يطلق عليه البعض "مشروع القرن"، فالجميع انتظر مشروع تبطين الترع لسنوات طويلة، حتى تحقق فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، والمشروع يهدف للحد من هدر مياه الترع، فضلاً عن الحد من تلوثها، ومنذ إطلاق المشروع منذ أشهر فى ربوع مصر، تعمل خلية نحل على قدم وساق من أجل إنجازه فى مواعيده المحددة.
"اليوم السابع" حاول رصد الجهود المكثفة للدولة في تنفيذ المشروع القومي لتبطين الترع والمصارف فى كافة ربوع المحروسة ومن بينها محافظة البحيرة، التي كان لها نصيباً من تنفيذ المشروع بمرحلته الأولى، وتحديداً مركز الدلنجات مسقط رأس مفتى الجمهورية الدكتور شوقي علام، والمشير أبوغزالة وزير الدفاع الأسبق.
فأمام ترعة الأفندية، الواقعة بنطاق مركز الدلنجات، امتدت يد التطوير، فيقول أحمد عبد الجليل، أحد المزارعين: "المشروع كويس ومكناش نتخيل، أن أيادى التطوير ستمتد لمنطقتنا، مشروع تبطين الترع ده كان حلم للفلاحين، لأن المياه هتيجى بعد كده نضيفه، والترعة مش هيتكوم فيها قمامة".
ويضيف عبدالله محروس، أحد المزارعين، أن "تبطين الترع مشروع ضخم، لكنه مفيد بالنسبة للمزارعين، يعمل على الحد من هدر المياه، كما أنه يعمل على نظافتها، فضلاً عن الحد من ضياع الجثث حال الغرق لا قدر الله، فيتم تبطين الترعة من الأرضية والجوانب، ويستطيع الإنسان أن يقف على أرضيتها الصلبة، فضلاً عن وصول المياه لنهايات الترع، التى كانت لا تصل إليها إلا بصعوبة".
من جانبه، أشاد المهندس محمود السعدي، مساعد وزير الري، والمشرف على مشروع تبطين الترع، بجهود رجال الرى فى كافة المحافظات المبذولة لتنفيذ أكبر مشروع قومى عملاق لتبطين الترع والمصارف فى مصر، تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، موضحاً أن أطوال شبكة الترع فى مصر تبلغ حوالى 33 ألف كيلو مترا وان المرحلة الأولى سوف تشمل تطوير لحوالى 7000 كيلو متر من الترع التى يوجد بها مشاكل كبيرة، فى وصول المياه إلى نهاية تلك الترع، والتى يوجد بها أيضا انهيارات فى معظم جسور تلك الترع بتكلفة إجمالية تقترب من 18 مليار جنيه يتم تنفيذها خلال عامى 2021/2022 .
وأضاف مساعد وزير الرى، فى تصريحات خاصة لـ" اليوم السابع"، أن المرحلة الثانية تستهدف تبطين العديد من الترع والمصارف واستكمال ما تم إنجازه لتصل عمليات التبطين إلى طول حوالى 20 ألف كيلومتر، لافتًا إلى أن هناك تعليمات من الدكتور محمد عبد العاطى، وزير الموارد المائية والرى، بضرورة أن تتزامن أعمال التأهيل للترع والمصارف مع عمليات التطوير بالرى الحديث والمطور، والذى بدوره سيساهم فى ترشيد المياه خلال عمليات الرى التى كانت تتسبب فى فاقد كثير من المياه.
وأكد السعدى، أن عمليات تبطين الترع من أهم المشروعات العملاقة التى يوليها الرئيس السيسى، اهتماما كبيراً نظراً لأهمية المشروع الذى سيساهم فى الحفاظ على مياه النيل التى كانت تهدر منها كميات كبيرة نتيجة تسرب كميات كبيرة من المياه فى باطن وأجناب الترع والمصارف.
ومن جانبه، قال المهندس حمدى الزقيطى، مدير عام رى غرب البحيرة، إنه تجرى المتابعة المستمرة للانتهاء من تبطين 250 كيلو متر للترع والمصارف فى محافظة البحيرة بتكلفة إجمالية قدرها قرابة المليار جنيه .
فيما أكد اللواء هشام آمنة، محافظ البحيرة أنه كلف المكتب الفنى لمتابعة تنفيذ المشروع فى المحافظة والتنسيق مع مديرية الرى لتذليل كافة العقبات التى تطرأ خلال أعمال تنفيذ المشروع القومي العملاق لتبطين الترع والمصارف، مشيداً بجهود الدكتور محمد عبد العاطى وزير الموارد المائية فى التعاون المستمر لتذليل كافة العقبات التي تطرأ خلال تنفيذ المشروع على أرض المحافظة للوصول لأعلى كفاءة وجودة فى التنفيذ مع الالتزام بالمدة الزمنية المحددة تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي.
بينما أوضح أحمد حسبو، أمين عام نقابة الفلاحين، أن "الرئيس، انتشل الفلاح من "الروبة" التى كان يواجهها خلال عمليات الرى من خلال الترع المليئة بالطين والروبة والحشائش المليئة بالحشرات والثعابين، واستبدلها بترع نظيفة خالية من الحشائش والحشرات وتقليل الجهد الذى كان يعانيه الفلاح خلال عمليات الرى".
وأضاف أن مشروع تبطين الترع والمصارف هو هدية رئيس حكيم لشعب عظيم أعاد للأرض حياتها، مؤكداً أن هذا المشروع سيساهم فى التوزيع العادل لمياه الرى، ويمنع المشاكل التى كانت تحدث نتيجة الشجار على أولويات الرى، وفتح وغلق الترع، مشيرًأ إلى أن هذا المشروع سيقضى على الظلم الذى كان يقع على الفلاحين فى نهايات الترع والمصارف الذين كانوا محرومين من حقوقهم في الحصول على حصتهم من المياه.
وتابع: "نقول للرئيس السيسى ونحن فى ذكرى ميلاد المسيح كل عام وسيادتكم بألف خير فأنت هدية من رب العالمين لشعب عظيم يستحق هذا الإنجاز، وأطالب الرئيس بتوجيه تعليماته لوزارة الرى بسرعة الانتهاء من تنفيذ المشروع القومي لتبطين الترع والمصارف على أرض محافظة البحيرة".
وأخيرا أكد المهندس محمد الزواوى وكيل وزارة الزراعة بالبحيرة، أن هناك تكليفات من وزير الزراعة واستصلاح الأراضى لفريق عمل منظومة تحديث الرى بالوزارة بالتوسع في عقد الندوات وورش العمل والزيارات الميدانية لتوعية وإرشاد المزارعين بالمحافظات المختلفة بأهمية التحول إلى نظم الرى الحديث على أرض الواقع، وتوضيح الفوائد التي تعود على المزارعين من زيادة في الإنتاجية والعائد الاقتصادي والدخل، فضلا عن ترشيد استخدام المياه، لافتًا إلى أن الوزارة تقدم كافة أشكال الدعم الفني للمزارعين في هذا الأمر.
وأشار الزواوى إلى أن أساليب ترشيد استخدام مياه الرى على مستوى الحقل وتطوير الرى الحقلى بإدخال التكنولوجيا الحديثة وتوعية المزارعين بأهمية الرى بالتنقيط ساهم كثيراً فى توفير المياه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة