الأقل مع تفشى الوباء.
وجاء هذا النقاش فى الوقت الذى تكافح فه الولايات المتحدة لزيادة الجرعات التى لديها بالفعل. وتم توزيع أكثر من 15 مليون جرعة من اللقاح، وفقا لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، التى تم تحديثها امس الاثنين. لكن حوالى 4.5 مليون شخص فقط حصلوا على اللقاح.
كما ذكرت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية مساء أمس، الاثنين، أن تغيير الطريقة التي يتم بها إعطاء اللقاحين المصرح بهما سيكون "سابقًا لأوانه" و وليس هناك دليل قوى على نجاحه.
وأشار بيان الهيئة الصادر عن مفوضها ستيفين هان، وبيتر مارك، مدير مركز الأبحاث والتقييم البيولوجى بها، أن البيانات المتاحة لا تزال تدعم استخدام جرعتين محددتين لكل لقاح تمت الموافقة عليه فى أوقات محددة.
وكانت بريطانيا قد اتخذت قرارا مثيرا للجدل الأسبوع الماضى بجعل الأولوية لحقن الجرعة الأولى من اللقاحات، حتى لو كان هذا يعن أنه لا يوجد ما يكفى من الكميات للجرعة الثانية الموصى بها بعد ثلاثة أو أربع أسابيع. وقالت السلطات فى بريطانيا إن الناس يمكن أن تنتظر حتى 12 أسبوعا.
من جانبها، قالت صحيفة الجارديان إن العاملين فى الرعاية الطبية فى بريطانيا يؤجلون تناول الجرعة الثانية من لقاح كورونا وسط مخاوف من المنظمات الطبية بشأن سياسة توسيع الفجوة بين الجرعتين، والتهديد الذى يتعرض له الأطباء ومرضاهم ما لم يكونوا محميين بشكل كامل.
ووجدت دراسة استقصائية للأطباء فى جميع أنحاء بريطانيا أن العديد من الذين تناولوا جرعتهم الأولى من اللقاح قد ألغوا مواعيد الجرعة الثانية.
وفى حين أن هناك أدلة من تجارب لقاح أكسفورد واسترازينيكا، الذى بدأ توزيعه أمس الإثنين، على فعالية أكبر بين الأشخاص الذين يحصولون على الجرعة الثانية لاحقا، فإن شركة فايزر قالت أنه لا يوجد دليل على فعالية جرعة واحدة من اللقاح.
وذكرت الجارديان فى تقرير آخر أن ألمانيا والدنمارك قد تحذوان حذو بريطانيا فى تأجيل الجرعة الثانية من اللقاح لمن تلق الحقنة الأولى بالفعل، مع استمرار تزايد الإحباط من التقدم البطىء فى برامج التحصين الأوروبية.
وسأل وزير الصحة الألمانى جينس سباهن من وكالة السيطرة على الأمراض ومعهد روبرت كوخ التحقيق فى مسألة تأجيل الجرعة الثانية، وجاء ذلك بعد انتقادات لفشل ألمانيا فى تأمين إمدادات كافية من اللقاح وعدم قدرتها على الإسراع فى برنامجها الوطنى للتحصين الذى استقبله الأطباء بحماس.
كما تبحث الدنمارك أيضا توسيع الفترة الزمنية بين جرعتى اللقاح. وقال معهد الأمراض المعدية فى البلاد إنه يراقب عن كثب الوضع فى بريطانيا، وتبحث وزارة الصحة فيها فترة بين الجرعتين تصل إلى 6 أسابيع.