فى وقت ازدادت فيه جرائم قتل الأزواج بحجة قضايا الشرف، واللوم الدائم على المرأة، واتهام العديد من الرجال زوجاتهن بارتكاب مخلة بالشرف، وقيام بعضهم بقتلهن بدافع الشرف، لكن العديد من القضايا يكون الدافع خلفها الجريمة وأمور أخرى، لكن نظرة المجتمع للمرأة وإدانته لها بشكل دائم جعل الكثير يستسهل فى الانتقام من زوجته أو شقيقته حتى بهذه الجريمة.
ومن المجموعات القصصية التى دارت عن تلك الجرائم، رائعة الأديب الكبير الراحل يوسف إدريس "حادثة شرف" الصادرة عن مكتبة مصر سنة 1958، وهى مجموعة قصصية تتكون من7 قصص، هي: (محطة - شيخوخة بدون جنون - طبلية من السماء - اليد الكبيرة - تحويد العروسة - حادثة شرف - سره الباتع).
وفى قصة "حادثة شرف" التى أعطت الكتاب عنوانه، يكتب إدريس عن فتاة ريفية يتشكك أخوها فى سلوكها، إلى أن حاول أحد شباب القرية اغتصابها ولم ينجح فى هذا، ولكن أخاها صدق الحادثة وتأكدت شكوكه تجاهها.
سبع قصص قصيرة، منها ست قصص تناقش كل واحدة منها عادة أو تقليد من التقاليد البائسة، تتفاوت فى درجة بؤسها ما بين المسببة للخجل أو المسببة للغضب أو المسببة للضحك من فرط البؤس، وختمها بقصة طويلة إلى حد ما وقعت فى ستين صفحة ناقش فيها عادة حميدة من عادات المصريين، فكانت هذه القصة بمثابة مسك الختام، وكأنها تدعوك لنسيان كل ما قرأته عن عادات الجهل والتخلف فى الست قصص الأولى وأن تتأمل تلك العادة الحميدة التى ميزت المصريين منذ فجر التاريخ وجعلت لنا قيمة وعظمة بين الأمم.
و"حادثة شرف" القصة الرئيسية فى المجموعة تدور أحداثها فى الستينيات فى القرية عن بنت جميلة (فاطمة) تعيش فى واحدة من العزب الصغيرة الموجودة فى الأرياف، كان الجميع معجبون بجمالها ويتمنون الاقتراب منها، شاهدين على احترامها الشديد، وفى أحد الأيام حاول شاب انتظرها فى "الغيط" ليفتح معها حديث، لكنها صرخت، وحين تجمع الناس ظنوا أنه اغتصبها.
شقيق الفتاة صدق الفعل، وجميع أهل القرية كذلك، وتغيرت معها نظرة الناس إليها، وتغيرت هى نظرتها للحياة، بعدما أصبحت مسألة شرفها أمرا مشكوك فيه، وبعد فحص نساء من القرية للفتاة تبين أنها عذراء وبريئة ما يثار حولها من شكوك، إلا أن الفتاة – بدءا من لحظة ظلمها الفادحة – قررت الانحراف، القصة تم تحويلها إلى فيلم بطولة يوسف شعبان انتاج سنة 1971.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة