مرت علاقة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب مع وسائل التواصل الإجتماعي خلال 4 سنوات مدة حكمه بالكثير من مراحل الصعود والهبوط، والتي أنتهت بحظر جميع حساباته بسبب ما رأته إدارات مواقع التواصل إنه تحريض على العنف ونشر معلومات مضللة.
وبعد شهرين من تولي ترامب الرئاسة مطلع عام 2017، قال إنه لولا موقع "تويتر" لما وصل إلى السلطة، لكن مع قرب مغادرته البيت الأبيض يبدو أن العلاقة بين الرئيس المنتهية ولايته ومنصات التواصل قد وصلت إلى طريق مسدود، وكرر ترامب مرارا بأنه يعتمد على "تويتر" وغيره من شبكات التواصل الاجتماعي من أجل مخاطبة شعبه والعالم، بسبب تغطية وسائل الإعلام التقليدية التي يشدد دائما على أنها منحازة ضده.
وقال في تصريحات صحفية: "أتعرض إلى حد كبير لتغطية إعلامية غير نزيهة"، مشيرا إلى أنه يشعر بالارتياح في مخاطبة العالم عن طريق تويتر، قائلا، "عندما أقول أمورا لا تغطيها الصحافة بالشكل الصحيح، تويتر وسيلة ممتازة بالنسبة لى لأنني قادر على تمرير رسالتى"، وفقا لشبكة سكاي نيوز.
وخلافا للعديد من السياسيين حول العالم الذي يكلفون فريقا ما بكتابة تغريداتهم، فإن ترامب نفسه هو الذي يكتب تغريداته، واعترف أنه أحيانا يغرد من الفراش، لكن العلاقة مع شبكات التواصل لم تعد حميمية، وراحت تنحدر شيئا فشيئا نحو التوتر والنزاع.
وبدأت الأزمة عام 2018 ، عندما قال إن "فيس بوك" و"تويتر" يدخلان منطقة "خطيرة جدا"، وذلك بعد أن لاحظ أنهما يمارسان نوعا من الرقابة على المحتوى المحافظ في الولايات المتحدة، وخص الرئيس الأميركى المنتهية ولايته "تويتر" باتهام "التلاعب فى نتائج البحث"، وأطلق مصطلح "حجب الظل" (Shadow Banning)، لوصف ممارسات موقع "التدوين الصغير" المزعومة ضده.
وفي عام 2019، ارتفع النزاع بين ترامب و"تويتر" إلى مستوى أعلى، المحاكم، حيث طعن في قرار قضائى يجبره على إنهاء الحظر الذى فرضه على عشرات المغردين، الذين أدلوا برأيهم على حسابه فى موقع "تويتر".
لكن محاولة ترامب فشلت بأمر المحكمة، التي قالت حينها إن القانون لا يسمح لأي مسؤول يستخدم حسابا على وسائل التواصل الاجتماعي باستبعاد أشخاص من حوار مفتوح عبر الإنترنت، لأنهم عبروا عن وجهات نظر لا يتفق معها المسؤول.
أما 2020 فيمكن وصفه بـ"عام المعركة" بين ترامب وشبكات التواصل وخصوصا "تويتر"، ذلك لأنه كان عام الانتخابات وكورونا، حيث اشتد النزاع بين الطرفين، وفي مايو 2020، وقع الرئيس أمرا تنفيذيا يهدف إلى إلغاء بعض جوانب الحماية القانونية الممنوحة لشركات التواصل الاجتماعي، ضمن قانون آداب الإنترنت.
وخلال أزمة فيروس كورونا، وضع "تويتر" تحذيرات على تغريدات ترامب حول الوباء، مشير إلى أن محتوى هذه التغريدات قد يتضمن معلومات مضللة، وهو ما يخالف قواعد النشر في المنصة الرقمية، مثل أن كورونا أقل فتكا من الإنفلونزا، وأثناء العام نفسه، حجبت المنصة الرقمية تغريدة أخرى حول الاحتجاجات، في مدينة مينيابوليس على مقتل جورج فلويد، على اعتبار أن فيها "خرقا" لمبادئ الموقع حول "تمجيد العنف".
تحذير من تغريدة ترامب
وتكررت عمليات الحذف لتغريدات ترامب أو وضع إشارات تحذيرية عليها فيما يتعلق بالانتخابات، بسبب حقوق الملكية ومرة أخرى بسبب المعلومات المضللة، ووصلت العلاقات إلى ذروة الصراع بين الطرفين، على ما يبدو، ففي يناير 2021 علق "تويتر" حساب ترامب لمدة 12ساعة عقب اقتحام الكونغرس وحذف تغريداته.
تويتر تحذف تغريدات ترامب
أما "فيس بوك" فأعلن أنه سيمنع صفحة ترامب من وضع منشورات لمدة 24 ساعة بسبب انتهاكات لسياسة الموقع، كما أفاد رئيس "إنستجرام" بأن الموقع سيعلق حساب الرئيس المنتهية ولايته 24 ساعة، وفي وقت سابق، حذفت فيس بوك ويوتيوب، تسجيلا مصورا للرئيس دونالد ترامب واصل فيه تقديم مزاعم بلا سند بأن الانتخابات قد زُورت.
ومع إغلاق وسائل التواصل الاجتماعي "الأمريكية" في وجه ترامب، تطرح تساؤلات عن إمكانية لجوء الرئيس المنتهية ولايته إلى تطبيق "تيك توك" الصيني، وتوترت العلاقة بين ترامب والصين إلى درجة غير مسبوقة، فيما امتد التوتر إلى منصة التواصل الاجتماعي "تيك توك" الذي كان من بين ضحايا الحملة التي شنتها واشنطن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة