عثمان 41 حلقة جديدة من تزييف الحقائق تقدمها الدراما التركية

الخميس، 07 يناير 2021 02:54 م
عثمان 41 حلقة جديدة من تزييف الحقائق تقدمها الدراما التركية عثمان 41 قيامة عثمان
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عثمان 41 حلقة جديدة من تزييف التاريخ العثمانى فى مسلسل "قيامة عثمان"، إذ يحكى قصة الغازى عثمان ابن أرطغرل مؤسس الدولة العثمانية، وهو من إنتاج محمد بوزداغ، وإخراج متين جوناى، وبطولة الممثل بوراك أوزجيفيت والممثلة عائشة جول جوناى، ويحاول تقديم صورة ملائكية للغازى العثمانى الأول.
 
قيامة عثمان تدور أحداثه حول الغازى عثمان الأول مؤسس الدولة العثمانية، وعن قيام الدولة ونقلها من الفقر والضياع إلى القوة والصلابة من قبل عثمان، وهو ثالث وأصغر أبناء أرطغرل، يخلف أباه بعد وفاته، ويسير على خطاه ليحقق انتصارات كبيرة، ويقوم بإنشاء الدولة العثمانية.
 
قيامة عثمان يعرض أيضًا الصراعات بين الدولة العثمانية والمغول والتتار والصليبين والفرس والروم، والتحديات التى تواجه عثمان فى سبيل تأسيس دولته وخاصة مع أبناء قبيلته، وخلافه مع عمه دوندار.
 
ولعل ما ورد فى المسلسل التركى "قيامة عثمان"، دليلا على تزييف الدراما التركية للأحداث التاريخية، إذ يحاول المؤلف إثبات وجود علاقة حميمة بين أرطغرل والشيخ محيى الدين بن عربى، فى حين أنه لا دلائل قاطعة على ذلك بل لم يلتق الرجلان أصلا، فابن عربى مات بعد وفاة سليمان شاه بعامين فقط، كما أنه عاش فى دمشق سنوات عمره الأخيرة 15 عاما.

 

عثمان 41 يتصدر المشاهدات رغم تزييف التاريخ

على الرغم من امتداد حلقات المسلسل واحتلاله المراكز الأولى بنسب المشاهدة العالمية، رغم عدم التأكد من مدى صحة الوقائع التى يسردها، وبالرجوع إلى التاريخ، أوضح أساتذة التاريخ أنه لا توجد أى مصادر إسلامية أو بيزنطية معاصرة لـ"أرطغرل" تتحدث عن فترة وجوده، لكن هناك تفاصيل مكتوبة عن حياة "أرطغرل" فى السجلات العثمانية الأولى، التى ترجع إلى القرن الخامس عشر الميلادى، لكنها تبدو فى نظر بعض المؤرخين "أسطورية إلى حد كبير"، بخاصة بعد أن أحرق "تيمورلنك"، وهو مؤسس السلالة التيمورية فى وسط آسيا، الوثائق التركية عند إغارته على الأناضول عام 804هـ الموافقة لعام 1402م، ولهذا فالوثائق التاريخية الرسمية المتبقية التى وصلتنا والمتعلقة بالفترة من نشأة الدولة العثمانية قليلة جداً وغير دقيقة، بحسب بعض المؤرخين.

قيامة عثمان مثله مثل الكثير من المسلسلات الدرامية التركية التى تناولت الحقبة العثمانية، حيث تعمل على تزييف الحقائق من أجل إظهار صورة العثمانيين جيدة أمام العالم، وكل هذه المسلسلات كان يتولى إنتاجها وإعدادها حزب العدالة والتنمية التركى الذى يتزعمه أردوغان، الأمر الذى جعل عدد من المعارضين الأتراك والصحافة المعارضة تشيد بالعمل الدرامى الأخير ممالك النار، والذى يكشف حقيقة العثمانيين وجرائمهم فى المنطقة، وكشف مطامعهم من أجل السيطرة على المنطقة والتى ينفذها أردوغان حاليا.
 
الدراما التركية احترفت اللعب على وتر الحنين إلى الماضي، ساعية من خلال هذه الأعمال الدرامية إلى تمهيد العقل العربى لتقبل وجودها على الأرض وكأنها ليست عنصراً غريباً، منوهين بأن هذه الدراما تسعى إلى تمرير رسائل تحاول اختراق العقل العربي، برسالة مفادها التبشير بزعم مفاده أن عودة الدولة العثمانية هو سبيل إنهاء الصراعات والطريق لسيادة الخير والنماء.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة