اتهامات جديدة لاحقت موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، وغيره من شركات التكنولوجيا الأمريكية العملاقة حملها كتاب "مزورة: كيف استولي الإعلام وشركات التكنولوجيا والديمقراطيين علي انتخاباتنا" لمؤلفته مولي هيمنجواي والذي نشرت صحيفة "نيويورك بوست" مقتطفات منه في تقرير لها الأربعاء.
واعتبر الكتاب فوز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أمام منافسته الديمقراطية هيلارى كلينتون عام 2016 بمثابة "صدمة" ، مشيراً إلى أن شركات التكنولوجيا العملاقة اعتبرت الأمر مزعج بشكل خاص.
وبحسب "نيويورك بوست"، ذكرت هيمنجواي في كتابه: لقد حول المعقل التقدمي لسان فرانسيسكو شركات التكنولوجيا من المثاليين الليبراليين إلى الصليبيين الليبراليين، شعرت الصناعة ككل بالتواطؤ في صعود دونالد ترامب وكانت عازمة على بذل كل ما في وسعها لقمع صوته وأصوات مؤيديه.. منذ البداية ، كان أباطرة التكنولوجيا يخططون لكيفية الرد، وظهر ذلك في 2020".
ووفقا للكتاب أراد مهندس في جوجل تخريب هاتف ترامب، الذي يعمل على نظام التشغيل اندرويد التابع للشركة ، وكذلك حظر حسابات Gmail لكبار مسؤولي إدارة ترامب، وقام موظف في قسم الإعلانات في جوجل بإحالة مشتري إلى موقع الويب الخاص بـ Sleeping Giants ، وهي مجموعة ناشطة تشجع على مقاطعة المنافذ الإخبارية المحافظة.
ولم يكن الأمر أفضل في فيس بوك، حيث أخذ بعض الموظفين إجازة لمدة أسبوع لشعورهم بالحزن بعد اعلان النتيجة بفوز ترامب، وبعد فترة وجيزة من الانتخابات، ذكر موقع "باز فيد" أن "موظفي فيس بوك شكلوا فريق عمل غير رسمي للتشكيك في الدور الذي لعبته شركتهم في الترويج للأخبار الكاذبة في الفترة التي سبقت فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية وكانت المجموعة تعمل في تحدٍ صريح للرئيس التنفيذي مارك زوكربيرج ، الذي قال إن الادعاء بأن فيس بوك قد أدى إلى ترجيح الانتخابات بشكل غير عادل لصالح ترامب فكرة "جنونية ولكن بحلول ديسمبر 2016 ، استسلم زوكربيرج وتبنى فيس بوك سياسة جديدة لمحاولة مكافحة "الأخبار المزيفة".
وأضافت هيمنجواي في كتابها : "سواء أرادت شركات التكنولوجيا الاعتراف بذلك أم لا ، فإن الكثير من غضب شركات التكنولوجيا بشأن فوز ترامب كان بسبب عدم قدرتها على السيطرة على الرأي العام الأمريكي، فإن الشركات التكنولوجية كان لها دور ودعم علني للرئيس الأسبق باراك أوباما وحملتيه الانتخابيتين وساهمت في دخوله البيت الأبيض".
وبحسب الكتاب، ففي يناير 2018 ، أصدرت Project Veritas ، وهي منفذ صحفي متخصص في التحقيقات السرية ، مقطع فيديو لجاك دورسي الرئيس التنفيذي الحالي لتويتر اعترف فيه بأن المنصة كانت متحيزة ضد المحافظين ، في حين أن موظفي تويتر الذين يراجعون المحتوى المشكوك فيه يتركون الكثير من الأشياء ذات الميول اليسارية تمر دون رادع.
وشهد العديد من المحافظين البارين انخفاضًا مفاجئًا في المشاركات ومعدلات التفاعل الجماهيرية على وسائل التواصل الاجتماعي وكانوا يشتبهون منذ فترة طويلة في حدوث ذلك بشكل متعمد. وفي يناير 2020، أدخل موقع تويتر تعديلات علي شروط الخدمة الخاصة به للتأكيد رسميًا على الحق في "تقييد توزيع أو رؤية أي محتوى".
ورصد هيمنجواي في كتابة نماذج عدة لتدخلات شركات التكنولوجيا مع وضد سياسيين بينهم داخل الولايات المتحدة، ولصالح الحزب الديمقراطي، ففي ديسمبر 2018 ، أدلى سوندار بيتشاي ، الرئيس التنفيذي لشركة Google ، بشهادته تحت القسم أمام الكونجرس أن الشركة لا "تتدخل يدويًا" في نتائج البحث، ولكن في الشهر التالي سرب أحد الموظفين مناقشة داخلية تظهر عكس ذلك حيث كان موقع يوتيوب المملوك لجوجل يحتوي على "قائمة سوداء" لعدد من الموضوعات السياسية التي تتحكم بها.
وقال أحد موظفي Google: "لدينا الكثير من القوائم البيضاء والسوداء التي يرعاها البشر يدويا آمل ألا يكون هذا مفاجئًا أو مثيرًا للجدل بشكل خاص."
وقال إبستين ، وهو حاصل على درجة الدكتوراه في جامعة هارفارد ، أنه خلال عام 2016 ، كانت جميع المواضيع العشرة في الصفحة الأولى من نتائج بحث جوجل في كل من الولايات الزرقاء والولايات الحمراء منحازة لصالح هيلاري كلينتون، وبناء على استنتاجات من تجاربه السابقة ، قدر أن Google وحدها ربما تكون قد أثرت في 2.6 مليون أمريكي للتصويت لهيلاري كلينتون.
في عام 2019 ، أخبر إبستين اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ أن التلاعب بمحركات البحث هو "أحد أقوى أشكال التأثير التي تم اكتشافها على الإطلاق في العلوم السلوكية"، وفي عام 2020 راقب نتائج البحث عبر جوجل باستخدام أكثر من سبعمائة متطوع في ثلاث ولايات متأرجحة وخلص إلى أن "نتائج البحث كانت منحازة بشدة لصالح الليبراليين والديمقراطيين"
وبحسب الكتاب، ومع اقتراب انتخابات 2020، بدأت شركات وسائل التواصل الاجتماعي - مدفوعة بالضغط الداخلي من الموظفين وكذلك الضغط الخارجي من النشطاء - في استهداف ترامب مباشرة، حيث روج فيس بوك لقدرته على إغلاق 80 % من حركة المرور على الإنترنت لأي رابط يراه مضللًا.
وأشارت الكاتبة إلى تأثير تلاعب المنصات بالأخبار قائلة: "هذه العملية من التقارير الإعلامية الخاطئة أو المنحرفة لإعلام Facebook بـ "عمليات التحقق من الحقائق" التي تم إجراؤها خلال فترة رئاسة ترامب بأكملها وجهود إعادة انتخابه قمعت عشرات القصص الإخبارية في المصلحة العامة وساعدت في تجاوز بايدن خط النهاية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة