تتميز عدة أودية جبلية وصحراوية بمحافظة البحر الأحمر، والتى تقع أغلبها داخل نطاق محميات طبيعية، بطبيعة خلابة مميزة بها وخاصة فى فصل الشتاء وتحديدا بعد هطول الأمطار، حيث يظهر فيها العشب وتكتسى أرضها باللون الأخضر وتنتشر المراعى وتعيد الحياة مرة أخرى بها وتظهر طبيعتها وجمالها كأنها أودية من الجنة.
من بين تلك الأودية ذات الطبيعة الخلابة والساحرة، وادى "ميسح وبوايوى" أودية شهيرة تقع غرب مدينة الشلاتين تنتشر فيها المراعى بعد سقوط الأمطار بها سميت تلك المنطقة بهذا الاسم نظرا لوجود بئر هناك سمى ببئر يمسح وسمى البئر بهذا الاسم يرجع لموقعة تاريخية بين القبائل هناك تسمى معركة ميسح .
آدم سعد الله، أحد أبناء قبيلة العبابدة، يقول إن وادى ميسح وبوايوى من أجمل الأودية بالمدينة، حيث إن بها طابع خاص ومميز وتظهر فيها للطيور والكائنات البرية، تقع جنوب غرب مدينة الشلاتين، ويقطنها أبناء قبائل البشارية والعبابدة وتظهر فيها المراعى بكثرة.
وأضاف سعد الله لـ"اليوم السابع"، أن وادى ميسح تكثر فيه الطيور الجارحة الكبرى مثل العقاب النسارى الضخم، حيث ارتفاع الجبال وظهور العشب وأبعاده الواسعة المترامية تريح القلب والذهن عند الوصول إليه، حيث ينظم أبناء القبائل رحلات كثيرة له لما يعرف عن تلك الأودية من جمالها وما يشعر به زوارها من راحة نفسية.
من جانبه قال على حمدون، أحد أبناء قبيلة البشارية، إن وادى ميسح جنوب غرب شلاتين، يبعد حوالى 80 كيلو مترا عن مدينة الشلاتين، وتتبع قبليا إلى قبيلة العليان أحد بطون قبائل البشارية، ويضم تلك الوادى 3 أودية تتفرع منه وهى وأدى يمسح ووادى أبو ديان ووادى ديداوت حيث يوجد البئر الوحيد فى المنطقة وهو بئر ميسح.
وأكد على حمدون أن تلك الاسم سمى على الوادى بعدما شهدت تلك المنطقة معركة تسمى معركة البقارة الشهيرة حيث هاجمت منذ قرابة 120 عاما مضت، مجموعة من العصابات على تلك المنطقة عندما عمت المجاعة جميع المناطق ووصلت لمنطقة ميسح وقامت قبائل البشارية والعبابدة بمحاربتهم فيها واستطاعوا أن يتغلبوا عليهم.
وتابع: أنه ما زالت آثار هذه المعركة حتى الآن موجودة فى المنطقة وتوجد فى المنطقة أيضا بعض المناجم القديمة من أيام الرومان، حيث تشتهر المنطقة بوجود خام الذهب والمنجنيز وتسكن بعض العائلات هناك من قبيلتى البشارية والعبابدة.
وأوضح أن شباب القبائل ينظمون رحلات فى الشتاء لتلك الاودية لما تشهده من جمال الطبيعة وانتشار العشب حيث تم تجهيز اللحم لعمل السلات، وكذلك تجهيز مشروب الجبنة بالأودية الواسعة وسط الطبيعة.
وأضاف حامدون فى تصرحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه يتم التجهيز لوجبة السلات المعروفة والتى يقوم بها أهالى القبائل بحلايب وشلاتين فى احتفالاتهم وأفراحهم، وهى عبارة عن شواء اللحم الضانى، بعد تصفية العظم منه، على نوع من الحجارة المحماة، وهى حجارة البازلت الموضوعة على طبقة من الجمر.
وتابع أن السلات من أشهر وأشهى الأكلات فى حلايب وشلاتين، وأن عملية إعداد وجبة السلات تبدأ بعد تجهيز المكان المخصص لإعدادها من خلال جمع أحجار البازلت وغسلها ومن ثم إشعال الفحم والحطب فى نقطة دائرية، وعند اشتعال النار توضع أحجار البازلت فوق الفحم حتى تصبح جمرًا.
وكشف حامدون، أن بالنسبة لمشروب الجبنة الذى يعد المشروب الرسمى لقبائل حلايب وشلاتين يتم تجهيزه بدق البن والحبهان وسط جلسات الأصدقاء والشباب، حيث يتم تجهيزه داخل إناء مصنوع من الفخار، حتى يتحول لون البن الأحمر إلى بنى غامق، وتستغرق عملية التحميص 3 دقائق، وخلالها يضاف إلى البن قليل من حبات القرنفل أو الحبهان أو الزنجبيل حسب النكهة المطلوبة وطحن ودق تلك المواد جيدا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة