نجح مجموعة من الشباب من محفظى القرآن الكريم بمدينة العريش بشمال سيناء فى نشر ثقافة حفظ القرآن، وتعلم اللغة العربية وأداء التواشيح وقصائد المديح النبوية وأشعار حب الوطن للأطفال والشباب من الأولاد والبنات، بعد أن تتلمذوا على يد أشهر محفظ للقرآن الكريم فى شمال سيناء وهو الشيخ أحمد صوان، والذى توفى قبل أيام بعد رحلة عطاء فى خدمة كتاب الله استمرت أكثر من 40 عاما وأكمل مسيرتها تلاميذه .
اثناء حلقات حفظ القرأن الكريم
وروى محفظو القرآن الكريم لـ"اليوم السابع" تجربتهم الفريدة من نوعها والتى انطلقت من زاوية الشيخ عيد أبو جرير، الكائنة وسط مدينة العريش وهى إحدى زوايا الطريقة الجريرية الصوفية المنتشرة فى كل ربوع مصر.
وأكد الشباب، أن جميعهم تلاميذ للشيخ أحمد أبو صوان، أحد أشهر محفظى القرآن الكريم فى مدينة العريش، وقام بتأسيسهم ومئات آخرين على مدار سنوات، وبدورهم بعد أن أتموا حفظ القرآن الكريم وكل قواعد اللغة العربية كتابة وقراءة قرروا أن يؤدوا رسالتهم فى مجتمعهم المحيط بهم .
وقال إسماعيل صوان، أحد الشباب، إن عمره 33 عاما وهو حاصل على الثانوية الأزهرية، وبدأت رحلته مع حفظ كتاب الله وهو فى الثالثة من عمره على يد شيخه وأستاذه أحمد صوان، الذى التقط كل أبناء جيله واستطاع بنظام الكتاب أن يخرجهم من مقر كان يديره فى منزله حفظة لكتاب الله، معتمدا على منهج فريد من نوعه فى التعليم، وهو تعليم حروف اللغة العربية بكل تشكيلاتها من بدايتها حتى نهايتها، ثم من النهاية حتى البداية، وبعد أن يتأكد أن الطالب يجيد تماما كل أصول وقواعد القراءة والكتابة، ينقله لمرحلة حفظ قصار السور ثم الأطول، وهكذا ومع كل درس جديد يعيد كل حافظ على مسامعه ما سبق وحفظه .
وأضاف أنه بعد أن أجاد كل هذا وأصبح متمكنا هو وزملاء له قرروا أن يكملوا التجربة التطوعية فى خدمة كتاب الله يستقبلون التلاميذ الصغار ويحفظونهم.
وأشار إلى أن أساس انطلاقتهم هو تعليم الأطفال أبناء حيهم، وأنه يستقبل طالبى العلم من سن 4 حتى 7 سنوات فى حلقات تحفيظ تنطلق من الصباح حتى منتصف النهار.
الطفل ربيع عيد
وتابع الحديث "فهد سالم" خريج معهد قراءات القرآن الكريم، بقوله إنه لا ينسى عندما كان صغيرا كأحد أطفال الحى يلهون فى الشوارع، وقامت أسرته بتسليمه للشيخ أحمد صوان لتعليمه وتحفيظه القرآن الكريم وهو فى سن الرابعة من عمره، واستمر يواظب على المشاركة حلقات الحفظ حتى سن الثامنة عشر، وبعد أن أجاد حفظ القرآن الكريم كاملا عن ظهر قلب، وقبل 4 سنوات عمل مساعدا لشيخه فى تحفيظ التلاميذ فى مقر التحفيظ بمنزله، وبعد وفاة شيخه استكمل المسيرة ويستقبل كل طالب علم يريد حفظ القرآن لمساعدته، لافتا إلى أنه سعيد أنه خلال فترة عمله الأخيرة استطاع من بين أعداد كبيرة من تلاميذ لايزالون فى مرحلة التعلم، خرج 4 أتموا بشكل كامل حفظ القرآن الكريم كاملا .
وقال المحفظ "عبدالرحمن محمد سلمى" إنه خريج ثانوية زراعية، بعد إتمامه حفظ القرآن قرر أن ينفذ ما علمه له شيخه محفظ القرآن الكريم ويوصيهم به، بتطبيق أخلاق حافظ القرآن الكريم، وتتمثل فى أن تكون رسالته شفيعا له فى الدنيا والآخرة، وأن يقوم على قدر ما يستطيع تعليم من حوله من أبناء منطقته وبأسلوب اللين السهل، حيث أعظم رسالة فى الحياة تعليم كتاب الله، دون النظر لأى مقابل أيا كان بسيطا .
وأشار "عبدالرحمن" إلى أنه يعتمد على ضوابط صارمة يتعلمها الطفل وأسرته لتصبح قاعدة عمل يسير عليها الثلاثة هو كمحفظ، والطفل وأسرته، لنجاح مهمة تعليمه، وأهمها الاحترام للموعد، وعدم الغياب، وأن يحافظ على التعليمات التى يتلقاها، والتزام الأخلاق والاتفاق مع ولى أمره أن تقوم أسرته أولا بأول بمتابعته فى المنزل، ومراجعة دروسه وما أتم حفظه، حتى لا ينسى أو ينشغل، وأن تلتزم الأسرة بجدية الرغبة أن يصبح ابنها حافظا للقرآن الكريم، وليس هو مجرد درس عادى أو استكمالى.
وقال "غانم حسان" طالب بالصف الثالث الثانوى عام بمدرسة العريش، إنه بدأ مسيرة حفظ القرآن الكريم قبل عام وأتم حفظ 6 أجزاء عن ظهر قلب، لافتا إلى أنه من تلاميذ الشيخ أحمد صوان رحمه الله، والان بعد وفاته يستكمل مراحل الحفظ مع تلاميذ الشيخ الذين أصبحوا أساتذة.
وأشار إلى أنه نادم أنه لم يبدأ حفظ القرآن الكريم مبكرا لما وجده من متعة أن يكون حافظا لكتاب الله وتيسير ذلك عليه فى دراسته، وقال إنه يأمل ان يتحقق حلمه فى المستقبل دخول كلية الطب.
وتابع الحديث الطالب ربيع عيد بالصف الثالث الإعدادى بمدرسة السادات الإعدادية بنين بالعريش، بقوله انه خلال عام واحد من التحاقه بكتاب تحفيظ القرآن الكريم أتم حفظ 18 جزءًا من القرآن، لافتا انه بدأ التعلم على يد الشيخ أحمد صوان بإجادة اللغة العربية تأسيسا كاملا وفى كل مره يحفظ جزء فى الدرس التالى يتم مراجعته قبل بداية كل درس جديد لنحو ربع من الجزء السابق تحفيظه له .
الطفل محمد يوسف
وأضاف أنه إلى جانب حفظ القرآن الكريم تم تعليمه الإنشاد الدينى وإلقاء التواشيح والقصائد الوطنية وأصبح يقولها فى كل احتفال وبين زملائه فى مدرسته.
ولفت إلى أن معلميه بعد عام من دراسته وحفظه للقرآن فوجئوا بتحسن مستواه بعد أن أصبح كل مابقى من مواد يسيرا، وأعرب عن أمنيته فى المستقبل ان يتم حفظ القرآن كاملا ويصبح معلما فى تحفيظ كتاب الله.
وقال "محمد يوسف "الطالب فى الصف الأول الإعدادى انه قبل شهور قليلة بدأ رحلة حفظ القرآن الكريم وحفظ خلالها أول جزء بعد ان اجتاز بنجاح مهارات تعلم كل قواعد اللغة العربية مؤكدا انه ايضا يأمل ان يتحقق حلمه ويصبح محفظ للقرآن .
مع محفظهم للقرأن
وتابع الحديث موسى محمد موسى طالب بالمرحلة الابتدائية بقوله انه خلال شهور أتم حفظ 4 اجزاء من القرأن الكريم، ودائما رسالته ان يحافظ على وصية والده الشهيد فى مسجد الروضة ان يتم حفظ كتاب الله وفى كل قراءة يهدى ماحفظ لروحه، وتابع عمر احمد سليمان، طالب فى الصف الرابع فى مدرسة عايش الاسمر بالعريش انه خلال فترة الدراسة يبدأ حلقات حفظ القرآن مساءا وإلى جانب دراستهم يقوم بتخصيص وقت لمراجعة ما حفظ وحتى الآن تمكن من إجادة حفظ 7 أجزاء.
وقال الطفل أحمد سلمى، بالصف الخامس الابتدائي، انه بدوره أتم حفظ 5 أجزاء ويخطط خلال هذا العام لحفظ 5 أجزاء اخرى، مشيرا ان والدة شهيد مدنى وان اسرته تتابع معه يوميا ما يحفظه وانه يخصص جزء من وقته للعب وجزء للمذاكرة ووقت كافى لمراجعة كل ما يحفظ .
بدورهم أجمع المحفظين عن املهم لن يسمع مطلبهم وزير الاوقاف ان تتاح لهم فرصة الالتحاق بالعمل بوظيفة محفظين قرآن كريم لأنها المهنة التى قضى فيها غالبيتهم عمرهم واصبحوا لايجدون سواها ويريدون ان يبقوا فى خدمة كتاب الله ومن خلال عملهم بوزارة الاوقاف وانهم فى حالة جاهزية لاجتياز اى اختبار يطلب منهم للالتحاق بهذه الوظيفة.
احد-الطلبة-يحفظ-كتاب-الله
احد-المحفظين
المحفظون-والحافظون-لكتاب-الله--بشمال-سيناء-مع-محرر-اليوم-السابع
جلسات-تحفيظ-القرأن-الكريم
صغار-يحفظون-القرأن-الكريم
عددا-من-المحفظين-بالعريش
محفظ-يحفظ-القرأن
مع-محرر-اليوم-السابع--بالعريش
من-بين-من-يتم-تحفيظهم-اصغر-طفلين-من-ذوى-الشهداء