بدأ البرتغالى كارلوس كيروش، المدير الفنى لمنتخب مصر، مشواره مع الفراعنة بانتصارين متتاليين أمام ليبيا، قادا الفريق إلى صدارة المجموعة فى تصفيات كأس العالم 2022، وأعاد الجماهير مرة أخرى إلى الالتفاف حول بطل أفريقيا التاريخى لتحقيق حلم التأهل إلى المونديال للمرة الثانية على التوالى لأول مرة فى التاريخ.
وعلى الرغم من صعوبة المهمة وتراجع مستوى المنتخب فى السنوات الأخيرة، إلا أن بداية المدرب البرتغالى مبشرة على كل المستويات سواء فنيًا بعدما أقنع الجميع بأن هذا الفريق قادر على تحقيق انتصارات مقنعة، أو على مستوى الشخصية والقرارات الجريئة عندما أعلن استبعاد نجمى الموسم أفشة ومحمد الشريف دون أن يبرر اختياراته للجماهير أو وسائل الإعلام عندما قال فى مؤتمره الصحفى قبل مباراة ليبيا أنه جاء من أجل منتخب مصر وليس للحديث عن أشخاص أيًا كان اسمهم.
وبعد أيام قليلة من تعيين كيروش خلفًا لحسام البدرى، نجح المدرب البرتغالى فى تغيير شكل الفراعنة وحالة الاستياء العامة لدى كل متابعيه، إلى إعجاب بفريق يمتلك شخصية يجتمع الجميع حوله للمشاهدة والاستمتاع كما اعتدنا أيام المعلم وجيله الذهبي.
ويستحق المدرب البرتغالى الحصول على كل الإشادة فى التحول الكبير فى أداء وطريقة لعب الفريق بصرف النظر عن مستوى منتخب ليبيا، لأن نفس المنتخب بنفس اللاعبين قدم أداءًا كارثيًا أمام أنجولا المتواضع مع البدرى وتعادلنا بشق الأنفس أمام الجابون ليتراجع الفريق للمركز الثانى ويقرر بعدها اتحاد الكرة إقالته فى قرار تاريخى خاصة وأن المدرب الوطنى لم يخسر أى مباراة مع الفراعنة.
وكشف كيروش كل أزمات الفريق مع البدرى فى 180 دقيقة فقط أمام ليبيا، وجاء أبرزها كالتالي..
التغطية الدفاعية
تحول أداء المنتخب الدفاعى مع كيروش عما كان عليه مع البدرى فى أقل من شهر، ودون تحضيرات كبيرة نتيجة ضيق الوقت بين التعاقد معه ومباراة ليبيا الرسمية الأولى للفراعنة.
وأمام الجابون، أفلت المنتخب من الهزيمة أمام أصحاب الملعب بأكثر من هدف لتألق الشناوى وسوء توفيق أوباميانج ورفاقه، وقرارات اللاعبين داخل الملعب والذى انتهى بلحظة إبداع من مصطفى محمد فى الدقيقة الأخيرة من الوقت الأصلى ليخطف المنتخب هدف التعادل ونقطة بشق الأنفس فى ظهور البدرى الأخير.
وكشفت المباراة عن أخطاء كارثية فى الدفاع كما هو موضح فى الصور التالية..
دفاع منتخب مصر أمام انجولا
كثافة لاعبو منتخب مصر داخل منطقة الجزاء بوجود 6 لاعبين، لإيقاف ثلاثي أنجولا، ورغم التفوق العددي إلا أن مهاجمي أصحاب الملعب يمتلكون مساحات كبيرة داخل وأمام المنطقة بسبب التمركز الخاطئ.
أخطاء دفاع منتخب مصر امام انجولا وتصدي الشناوي
مرة أخرى يتكرر التمركز الخاطئ وفتح المساحات للاعبي أنجولا لكن الشناوي ينجح في التعامل مع الكرة وينقذ مرمى المنتخب من الهدف الأول.
أخطاء دفاع منتخب مصر امام انجولا وتصدي الشناوي
كلاكيت تالت مرة، 6 لاعبين لإيقاف الهجمة مع وجود مساحات داخل وأمام المنطقة لكن الكرة تنتهي بهدف بعد سلسلة من الأخطاء في صفوف المنتخب.
أمام ليبيا قدم نفس الفريق الذي واجه أنجولا، أداءا دفاعيًا رفيع المستوى وخرج بشباك نظيفة بفضل التغطية المميزة وتألق أبوجبل في الشوط الثاني بعد مجهودات فردية لأصحاب الملعب.
صناعة الفرص
فشل المنتخب في التسجيل من لعب مفتوح أمام أنجولا، وسجل عبر مصطفى محمد من كرة طولية ضد أنجولا بمحاولات فردية من اللاعبين.
هدف التعادل أمام الجابون من كرة طولية
لكن الأداء أمام ليبيا وتحديدًا في المباراة الثانية كان مختلفًا ونجح الفراعنة في الوصول إلى مرمى الأشقاء من كل الجبهات وهددوا المرمى طوال الـ90 دقيقة من خلال ثنائي الوسط عبدالله السعيد وعمرو السولية ومعهما أكرم وفتوح على الأطراف، وبالتأكيد ثلاثي الهجوم المزعج صلاح ومصطفى ومرموش، بجانب ظهور التسديدات من خارج المنطقة لأول مرة منذ فترة طويلة.
تسديد من خارج المنطقة
تسديد من خارج المنطقة لأول مرة منذ فترة طويلة للاعبي المنتخب
محمد صلاح الجديد
نجم ليفربول الذي حضر إلى معسكر الفراعنة وسط ضجيج عالمي عقب قمة الدوري الإنجليزي وأدائه الأسطوري أمام سيتي في موسم تبشر أنه سيكون استثنائيًا.. كل ذلك لم يرعب كيروش أو يجبره على تحويل خطته ناحية الملك، وشاهدنا صلاح يقوم بدور صانع الألعاب أمام ليبيا في برج العرب، وتحول إلى رأس حربة صريح في بنغازي وكأنه طُعم لمدافعي الفريق المنافس، ووجدنا جبهة نارية على الطرف الآخر من الواعد عمر مرموش وخلفه فتوح وعبدالله السعيد.
وعلى المستوى الدفاعي أيضًا قدم صلاح مباراة كبيرة وساعد في إيقاف هجوم الأشقاء.
محمد صلاح يقوم بمهام دفاعية
محمد صلاح
حالة اللاعبين
حالة الرضا التي ظهرت على الجماهير بعد مباراة ليبيا ظهرت بوضوح بين اللاعبين سواء داخل الملعب أو خارجه، وهو ما ظهر من خلال تألق اللاعبين البدلاء دون افتعال أي أزمات، وكذلك في الصور التي انتشرت بين نجوم المنتخب على مواقع التواصل الاجتماعي تعكس الحالة التي يعيشها الفريق حاليًا، عكس ما حدث أمام الجابون على سبيل المثال عندما احتفل مصطفى محمد بهدفه بطريقة مشينة ترجمت الشعور العام داخل غرفة ملابس الفراعنة.
لاعبو المنتخب في غرفة خلع الملابس