وأضاف الرجوب، في تصريح صحفي، أن مشاركة رئيس الفيفا في هذا الاحتفال تعد تحيزًا لصالح الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكًا لقيم الرياضة ورسالتها ولقوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم وأنظمته. 

وقال الرجوب إن جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي أصدرا بيانين أدانا فيهما مشاركة رئيس الفيفا في الفعالية متوقعًا أن يكون لهذه الخطوة تفاعلات على كل المستويات سواء على صعيد الاتحادات الوطنية أو القارية أو لجان الفيفا.

وذكر الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، في بيان صحفي، أنه تلقى يوم الخميس الماضي رسالة رسمية من رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم يبلغه فيها برغبته في زيارة الأراضي الفلسطينية يوم الاثنين الموافق 11 أكتوبر، مشيرا إلى أن الاتحاد تلقى هذه الرسالة بإيجابية، نظراً لما قد تساهم فيه هذه الزيارة في إيجاد حلول قابلة للتطبيق للملفات العالقة مع دولة الاحتلال، والتي ما زالت تشكل عثرة كبرى أمام قدرة الاتحاد الفلسطيني على النمو والتطوير، ومن باب الاحتياط قمنا بلفت نظر مساعدي رئيس الاتحاد الدولي إلى ضرورة عدم مشاركته بأية أنشطة رياضية أو سياسية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 بما في ذلك القدس الشرقية.

وذكر الاتحاد الفلسطيني أنه تلقى ردودًا واضحة وقاطعة بأن ذلك لن يحصل، وتمت المباشرة بإعداد برنامج الزيارة، لافتًا إلى أنه خلال ذلك وصلت معلومات للاتحاد الفلسطيني تفيد بأن زيارة رئيس الفيفا ستشمل المشاركة في افتتاح ما يدعى بـ"متحف التسامح" المقام قسرًا فوق مقبرة مأمن الله الإسلامية الأثرية في القدس، وبمشاركة عدد من الإنجيليكيين المتصهينين وعلى رأسهم مجموعة من رموز الإدارة الأمريكية السابقة، ما يتناقض مع القيم والمبادئ المنصوص عليها في النظام الأساسي للاتحاد الدولي لكرة القدم، ويشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وحقوق الإنسان واستفزازاً لقيم ومشاعر ملايين المسلمين في العالم.


وأرسل الاتحاد الفلسطيني رسالة لجياني إنفانتينو لتوضيح المخاطر المترتبة على المشاركة في مؤتمر سياسي لا يمت للرياضة بصلة، قائلًا "كون الاتحاد الفلسطيني لا يملك حق التدخل في أجندة رئيس الاتحاد الدولي فقد أوضحنا له بأنه وفي حالة إصراره على المشاركة في هذه الفعالية التي لا تخدم رسائله المعلنة فيما يتعلق بقيم المنظومة الكروية الدولية، فإننا نعتذر عن استقباله كونه لا يوجد أي مبرر لزيارته فلسطين ضمن هذه المعطيات التي نرى بأنها لا تساهم في جسر الهوّة بين الشعوب، ولا تخدم قيم التسامح وحقوق الإنسان التي لطالما تحدث عنها السيد إنفانتينو بفخر".

وتعد مقبرة "مأمن الله" التاريخية شاهد على سياسة التهويد الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة، حيث صادر الاحتلال قرابة 180 دونمًا من مساحتها المُقدرة بنحو مائتي دونم، بينما يسعى للسيطرة الكاملة عليها بما تحويه من رفات وأضرحة أعلام وصحابة وشهداء وتابعين مسلمين، دُفن بعضهم منذ الفتح الإسلامي للقدس العام 636، ولكنهم باتوا اليوم مهددين بالتهويد والاستلاب الإسرائيلي.