رحب نيلس ميلزر المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بمسألة التعذيب، برفض محكمة بريطانية تسليم مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج إلى الولايات المتحدة الأميركية نظرا لوجود احتمال لتعرضه "لظروف سجن قمعية ستؤدي في أغلب اليقين إلى إقدامه على الانتحار".
وفي بيان صحفي، قال المقرر الخاص إن الحكم القضائي يؤكد صحة تقييمه للأمر بأن أسانج سيتعرض في الولايات المتحدة لظروف احتجاز يُقر كثيرون بأنها تصل إلى التعذيب أو غيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية وغير الإنسانية والمهينة.
ويُحتجز أسانج منذ فترة طويلة انفراديا في سجن بلمارش في لندن، تحت طلب أمريكي بتسليمه لاتهامه بالتجسس والاحتيال.
ووفق الخبير المستقل، فإن تسليم أسانج للولايات المتحدة يعرضه للسجن لمدة 175 عاما تحت ظروف غير إنسانية في عزلة شبه تامة.
وفي نفس الوقت، ذكر البيان الصحفي أن الحكم، الصادر يوم الاثنين، يمثل سابقة مقلقة تحرم بشكل فعلي الصحفيين الاستقصائيين من الحماية المكفولة لحرية الصحافة، وتمهد الطريق لمقاضاتهم بموجب اتهامات التجسس.
وأشار البيان إلى أن أسانج كان قد نشر وثائق عسكرية حساسة تتعلق بحربي العراق وأفغانستان. وأعرب المقرر الخاص عن قلقه البالغ لأن "الحكم يؤكد المنطق الخطير الذي تستند عليه لائحة الاتهام الأمريكية بما يجرم بشكل فعلي صحافة الأمن القومي".
وقد أعلنت الولايات المتحدة أنها ستستأنف الحكم، ولكنها رحبت برفض القاضي لكل حجج الدفاع عن أسانج والقائمة على أساس "حرية الصحافة والمصلحة العامة للناس في الكشف عن سوء التصرف الحكومي وحظر تسليم المتهمين السياسيين وفشل الولايات المتحدة في توفير محاكمات عادلة لمن توجه ضدهم اتهامات تتعلق بالأمن القومي".
وأعرب المقرر الخاص عن القلق البالغ بهذا الشأن، وقال إن ذلك سيؤدي إلى عدم نظر محكمة النقض في أي من تلك الأمور، وستكون المسألة الوحيدة على المحك هي ملاءمة الحالة الطبية للسيد أسانج لتحمل ظروف الاحتجاز الأمريكية.
وإذا وفرت الولايات المتحدة ضمانات بشأن معاملة أسانج بشكل إنساني، كما قال المقرر الخاص، فقد يتم تأكيد تسليمه في الاستئناف بدون أي مراجعة ذات مغزى للمخاوف القانونية الجادة حسب تعبيره.
و ذكر ميلزر ، في مراسلات فردية وبيانات، أن أسانج تعرض لأكثر من 10 سنوات للاحتجاز التعسفي والاضطهاد السياسي. وخلال زيارة لسجن بلمارش عام 2019، خلص ميلزر وفريق طبي متخصص إلى أن أسانج يظهر أعراضا تتطابق مع التعرض الطويل للتعذيب النفسي.
وقال الخبير المستقل، إن الحكم فشل في الإقرار، بأن حالة أسانج الصحية السيئة هي نتيجة مباشرة لعشر سنوات من الانتهاك المتعمد والمنهجي، مشددا على ضرورة الإفراج الفوري عن جوليان أسانج، وإعادة تأهيله وتعويضه عن الانتهاكات التي تعرض لها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة