أكد د. خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، رئيس اللجنة الوطنية المصرية لليونسكو، على اهتمام المجموعة العربية بالعلوم من أجل تقليص الفجوات المعرفية والرقمية، مشيدًا بتوصيات المنتدى الإقليمي الأولِ للعِلم المفتوح في الوطنِ العربيّ الذى عقد بمصر الشهر الماضي، والتي أكدت دور العلم المفتوح في زيادة التعاون العلمي المشتركِ إقليميًّا ودوليًّا، فضلاً عن تَبَادُلِ المعلوماتِ من أَجْلِ نَشْرِ المنفعةِ للمجتمع، ودعمِ نُظُمِ المعرفةِ واتخاذِ القرار، بالإضافة إلى تعزيز التعاون الدولي.
جاء ذلك فى بيان المجموعة العربية الذى ألقاه الوزير مساء اليوم الإثنين فى الدورة (212) للمجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو أكتوبر 2021 بالعاصمة الفرنسية باريس، بحضور أودري أزولاي المدير العام لليونسكو، والسفير أجابيتو مباموكي رئيس المجلس التنفيذي لليونسكو، والسفير علاء الدين يوسف سفير جمهورية مصر العربية بفرنسا والمندوب الدائم لمصر لدى اليونسكو، والدكتورة غادة عبدالباري الأمين العام للجنة الوطنية المصرية لليونسكو، وبمشاركة العديد من سفراء وممثلي الدول الأعضاء.
وأشار الوزير إلى أن الدورة الحالية تناقش عددًا من الموضوعات الهامة، من بينها إصلاح منظومة المكاتب الميدانِية، لافتًا إلى أن المجموعة تؤكد على أهمية مساهمة الإصلاح في زيادة تواجد وحضور المنظمة في المنطقة العربية، ولا سيما في ضوء ما تتعرض له المنطقة من تحديات كبيرة في مجالات عمل اليونسكو كالتعليم وقت الأزمات والحفاظ على التراث.
ولفت عبدالغفار إلى ما تضمنته رسالة المجموعة حول أهمية تعزيز دور اللغة العربية بمكاتب المنطقة من خلال جعلها لغة أساسية للتوظيف بجانب إحدى اللغات الأُخرى للمنظمة، موضحًا أن المجموعة تجدد مطالبتها بإعطاء المنطقة حقها في الوظائف العليَا بالمنظمة، وبِخاصة للدول التي لا يوجد لها تمثيل أو قليلة التمثيل.
وأوضح الوزير أن الحكومات العربية تولي أهمية كُبرى لموضوع حماية التراث واسترجاع الآثار المهربة، مشيرًا إلى ترحيب المجموعة بنجاح الجهود الدبلوماسية والقانونية العراقية لاستعادة آثار العراق المسروقة، والتي أثمرت عن إعادةِ 17.000 قطعة أثرية بدعم من اليونسكو، مؤكدًا ترحيب المجموعة بنجاح الجهود الليبية في استرجاع ثلاث قطع من أمريكا والنمسا والمملكة المتحدة في المرحلة الماضية.
وأشاد د. خالد عبدالغفار بجهود المدير العام والمنظمة في إطار مبادرة (لبيروت) ومتابعتهما ميدانيًا للمرحلة الأولى في مجالات الثقافة والتربية والتراث، وبمساندة بعض الدول الشقيقة والصديقة، موجهًا الدعوة للدول الأعضاء لمواصلة دعمها لهذه المبادرة في مرحلتها الثانية.
وأضاف الوزير أن المجموعة العربية تؤكد أن القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، تبقى أولوية للأمة العربية، وتندد بالاعتداءات والعنف المستمر ضد الشعب الفلسطيني في كافة أرجاء الأراضي المحتلة، وحملة التطهيرِ العرقي التي تمارسها السلطات الإسرائيلية في حي الشيخ جراح وبقية أحياء مدينة القدس المحتلة والبلدة القديمة والخليل، كما تدين اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، وقصف قطاع غزة المحاصر، معربًا عن أسف المجموعةَ العربية لعدم صدور أيّ رد فعل عن منظمة اليونسكو إِثر الهجمات الأخيرة.
كما أكد عبدالغفار أن المجموعة العربية تدين القرار غير القانوني الذي اتخذته محكمة الاحتلال الإسرائيلي بشأن حق اليهود في أَداء الصلاة في باحات المسجد الأقصى، وتحذر من خطورة هذا القرار ونتائجِه وتداعياته على المسجد الأقصى والوضع التاريخي والقانوني القائم في مدينة القدس الشريف.
كما أضاف الوزير أن المجموعة تشيد بجهود جلالة الملك عبدالله الثاني ملك الأردن، في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية وخصوصًا المسجد الأقصى المبارك الحرم القدسي الشريف، وبالجهود الحثيثة لجلالة الملك محمد السادس ملك المغرب ورئيس لجنة القدس للدفاع عن المدينة المقدسة، دبلوماسيًا وسياسيًا واقتصاديًا من خلال تمويل وتنفيذ مشاريع في القدسِ عبر وكالة بيت مال القدس الشريف، مؤكدًا أن المجموعة تثمن جهود مصر المستمرة لنزع فتيل التوتر في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتحسين الأوضاع المعيشية للشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى إشادة المجموعة بالمبادرة التي أعلن عنها السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي بتخصيص 500 مليون دولار لإعادة الإعمار في قطاع غزة بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية.
وأكد الوزير أن المجموعة العربية تناشد المجتمع الدولي، وخصوصًا السيدة مدير عام اليونسكو، التنديد بالآثار الضارة على مجالات اختصاص اليونسكو في فلسطين والأراضي العربية المحتلة بما فيها الجولان، والناجمة عن الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة وبخاصة على المؤسسات التعليمية والثقافية والمواقع التاريخية والأثرية.
وفى ختام كلمته، أكد عبدالغفار أن المجموعة العربية تتطلع إلى أن تكون مناقشات هذه الدورة مثمرة، وأن نتمكن من اعتماد قرارات تخدم المنظمة ودولها الأعضاء خاصة البنود التي تحظى بدعم المجموعة العربية الكامل، وهي: البندان المقدمان من الإمارات العربية المتحدة بشأن اليوم العالمي للمستقبل، وتوحيد العمل للمحافظة على الزخم الناتج عن السنة الدولية للاقتصاد الإبداعي من أجل التنمية المستدامة، بالإضافة إلى البند الخاص بمقترح جائزة اليونسكو في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات من مؤسسة الفوزان الدولية السعودية، وتأمل المجموعة العربية في أن تكون تلك الجائزة من أَهم جوائز اليونسكو وأكثرها تأثيراً في مجال العلوم.
جدير بالذكر أن جمهورية مصر العربية نائب رئيس المجلس التنفيذي عن المجموعة العربية، والتي تضم فى عضويتها ١٩ دولة عربية.