قرار صارم اتخذته إدارة موقع تويتر بتعليق حساب الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب نهائياً، بجانب حذف حسابات عدد من الرموز المؤيدة والمساعدين الذين عملوا في إدارته، والذين قالت إدارة تويتر إنهم روجوا لنظريات المؤامرة، ومن بينهم مايكل فلين وسيدني باول، وفقا لشبكة إن بي سي الأمريكية.
ويعتبر الحظر الدائم من بين أعلى المستويات التي وضعتها شركة تويتر كجزء من جهودها للقضاء على المعلومات المضللة والدعوات إلى العنف.
وعن غلق حساب ترامب قالت شركة تويتر إنها علقت حساب الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته بشكل دائم، بسبب وجود خطر استغلاله في التحريض على المزيد من العنف، وأعلنت الشركة في بيان: "بعد المراجعة الدقيقة للتغريدات الحديثة الصادرة عن حساب الرئيس دونالد ترامب والسياق المحيط بها، وتحديدا كيفية تلقيها وتفسيرها على الموقع وخارجه، قمنا بتعليق الحساب نهائيا بسبب خطر حدوث مزيد من التحريض على العنف".
والتقى كل من فلين وباول بترامب في البيت الأبيض في الأسابيع الأخيرة كجزء من جهود لإلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية، كما أنه من ضمن شخصيات بارزة في مجتمع QAnon المؤيد لنظريات المؤامرة، حتى أن فلين أقسم "اليمين" على نظرية المؤامرة العام الماضى، بحسب الشبكة الأمريكية.
وقال متحدث باسم تويتر لشبكة NBC News: "لقد تم تعليق الحسابات بما يتماشى مع سياساتنا بشأن النشاط الضار المنسق. لقد أوضحنا أننا سنتخذ إجراءات إنفاذ قوية بشأن السلوك الذي من المحتمل أن يؤدي إلى ضرر غير متصل بالإنترنت، ونظرًا لاحتمال تجدد العنف المحيط بهذا النوع من السلوك فى الأيام المقبلة سنعلق بشكل دائم الحسابات المخصصة فقط لمشاركة محتوى QAnon".
وقام تويتر أيضًا بإزالة حساب رون واتكينز، مدير موقع 8kun، والذي كان يُطلق عليه سابقًا 8chan ويستضيف مشاركات في قلب نظرية المؤامرة QAnon.
وغيّر موقع 8chan اسمه في الصيف الماضي بعد أن استخدم المتشددون البيض الموقع لنشر بيانات قبل ارتكاب جريمة قتل جماعي، بما في ذلك هجوم إرهابي في مركز تجاري في إل باسو، تكساس، أسفر عن مقتل 17 شخصًا في عام 2019.
وقضى واتكينز، الذي يعيش في اليابان، وباول الأسابيع الأخيرة في دفع مزاعم كاذبة حول نظام التصويت دومينيون ودور الشركة فى الانتخابات الأمريكية، بالإضافة إلى استهداف المواطنين العاديين بادعاءات كاذبة بتزوير الانتخابات. ورفعت شركة Dominion Voting Systems دعوى على باول يوم الجمعة مقابل 1.3 مليار دولار.
ويأتي ذلك بعد أيام من اقتحام مبني الكونجرس الأمريكي من قبل أنصار ترامب، وهي الأحداث التى أسفرت عن مقتل 5 أفراد وإصابة العشرات فيما اعتقلت السلطات ما يقرب من 70 شخصًا وفرضت حظرًا للتجوال في الساعة 6 مساءً في واشنطن العاصمة من الأربعاء حتى صباح الخميس.
وكان ترامب أصدر عفوا عن المستشار السابق للأمن القومى للبيت الأبيض مايكل فلين الذي اعترف بالكذب على مكتب التحقيقات الفيدرالى أثناء التحقيق "بالتدخل الروسى" المزعوم بانتخابات 2016، وأقر فلين، وهو جنرال متقاعد عام 2017، بأنه خدع مكتب التحقيقات الاتحادي بخصوص تعاملات أجراها مع السفير الروسي في الولايات المتحدة في الأسابيع التي سبقت تولي ترامب منصب الرئاسة، لكنه سعى بعد ذلك لسحب الإقرار، مؤكدا أن المحققين انتهكوا حقوقه وخدعوه في اتفاق بالإقرار بالجرم.
وقال ترامب على تويتر: "شرف عظيم لي أن أعلن منح الجنرال مايكل تي. فلين، عفوا كاملا. تهاني للجنرال فلين وعائلته الرائعة. أعلم أنكم ستقضون الآن عيد شكر رائع حقا".
وكشفت شبكة سي إن إن الأمريكية في تقرير لها أن جماعة "Qanon" المؤمنة بوجود الدولة العميقة ونظريات المؤامرة والتي لها نشاط واسع على الإنترنت، من أبرز مؤيدي ترامب وباتت تشكل قوة داعمة للحزب الجمهوري، وقد نشأت قبل 3 سنوات، واستطاعت التوغل في زوايا الإنترنت المظلم والآن وجد أتباع المجموعة الذين يسمون أنفسهم "المؤيدون" مكانة على وسائل التواصل الاجتماعي وداخل الحزب الجمهوري.
وسلطت شبكة سي إن إن -قبل أشهر من الانتخابات الأمريكية- الضوء على جماعة QAnon كنظرية مؤامرة واحدة لكن أتباعها يتصرفون الآن وكأنهم عبادة افتراضية وهم يصدقون إلى حد كبير أى معلومات مضللة يدور عنها مجتمع المؤامرة.