إلا أنا "بدون ضمان"..كيف تصنع أعمالاً جماهيرية بمواهب الشباب الجماعية؟

الجمعة، 15 أكتوبر 2021 06:00 م
إلا أنا "بدون ضمان"..كيف تصنع أعمالاً جماهيرية بمواهب الشباب الجماعية؟ هنادى مهنى وهاجر أحمد
زينب عبداللاه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خطف مسلسل "إلا أنا"، الأنظار وجذب الانتباه بحكاياته المختلفة، ومنها حكاية " بدون ضمان" التى تحدثت عن مشكلات اجتماعية واقعية من قلب المجتمع وقريبة من الناس، وجسدها مجموعة من شباب الفنانين الموهوبين بقدرة بارعة، فاعطوها من موهبتهم وأعطتهم مساحات وفرصة جديدة للإبداع ، ونقطة انطلاق نحو أفاق فنية جديدة فى مشوارهم الفنى.
 
استطاعت حكاية بدون ضمان التى جسد شخصياتها مجموعة من شباب الفنانين أن تتطرق إلى قصص قريبة من الواقع ومن حياة الناس، اعتمد المسلسل على تقديم نموذجين من هذه المشكلات الأول جسد مشكلة الزواج فى بيت العائلة، وما يحمله من مشكلات خاصة مع ضعف شخصية الزوج، وجسدت الفنانة هنادى مهنى دور الزوجة  فاستطاعت أن تصل بإحساسها وانفعالاتها واندماجها فى الشخصية لمرحلة من النضج الفنى جعلتها تعبر عن مشاعر ألاف الزوجات اللاتى يتعرضن لتجارب مشابهة مع زوج يجعل من علاقته بزوجته كتاباً مفتوحاً لأسرته حتى فى أدق التفاصيل.
 
عبرت هنادى عن مدى القهر والهزة النفسية ومحاولات سلب ثقة الزوجة  فى نفسها مع فقدانها الثقة فى زوجها، ووصلت لقمة الانفعال والنضج والقدرة على التعبير فى المشهد الذى وصفت فيها مشاعرها لوالدها الفنان الكبير أحمد بدير الذى أبدع كعادته فى تجسيد شخصية الأب، لتثبت هنادى فى هذا المشهد وغيره من مشاهد أنها انطلقت إلى مساحة جديد من مساحات الإبداع والتألق فى مشوارها الفنى، أما الفنان الشاب إسلام جمال والذى قام بتجسيد شخصية الزوج فاستطاع باقتدار التعبير عن الشخصية بكل ما تحمله من ضعف وتناقضات وصراع،  بين حبه لزوجته وبين اعتياده واعتماده على والدته فى كل شيئ ، والبوح لها بأدق خصوصياته الزوجية.
 
وعلى الجانب الأخر ناقش المسلسل مشكلة تسرع أسرة الفتاة الفقيرة فى تزويجها من أى شاب يتقدم لها دون السؤال عنه وعن ماضيه، وكيف يمكن للفتيات أن ينخدعن ويدفعن الثمن باهظاً، فقامت الفنانة الواعدة هاجر أحمد بدور علا الفتاة المطحونة البريئة التى يوقعها حظها العاثر فى زوج مدمن وسوابق ، أخفى عنها أنه سبق له الزواج ، ولم تسأل عنه أسرتها قبل الزواج.
 
استطاعت هاجر أحمد أن تفاجئ الجمهور فى هذا المسلسل بقدرتها على التنوع فى الأدوار،  وعلى تجسيد دور الفتاة الفقيرة البسيطة بعد أن اعتاد الجمهور أن يراها فى أدوار الفتاة الارستقراطية، وقدمت صورة واقعية وحقيقية لآلاف الفتيات والزوجات المقهورات، وتألقت فى كل مشاهدها وخاصة التى تتعرض فيها للعنف من زوجها الذى جسد شخصيته الفنان الشاب أحمد كشك.
 
أبدعت هاجر فى تقديم الشخصية حتى فى نبرة الصوت واللهجة والملابس ولغة الجسد والانفعالات، فاستطاعت فى مشاهد الضرب أن تجعل المشاهد وكأنه يشعر بألم الصفعات التى تلقتها من زوجها وبمقدار القهر والعذاب النفسى الذى تعرضت له، والألم النفسى الذى تتعرض له الزوجات نتيجة عنف الأزواج وأثبتت أنها تمتلك قدرات موهبة فنية كبيرة، وبنفس البراعة استطاع الفنان أحمد كشك أن يقدم شخصية الزوج المدمن الكسول الذى يعيش على كد النساء ويستخدم العنف دائما ثم يدعى الحب، والتناقض والضعف الذى تحمله الشخصية والذى لا يجد له متنفساً سوى العنف ضد الزوجة التى تحاول أن تخدع نفسها بأن حاله سينصلح حتى تجد نفسها ضحية وتواجه مزيداً من الضغوط بعد أن تكتشف حملها منه.
 
استطاع كشك أن يقدم ويجسد الصراع والاضطراب النفسى الذى تعيشه هذه الشخصية الهشة الضعيفة المريضة، بما يبشر بمولد موهبة كبيرة  ذات قدرات فنية عالية.
 
استطاع المسلسل أن يثبت أن النجوم الشباب الواعدين يمكنهم أن يتحملوا مسئولية عمل فنى ناجح وأن لدينا من المواهب الفنية ما يبشر بميلاد نجوم كبار إذا ما طوروا مواهبهم ووجدوا مساحات وفرص للإبداع، ومن هذه المواهب الفنانة الشابة جالا هشام التى جسدت شخصية أخت الزوج التى تعانى من اضطراب نفسى يجعلها تفسد حياة من حولها بنعومة ومكر، وتقدم نموذجاً حياً للعديد من الشخصيات المشابهة التى نقابلها فى حياتنا.
 
أما الفنانة الشابة دنيا سامى والتى جسدت شخصية صديقة علا الفقيرة مثلها والتى تساندها وتقف إلى جوارها طوال الوقت، فرغم صغر دورها إلا أنها استطاعت أن تبشر بمولد موهبة كبيرة لديها إمكانيات واسعة وقدرة على تقديم كل جوانب الشخصية وأن تجسد مشاعرها وانفعالاتها بصدق وواقعية دون مبالغة.
وبالطبع فإن الحضور والأداء المميز لفنان بحجم الفنان الكبير أحمد بدير والذى جسد شخصية والد علا منح المسلسل والدور صدقاً ونجاحاً كبيراً بما جسده من مشاعر وانفعالات الأب الصادقة، كما أن وجود نجوم بموهبة سلوى عثمان وحنان سليمان منح العمل مزيداً من النجاح والتضافر بين المواهب الشابة وكبار النجوم لتكون النتيجة عمل يجذب الناس بتوليفة  نجاح منحته جماهيرية كبيرة.
 
وكان من أهم عناصر النجاح فى هذه التوليفة هى القضايا القريبة من الجمهور والتى يراها يوميا ً ويعايشها فى حياته الواقعية، والمعالجة التى تلمس تفاصيل حقيقية فى حياة الناس، وخاصة النساء، والاعتماد على مجموعة من الفنانين الشباب الموهوبين اجتهدوا ليكون أدائهم فى المسلسل واقعياً وتألقوا ليكون المسلسل نقطة انطلاق جديدة لهم ، إلى جوار كبار النجوم من أصحاب الخبرة الكبيرة والحضور المميز.
 
وإن كان البعض تعجب من النهاية المفتوحة التى انتهت بها أحداث حلقات بدون ضمان، فقد تكون هذه هى النهاية المناسبة، حتى لا تعطى المشاهد إجابات جاهزة ولكن لتمنحه الفرصة كى يفكر ماذا سيكون موقفه إذا تعرض لمثل هذه المشكلات والمواقف، وكيف سيكون اختياره ، وهكذا صنع المسلسل نجاحاً جماهيرياً واستطاع الوصول والتعبير عن قطاعات كبيرة فى المجتمع، وترك فى النهاية الحلول والإجابات لدى المشاهد.
 
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة