لم أنجح في إقناع نفسى يوما ما.. لا بأدائه.. ولا بحضوره.. ولا بأسلوبه فى الحوار مع متابعى برامجه، ولا البسطاء طالبى الفتاوى من شخص يصنف كعالم دين يستقى منه الناس علوم دينهم.
مبروك عطية.. عالم أزهرى خلع العمة الأزهرية وصدر "الوردة" فى وجوه مشاهديه للإيحاء بكونه شيخ متحضر.. متفتح.. يحظى بمنهجية مميزة فى التعامل مع علوم الدين والتعامل مع طالبى الفتاوى والاستشارات الدينية المستعصية، فيلجأون للشيخ "أبو وردة" حسن الطلة حلو اللسان مصري اللهجة رافعا شعار "خلى البساط أحمدى" مستغلا طيبة آبائنا وأمهاتنا، فيعمد إلى استمالتهم لمشاهدته ومتابعته بأسلوبه المتلاين وحديثه الملتوى.
على مدار سنوات، تابعت فتاوى مبروك عطية المثيرة للجدل، والذى يحرص دائما على تغليفها ببعض البهارات التي تفجر اللغط بين الناس، طمعا في أن يكون دائما قبلة لمعدى برامج التوك شو، وتصدر عناوين الصحف والمواقع الإخبارية، وبعد اكتشاف بزنس "الترند"، وجد ضالته للربح السريع وتحقيق الشهرة الواسعة في وقت قياسى، أصبح من ألمع نجومه، وجهز فريق عمل متخصص لنشر فتاويه وأقواله ومشاركاته فى البرامج وتصريحاته للصحف على منصات التواصل الاجتماعى، لتحقيق التارجت وتصدر الترند، مستغلا تخصصه فى قطاع حساس يشغل ويهم الملايين من مسلمى العالم.
ولأن "الحجر الداير لا بد من لطه".. وقع عطيه في شر أعماله، فقد شطح خياله وطمعه المبالغ فيه في الشهرة السريعة، إلى الوقوع في المحظور، فبدلا من تقديم الدعم المعنوى لأسر وضحايا ومصابى وباء كورونا المستجد، ومواساتهم في مصابهم الجلل، أعمت شهوة الشهرة والترند عينيه، وخرج علينا بفتوى شاذة تضاف لرصيده العريض من الفتاوى المثيرة للجدل، حين سأله الإعلامى اللامع شريف على فضائيةmbc مصر "هل الوفاة نتيجة مرض تختلف عن الوفاة، نتيجة مرض بوباء، وهل الوفاة بوباء شهادة".. وقال الدكتور مبروك عطية في رده نصاً:
"أى كارثة أرضية تصيب البشرية لا تكون شهادة أبدا بقراءة القرآن الكريم كله، وإنما وباء وانتقام وأسوأ ميتة، وأنت لابد أن تفرق بين واحد لوحده او عشرة أو طيارة وقعت أو حافلة، وبين وباء يصيب البشرية في وقت واحد، فكأنهم قوم لوط أو كأنهم قوم نوح الذين أغرقهم الله، أو كأنهم لا يمكن أن تكون ميتة سوية، ومن ثم أقول ينبغي على الناظر المتأمل في آخر أية من سورة "غافر" أن يقف عندها وأن يوضحها السادة العلماء، كما يوضحها السادة الأطباء، خطرا نعيشه جميعاً بأن علينا أن نتوب إلى الله توبة نصوحة، وأن نعمل "ستوب" عن جميع الجرائم ومنها طلاقة اللسان في الهيافة، ومنها أكل أموال الناس بالباطل ومنها سوء الجوار.. ومنها ومنها ومنها.... على قد ما نقدر وندعو الله راغبين إليه عسى أن نكون في وقت يستجاب فيه الدعاء وينفع فيه الإيمان".
لم يكتف شيخ الفضائيات، بنزع الشهادة عن متوفى فيروس كورونا، بل أكد أنها تعد من أسوأ الميتات، وتجاوز ذلك إلى تشبيههم بقوم لوط، زاعما أن وفاتهم بالوباء غضب إلهى عقابا على كثرة الذنوب.
عطيه صرح بهذه الفتوى الغريبة على فضائية شهيرة وبرنامج يقدمه مذيع لامع، والسؤال في حد ذاته يشغل الجميع لأن كورونا لم يترك منزلا إلا وداهمه سواء بإصابة أو بوفاة، ومعظم المواقع الإخبارية نقلت تلك التصريحات، لكن الشيخ فوجئ بكم هائل من الهجوم عليه وعلى فتواه، إلا أنه قرر مناطحة "اليوم السابع"، نظرا لكثرة عدد متابعى الموقع الإخبارى الأول في مصر والشرق الأوسط، فحاول التنصل والتراجع عن فتواه في فيديو بثه على صفحته الخاصة، زاعما نقل اليوم السابع تصريحات لم يصرح بها، لكن فيديو تصريحات عطيه مع شريف عامر خير رد على محاولته التنصل والادعاء بتأويل تصريحاته.
أخيرا.. أوجه رسالة إلى الشيخ مبروك عطيه وأقول له "اتق الله فينا.. هم وغم الوباء يكفينا.. لا أنت مبروك ولا حتى حصلت على صفة العطية".