نسمع مرارًا تعبير "علاقة صحية" لكن لا يعرف الكثيرون كيف يمكن أن يحظون بواحدة أو كيف يعرفون إذا كانت علاقتهم بالآخرين صحية أم لا، ورغم أن المصطلح ارتبط بشكل شائع بالعلاقة العاطفية، إلا أنه لا يقتصر عليها، وإنما ينبغى أن نسعى لأن تكون علاقتنا صحية بكل المحيطين بنا سواء أصدقاء أو أهل، حتى لا تتحول هذه العلاقات إلى مصدر توتر وإرهاق وهو ما يستنفد طاقاتنا بشكل مستمر.
"اليوم السابع" تواصل مع خبير العلاقات، الدكتور إيهاب معوض الذى أكد أن بناء علاقات صحية بالآخر هى أول طرق النجاح بالحياة وتمثل أكثر من 90% من أسباب النجاح لأنها ستحدد لاحقا نوع المشاركة بين الأطراف سواء الزواج أو الصداقة أو صاحب العمل، مشيرا إلى أن النجاح فى وضع قواعد صحية للعلاقة يعنى النجاح فى باقى جوانب العلاقة.
وشدد الخبير على ضرورة أن نزرع فى أولادنا منذ الصغر أهمية الاندماج فى المجتمعات المختلفة سواء الرياضية أو الثقافية أو الحصور على كورسات مختلفة لتنمية مهارتهم، بالإضافة إلى الاحتكاك بالآخر، لأن ذلك سيمنحه فرصة النمو داخل مجتمعات مفتوحة وبالتالى سيخرج للمجتمع شخص منفتح وسوى بعيدا كل البعد عن الانغلاق والعزلة.
ولفت خبير العلاقات إلى أن العلاقات الناجحة تتشكل في اللقاء الأول قائلا:" الانطباع الأول يدوم "، مؤكدا على أهمية أن يكون الشخص مشرق ومبتسم و ومفعم بالأمل والتفاؤل، حتى يشعر الآخر برغبة في التقرب منه والحديث معه لا النفور منه .
كذلك الاهتمام بلغة الجسد التى من شأنها منح انطباعات بالانجذاب أو النفور، قائلا "طريقة السلام، ونظرات العيون وغيرها من الأمور تمنح انطباع عنك للطرف الآخر".
وحذر خبير العلاقات من خطر الانفتاح مع الطرف الآخر فى أول لقاء، بالحديث عن موضوعات كثيرة ومرهقة، لأنها ستترك لديه انطباع بأنك شخص مرهق وربما تكون مأساوى لذلك من الضرورى انتقاء الموضوعات الخفيفة التى تكون محل اهتمام مشترك بينكما.
وحدد الخبير إيهاب معوض عدد من القواعد التى من شأنها أن تبنى علاقة صحية مع الآخر :
القاعدة الأولى: المدح
إننا نحب من يجعلنا نحب أنفسنا لذلك من المهم أن تمنح الآخر بعض المدح والمجاملات دون مبالغة خاصة حال عدم وجود مصلحة حتى لا يساء تفسيرها بأنها مصلحة، مثلا أن تمتدح ملابسه أو طريقة تعامله أو حديثه كلها أمور سيكون لها دور في توطيد العلاقة.
القاعدة الثانية : الاستماع
يقول معوض إن الاستماع يعد نوعا من الاحتواء، فأغلبنا متحدثون جيدون، نجيد التعبير عن أنفسنا، لكن القليلين من لديهم موهبة الاستماع، مؤكدا أن الاستماع لابد أن يصاحبه تفاعلا مع الحديث مع تقديم النصائح قدر الإمكان.
القاعدة الثالثة : الموضوعات الإيجابية
ويوضح أن الكلام هو لغة التواصل بين الطرفين لذلك من المهم أن يشمل موضوعات إيجابية مع البعد عن الكلام المطاطي والموضوعات المأساوية، وأن تكون أمور محل اهتمام مشترك أو أفكار ربما تفيد الآخر في حياته، ولا تنسى أن يكون الحديث مطعما ببعض الفكاهة وخفة الدم، لطرد الملل.
القاعدة الرابعة : عدم المبالغة
يحذر خبير العلاقات من المبالغة فى الاهتمام أو التجاهل بعد اللقاء الأول، وأن يكون الشخص معتدلا قدر الإمكان، حتى لا يشعر الطرف الآخر أنه محاصر أو أنك تطارده.
القاعدة الخامسة : الأخذ والعطاء
لابد أن يكون هناك تبادل فى المصالح بين الطرفين لا أن يكون طرف واحد هو الذى يعطى باستمرار، فالمصلحة المشتركة تجعل كل طرف يشعر بأهمية وجود الآخر فى حياته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة