نشرت صحيفة الأنباء الكويتية كاريكاتيرا يسلط الضوء على اعتماد الصحافة الحديثة على السوشيال ميديا، حيث تحدث المتخصصون في الاعلام منذ بداية القرن عن أزمة الصحافة وعن نماذج العمل التجارية المتاحة للصحافة المقروءة وكيفية التعايش فى ظل الإنترنت وصراع وسائل الإعلام وصناع المحتوى على انتباه القارئ الذى بات مشتتا فى محيط معلوماتى وترفيهى من شتى البلدان حول العالم.
كاريكاتير صحيفة الانباء الكويتية
وفى خضم الصراع على انتباه القارئ ومحاولة التميز وسط خضم محتوى عالمى، صبغت بعض الصحف حول العالم بمسحة صفراء، وتطبعت بطباع صحافة التابلويد التى تتميز بانعدام المهنية والاعتماد على الفضائح والمواضيع المثيرة للجدل بهدف الربح فقط وبدون النظر إلى اعتبارات أخلاق المهنة.
وتجلت أزمة الصحافة حين تهافتت أكبر مواقع الأخبار والصحف المصرية على نشر فيديو انتحار فتاة بمول فى مدينة نصر أو مقطع تظهر به الفتاة ملقاة على الأرض تتلقى الإسعافات الأولية غارقة فى دمائها. وإن ترفع المحرر عن نشر الفيديو، لجأ لنشر صورة من الفيديو، أو ــ وذلك أضعف الإيمان ــ نشر عنوانا مضللا من نوعيه «بالفيديو.. انتحار فتاة فى مول»، حتى إن لم يحتوِ المقال على الفيديو. أمر طبيعى أن يصبح الفيديو «تريندا» على مواقع التواصل الاجتماعى ــ وإن كان أمرا مؤسفا ــ ولكن مستخدم مواقع التواصل ليس على دراية بقواعد وأخلاقيات المهنة فى تغطية هذا النوع من الحوادث. ولكن عندما وصل التريند إلى الصحف والمواقع الإعلامية أصبح الأمر مؤسفا ومحزنا.
كصحفية وباحثة فى نماذج العمل التجارية للإعلام الجديد، أتفهم تماما رغبة الصحف فى زيادة المشاهدات على موقعهم الإلكترونى كجزء أساسى من ضمان الدخل للمؤسسة وبالتالى من بقائها. وأتفهم أيضا رغبتهم فى مواكبة الإنترنت ورواد مواقع التواصل الاجتماعى ومنافستهم على جذب اهتمام القارئ. ولكنى أدرك تماما أيضا أن القارئ لا يلجأ للمواقع الإخبارية أو الصحف العريقة ليطّلع على نفس نوعية المحتوى المتاح على مواقع التواصل الاجتماعى.