تمر، اليوم، ذكرى ميلاد الفنان الكبير حمدى غيث أحد عمالقة الفن والمسرح المصرى، الذى ولد فى مثل هذا اليوم الموافق 7 يناير من عام 1924 لأسرة من أعيان الشرقية، وهو الشقيق الأكبر للفنان الكبير عبد الله غيث، وكان الشقيقان من أكبر فنانى مصر ثقافة وإبداعاً.
ورثت عائلة حمدى غيث العمودية، وكان والده يدرس الطب فى إنجلترا، وأثناء الحرب العالمية عاد إلى مصر ولم يستطع الرجوع لاستكمال دراسته، وتولى العمودية فى قريته شلشلمون بمنيا القمح، لكنه توفى فى سن صغيرة تاركا 5 أبناء، أصغرهم عبدالله غيث الذى كان رضيعًا وقت وفاة والده، بينما كان شقيقه حمدى فى سن الرابعة، ورغم فارق السن البسيط تعامل حمدى منذ لحظة وفاة والده مع شقيقه الأصغر باعتباره ابنه.
ودرس حمدى غيث فى كلية الحقوق حتى وصل إلى آخر سنة، وكان يدرس بالتزامن مع الكلية فى معهد التمثيل، وعندما جاءته بعثة لفرنسا لمدة 4 سنوات لم يدخل امتحان الحقوق وغلب حبه للفن، وأصبح أستاذا بالمعهد تتلمذ على يديه العديد من النجوم.
وشارك الفنان الكبير فى عدد كبير من المسرحيات التى تألق فيها ومنها ماكبث ، عنترة ، عطيل، ومأساة جميلة بوحريد، وبلدى يا بلدى، وقدم عددا من روائع المسرح فى الستينيات، كما شارك فى العديد من المسلسلات الإذاعية والتلفزيونية ومنها المال والبنون، وذئاب الجبل وفى روائع الأفلام ومنها فيلم الرسالة وصراع فى الوادى والناصر صلاح الدين، والحكم أخر الجلسة، والحرافيش وغيرها.
وأدى الفنان الكبير دور أبو ذر الغفارى فى مسلسل إذاعى، ودور أبو سفيان ابن حرب فى فيلم الرسالة العالمى، وكان لهذين الدورين حكايات غريبة معه روتها ابنته ميادة حمدى غيث فى حوار لليوم السابع.
وأوضحت ابنة الفنان الكبير أن دور أبو ذر أنقذ والدها فى عهد عبدالناصر، قائلة :"بعض الحاقدين اتهموا والدى بالشيوعية، وتم فصله من المسرح القومى، ووقتها كانت الإذاعة تعرض مسلسلًا أدى فيه والدها شخصية الصحابى الجليل "أبوذر الغفارى"، وسمعه عبد الناصر، وأعجب به بشدة، وأشار إلى أنه لا يمكن أن يكون الممثل الذى يؤدى شخصية هذا الصحابى بهذا الإتقان شيوعيًا أو ملحدًا، فأصدر قرارًا فوريًا بعودة حمدى غيث لعمله بالأجر الذى يحدده، وفى المكان الذى يريده".
أما عن تجسيده دور أبو سفيان فى فيلم الرسالة فقالت ابنة حمدى غيث :" تعرض دور والدى فى هذا الفيلم للتشويه، بسبب خلافه مع المخرج مصطفى العقاد، حيث استعان المخرج بـ"دوبلاج" وفنان آخر لأداء صوت أبو سفيان، فظهر صوت الشخصية غير صوت حمدى غيث، مؤكدة أن هذا التغيير أثر بشكل كبير على الدور، لأن أحد مقومات والدها الفنية المتفردة هو صوته".
وتعجب الابنة قائلة: "كان أبى يقوم بمهمة إضافية خلال فيلم الرسالة، حيث كان يعلم الفنانين المشاركين طريقة الإلقاء وأداء اللغة العربية، ولا يعقل أن من يعلم الفنانين الإلقاء يأتى المخرج بفنان آخر ليؤدى صوته، وهو ما أضعف الدور كثيرًا، على عكس دوره فى فيلم الناصر صلاح الدين وأدائه لشخصية ريتشارد قلب الأسد، الذى كان من أعظم الأدوار فى تاريخ السينما".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة