العلاقة بين شعب وادى النيل فى مصر والسودان، شماله وجنوبه، مصيرية تقوم على إدراك وحدة المصير والمصالح والارتباط، فضلا عن ارتباطها بقضايا القارة الأفريقية، وما يجرى فيها، والذى يؤثر على مصالح هذه الدول، ولهذا فقد تطرقت المباحثات المصرية الجنوب سودانية خلال زيارة الرئيس سلفا كير لمصر إلى العلاقات الثنائية، وأيضا للعلاقات بأفريقيا.
تبادل الرئيسان السيسى وسلفا كير، التطورات الجارية فى شرق أفريقيا والقرن الأفريقى، وكيفية العمل على احتواء تداعياتها المحتملة على باقى دول المنطقة، كما تناولت المباحثات قضية سد النهضة، ومختلف الجوانب ذات الصلة بموضوعات مياه النيل، والتنسيق القائم والمستمر بين البلدين فى هذا الشأن، إلى جانب استعراض التطورات الجارية فى قضية سد النهضة.
تناولت مباحثات الرئيسين سبل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية، بعد انعقاد الدورة الأولى للجنة العليا المشتركة بالقاهرة فى شهر يوليو الماضى، وما تمخضت عنه من اتفاقيات فى مجالى الرى وتنمية التجارة والصناعة، مع الحفاظ على دورية انعقاد أعمال اللجنة.
وتم الاتفاق على زيادة معدلات التبادل التجارى بين البلدين، وزيادة الاستثمارات المصرية، وتيسير نفاذ الصادرات المصرية لجنوب السودان، وتكثيف البرامج التدريبية المصرية لكوادر جنوب السودان، وإحياء عدد من المشروعات المصرية وتدشين أخرى جديدة، وزيادة عدد المنح التعليمية لأبناء جنوب السودان فى الجامعات المصرية.
الدولة المصرية تؤكد دائما مساندة الجهود الجنوب سودانية الوطنية الرامية إلى ترسيخ دعائم السلام والاستقرار الداخلى، وبما يفتح آفاق التنمية لشعب جنوب السودان.
وفيما يتعلق بسد النهضة الإثيوبى، الذى يمثل ملؤه من دون اتفاق أضرارا واضحة بمصالح مصر والسودان المائية، وبالطبع فإن التنمية والتعاون والتكامل الاقتصادى هى أحد أهداف التعاون بين البلدين لصالح شعب وادى النيل، وهو ما تؤكد عليه مصر دائما، وخلال اللقاء مع الرئيس سلفا كير، أعاد الرئيس السيسى التأكيد على ضرورة التوصل إلى اتفاق قانونى ملزم ينظم عملية ملء وتشغيل سد النهضة، استنادا إلى قواعد القانون الدولى ومخرجات مجلس الأمن فى هذا الشأن، الأمر الذى من شأنه تعزيز الاستقرار بالمنطقة، ويفتح أفق التعاون بين دول حوض النيل.
من جانبه، أشار سلفا كير، رئيس جنوب السودان، إلى أن مباحثاته مع الرئيس السيسى تناولت الأزمة بين إثيوبيا ومصر من جهة وإثيوبيا والسودان من جهة أخرى، فضلا عن الأزمة بين الحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير تيجراى، وقال سلفا كير: إنه توجه فى شهر أغسطس الماضى إلى أديس أبابا وتلقى وعدا ببدء مفاوضات جدية حول قضية سد النهضة بحلول شهر أكتوبر الجارى عقب تشكيل الحكومة الإثيوبية وهو ما لم يحدث، مشيرا إلى أنه أبلغ مصر بأن رئيس وزراء إثيوبيا ليس فى وضع يسمح له ببدء المفاوضات بسبب الحرب مع تيجراى.
كما أشار «سلفا كير» إلى أن الرئيس السيسى أكد استعداد مصر لمساعدة جنوب السودان فى العديد من القطاعات، معربا عن أمله فى أن تواصل مصر بعثاتها باستمرار لجنوب السودان لمتابعة الاتفاقيات المشتركة، وأن المباحثات تناولت الأوضاع فى دولة السودان، موضحا أن مصر وجنوب السودان هما الدولتان الوحيدتان اللتان تدعمان السودان وتقدمان مساعدات له، مشيرا إلى أهمية التشاور بشأن هذه المشكلة وأهمية دعم القيادة والشعب السودانى.
مصر لا تتوقف أبدا عن مد يد العون للأشقاء فى السودان، أو تدعيم الحلول السياسية والحوار، والتعاون مع الدول الأفريقية، بما يقوى جهود التنمية، ويرسخ للاستقرار وينزع التوترات.