فى قرية المعصرة التابعة لمركز بلقاس بمحافظة الدقهلية، تعيش الطفلة الجميلة نور محمد، صاحبة الـ8 سنوات التى حباها الله بملكة حفظ القرآن الكريم، وصوتا ملائكيا تتلوا به آيات الذكر الحكيم، وتشدو به أجمل الأناشيد الدينية، وأداء تعبيرى مذهل ومتقن تحاكى به كبار القراء.
كان لوالديها، دور هام فى تشكيل شخصيتها التى تجمع بين المرح وخفة الظل والرصانة والاتزان فى آن واحد، فيجذب انتباهك منذ الوهلة الأولى لباقتها وثقافتها الدينية وقيمها وأخلاقها الراسخة التى شكلت جمالها الداخلى والخارجى وكانت أساس تميزها وتفردها كطفلة لا تزال فى عمر الزهور ولكنها كانت الكنز الثمين لأسرتها.
وقالت نور فى حوارها لـ"اليوم السابع"، إنها بدأت حفظ القرآن الكريم منذ أن كان عمرها عاما واحدا، واستطاعت أن تحفظ منه 11 جزءا بعد أن أصبحت فى الصف الثالث الإبتدائي، وتأمل فى ختمه فى أسرع وقت ممكن.
وأشارت نور، إلى أن والديها يهتمان بها ويدعمانها منذ نعومة أظافرها، وحرصا على تحفيظها القرآن، حيث قاما بتعليمها أصول التلاوة والتجويد، فضلا عن تشجيعهما الدائم لها على التفوق العلمى وتنمية مهاراتها وقدراتها لتصبح طبيبة فى المستقبل.
وقالت إن القرآن حياتها وسبب نجاحها وهدايتها، فبه قويت ذاكرتها وامتلكت لسانا فصيحا واستطاعت أن تتفوق فى دراستها. \
وأضافت أن التكرار والمحاولة ساعداها على حفظ القرآن الكريم، مشيرة إلى أنها لا تتوقف لحظة عن حفظه فبجانب مذاكرتها للمواد العلمية تواظب على تلاوة وحفظ بعض الآيات حتى لا تنسى ما حفظته.
وقالت نور إنها حاولت التميز بتعلم تلاوة القرآن بأكثر من طريقة أخرى غير طريقة التلاوة المصرية، مشيرة إلى أنها شديدة الاهتمام للاطلاع على ما يقدمه كبار المشايخ والقراء العرب فى عالم التلاوة، محاولة السير على نهجهم والوصول لمكانتهم يوما ما .
وأضافت أن الإنصات الجيد للقرآن وتكرار سماعه يوميا هو ما ساعدها فى حفظ الآيات بالتلاوة والتجويد والمقامات المختلفة.
وقالت إنها بدأت فى حفظ الأناشيد الدينية فى عمر الخامسة، واستطاعت أن تحفظها بالطريقة السليمة وتشرح معانيه بالإيماءات والإشارات الجسدية بمساعدة والدها، الذى زرع بها حب الدين بحفظ القرآن والأناشيد الدينية.
وقال محمد الحسينى والد الطفلة نور، إنه حرص على تحفيظ أطفاله القرآن الكريم منذ الصغر وتنشئتهم على تعاليم الدين، مشيرا إلى أن حفظ القرآن هو هدف أساسى يسعى لتحقيقه فى المنزل، إلى جانب ثقل وتنمية المواهب الأخرى التى يمتلكها أطفاله، حتى يستغلوا طاقتهم فى شيء مفيد يكون شخصيتهم ويقويها، مشيرا إلى أنه يعمل على استثمار قدرات أطفاله العقلية للإرتقاء بهم ومساعدتهم على تحقيق مستقبل أفضل.
وأضاف أنه يساعد نور، فى التطوير من تلاوتها للقرآن الكريم من خلال تدريبها المتواصل على أساليب التلاوة الصحيحة والمقامات الصوتية ومخارج الحروف حتى تحقق طموحها وأملها فى تطور إمكانياتها فى تلاوة القرآن الكريم.
وأشار إلى أنه عندما لامس فى ابنته موهبتها ورغبتها فى دخول عالم الإنشاد الديني، بدأ ينمى تلك الرغبة ويطورها من خلال قيامه بكتابة مقاطع صغيرة لها فى ورقة لتحفظها تزامنا مع سماعها للنشيد ليثبت فى ذهنها وتقلد طريقة إلقاءه، مضيفا أن تلك الطريقة ساعدتها كثيرا فى حفظ الأناشيد الدينية.
وقال إنه يحاول أن يجعل أبنائه متفوقين فى كل شيء، دينيا وخلقيا وعلميا وفنيا، مشيرا إلى أنه اهتم بتوفير معلمة رسم لهم تعلمهم فن الرسم لتنمى بداخلهم الإبداع والجمال، ويكونوا متعددى المواهب.
وأكد والد نور، على أهمية استثمار قدرات وإمكانيات الأبناء منذ الطفولة، وتقويمهم وتأهيلهم دينيا وعلميا وثقافيا لخلق جيل واع قادر على تحقيق أهدافه وتطلعاته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة