صباح السادس من أغسطس العام الجارى، خرج الطفل محمود قنديل مستقلًا الـ"توك توك" ملك لوالده بمنطقة أطفيح جنوب محافظة الجيزة؛ يسعى لكسب الرزق، ومساعدة والده الذي أعياه المرض فأعجزه عن استكمال مسيرته فى الإنفاق على أسرته المكونة من زوجة وطفلين.
خرج الطفل الذي لم يتجاوز عمره 12 عاما، في الثامنة والنصف صباحًا يبتغى من وجهته مالًا وفيرًا يؤمن لأسرته _ التي تحمل مشقة الإنفاق عليهم مبكرا _ الطعام والشراب والكساء.
وفى ذات الصباح خرج "م.ر" الشاب الذى أرهقته الديون وجعلته في ضيق دائم، فغواه الشيطان ودفعه نحو طريق الشر، يبحث عن فريسة ينقض عليها، لتؤمن له مصاريف يده لبضعة أيام، وقرر أن يستدرج سائق "توك توك" من موقف أطفيح، وحدد مواصفاته حتى لا يرهقه بالمقاومة، أن يكون طفلًا صغيرًا، هزيل الجسد، ليضمن معركة محسومة لصالحه، وكانت تلك المواصفات تنطبق على "محمود"، الذي اصطدمت طموحاته بأطماع المتهم، الذي استدرجه لمنطقة المقابر، وهناك أنقض عليه وظل يخنقه بحبل قماش حتى فقد الوعي وفارق الحياة.
ينشر "اليوم السابع" الجزء الثانى من تحقيقات قضية مقتل الطفل محمود علاء الدين المعروف إعلاميًا بـاسم "طفل أطفيح" والذى قتل على يد شاب لسرقة الـ"توك توك" المملوك له، وهو الجزء الخاص بإخفاء الدراجة البخارية (توك توك)، والمملوك للمجنى عليه.
استمعت جهات التحقيق لأقوال "م.ر" المتهم الرئيسي في الواقعة والذى قال إنه توجه لأحد معارفه، يدعى "م.س" لكي يبيع له الـ"توك توك"، وهناك وجد شخص أخر يجلس بجواره يدعى "ر.م"، وبعد فترة حضر شخص أخر يدعى "م.ع" بعدما اتصل به "ر.م".
وقال المتهم أنه تم الاتفاق على بيع التوك توك للمتهم "م.ع" وأن يأخذ "م.س" و"ر.م" سمسرة بيع "التوك توك"، ويتقاضى هو باقى المبلغ، وقدر ثمن بيع الـ"توك توك" بـ 5000 جنيه، تقاضى منهم 4200 جنيه، وتقاضى باقى المتهمين كل منهم 400 جنيه.
وأكد المتهم في التحقيقات، أن باقى المتهمين كانوا على علم بأن الـ"توك توك" من متحصلات سرقة، واشتروه بثمن بخس، لعلمهم بأنه مسروق، وأن قيمته الحقيقة تبلغ 35000 جنيه، وأكد إخفائه المتهم "م.ع" للدراجة البخارية بمحافظة الفيوم، بعد تغييره معالمها وأرقامها.
واستمعت جهات التحقيق لأقوال "ر.م"، والذي قال أنه تقابل مع باقى المتهمين وأخبره بأن معهم "توك توك" مسروق ويرغبون في بيعه، وأنه أحضر المشترى والذى يدعى "م.ع" واشتراه بـ7 آلاف و500 جنيه، وأخبروا المتهم الأول ببيعه بـ5 آلاف جنيه، وأكد أنه لا يعرف شيئ عن واقعة القتل، وكل معرفته بأن الـ"توك توك" مسروق فقط.
كما استمعت جهات التحقيق لأقوال "م.ع" مشترى التوك توك، والذي نفى علمه بواقعة سرقة التوك توك أو قتل الطفل محمود علاء الدين، وأكد أن باقى المتهمين أحضروا له التوك توك من أجل بيعه له، وأنه اشتراه بمبلغ 8 آلاف جنيه، دفع منهم مبلغ 7500 جنيه، وتبقى خمسمائة جنيه كانوا بمثابة دين عليه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة