نواصل إلقاء الضوء على مزيد من الغزوات الإسلامية التى لم تأخذ حقها فى التاريخ الإسلامي، ربما لقلة ما بها من أحداث، ومن هذه الغزوات "غزوة ذات الرقاع" .. فما الذى يقوله التراث الإسلامى فى ذلك؟
يقول كتاب البداية والنهاية تحت عنوان "غزوة ذات الرقاع":
قال ابن إسحاق: ثم أقام رسول الله ﷺ بالمدينة بعد غزوة بنى النضير شهرى ربيع وبعض جمادى، ثم غزا نجدا يريد بنى محارب وبنى ثعلبة من غطفان، واستعمل على المدينة أبا ذر.
قال ابن هشام: ويقال عثمان بن عفان.
قال ابن إسحاق: فسار حتى نزل نخلا وهى غزوة ذات الرقاع.
قال ابن هشام: لأنهم رّقعوا فيها راياتهم، ويقال لشجرة هناك اسمها ذات الرقاع.
وقال الواقدى: بجبل فيه بقع حمر وسود وبيض.
وفى حديث أبى موسى: إنما سميت بذلك لما كانوا يربطون على أرجلهم من الخرق من شدة الحر.
قال ابن إسحاق: فلقى بها جمعا عظيما من غطفان، فتقارب الناس ولم يكن بينهم حرب، وقد خاف الناس بعضهم بعضا حتى صلى رسول الله ﷺ بالناس صلاة الخوف، ثم انصرف الناس.
وقد أسند ابن هشام حديث صلاة الخوف ههنا: عن عبد الوارث بن سعيد التنوري، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن جابر بن عبد الله، وعن عبد الوارث، عن أيوب، عن أبى الزبير، عن جابر، وعن عبد الوارث، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر.
ولكن لم يذكر فى هذه الطرق غزوة نجد، ولا ذات الرقاع، ولم يتعرض لزمان ولا مكان، وفى كون غزوة ذات الرقاع التى كانت بنجد لقتال بنى محارب وبنى ثعلبة بن غطفان قبل الخندق نظر.
وقد ذهب البخارى إلى أن ذلك كان بعد خيبر، واستدل على ذلك بأن أبا موسى الأشعرى شهدها كما سيأتي، وقدومه إنما كان ليالى خيبر صحبة جعفر وأصحابه، وكذلك أبو هريرة، وقد قال: صليت مع رسول الله ﷺ فى غزوة نجد صلاة الخوف.
ومما يدل على أنها بعد الخندق: أن ابن عمر إنما أجازه رسول الله ﷺ فى القتال أول ما أجازه يوم الخندق.
وقد ثبت عنه فى الصحيح أنه قال: غزوت مع رسول الله ﷺ قبل نجد، فذكر صلاة الخوف.
وقول الواقدي: إنه عليه السلام خرج إلى ذات الرقاع فى أربعمائة، ويقال: سبعمائة من أصحابه ليلة السبت لعشر خلون من المحرم سنة خمس فيه نظر، ثم لا يحصل به نجاة من أن صلاة الخوف إنما شرعت بعد الخندق، لأن الخندق كان فى شوال سنة خمس على المشهور، وقيل: فى شوال سنة أربع، فتحصل على هذا القول مخلص من حديث ابن عمر، فأما حديث أبى موسى وأبى هريرة فلا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة