أكرم القصاص - علا الشافعي

تحليل.. موسيماني ومأزق الأخطاء الدفاعية.. وعود بالتصحيح قابلتها هفوات متكررة

الأحد، 17 أكتوبر 2021 10:08 م
تحليل.. موسيماني ومأزق الأخطاء الدفاعية.. وعود بالتصحيح قابلتها هفوات متكررة موسيماني
كتب سليمان النقر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"الموسم القادم سيكون أفضل وسأكون أذكى بشكل أفضل بعدما فهمت الدوري المصري، بخلاف التدعيمات التي حدثت لتقوية الفريق في الفترة القادمة، سأعود إلى جنوب أفريقيا وسأقضي 4 أيام ونصف، وحزين للغاية بعد خسارة الدوري وأنا مدرب وأحب الفوز بالألقاب، وسأراجع الأخطاء بعد العودة إلى جنوب افريقيا لتصحيحها"، بهذه الكلمات اختتم بيتسو موسيماني، المدير الفني للأهلي، موسمه الماضي في مسابقة الدوري والتي خسرها فريقه بسبب إهدار العديد من النقاط في الجولات الأخيرة والحاسمة من عمر المسابقة ليتوج غريمه الزمالك باللقب بعد غياب 5 سنوات، حيث جاءت التصريحات بعد نهاية مباراة أسوان الختامية بجدول الدوري.

وعلى الرغم من أن الجميع كان يتوقع بداية مختلفة للموسم الجديد عما كان عليه الحال في الموسم الماضي، وأن تنتهي كل المشاكل الفنية التي واجهت الأهلي في نهاية الموسم الماضي، خاصة آفة الأخطاء الدفاعية الساذجة وإهدار الفرصة السهلة أمام المرمى، إلا أن شيئا جديدا لم يطرأ واستمر الوضع كما هو الحال في افتتاحية الموسم الجديد حيث كانت ضربة البداية من مباراة السوبر المصري أمام طلائع الجيش والتي خسرها الفريق الأحمر بركلات الترجيح، بعدما لعب موسيماني مباراة مكررة لمباراة الدور الثاني بالدوري ولم يتعلم من أخطاء مباراة الدوري ليتداركها في موقعة السوبر المحلي، رغم حصول فريقه على الراحة التي حملها مسئولية إخفاق لقب الدوري وعاد ليحملها مسئولية ضياع السوبر، ليخسر بطولتين في أقل من شهر واحد.

 

مبررات غير مقنعة

مبررات موسيماني على خسارة لقب السوبر من الطلائع لم تكن مقنعة، وجاء رده على عدم اللعب بثنائي هجومي للتعامل مع التكتل الدفاعي للمنافس بالقول: " فضلت اللعب بمهاجم وحيد وهو محمد شريف في بداية اللقاء، نظرًا لأنني لا يمكنني اللعب بثنائي هجومي، خاصة وأن من شأن هذا الأمر أن يدفعني لإبقاء أفشة على دكة البدلاء، وأعتقد أننا فزنا بكل البطولات في وجود أفشة، وأبارك لفريق طلائع الجيش هذا الفوز، خاصة بعد تقديمه أداءً دفاعيا جيد طيلة أحداث اللقاء"، حيث أثنى موسيماني على الأداء الدفاعي للمنافس في الوقت الذي فشلت مساعيه من على الخطوط الفنية في التعامل مع هذا التكتل المتوقع واكتفى باللعب على الكرات الطولية طوال 120 دقيقة لعب، والتي كانت من نصيب مدافع الطلائع في غالبية الأوقات.

الأداء السيئ الذي لم يرض جماهير الأهلي تحسن نسبيا في مباراة إنبي بدور الـ16 لبطولة كأس مصر، بعدما ظهر الفريق الأحمر بمستوى متوسط في شوط المباراة الأول أمام الفريق البترولي، قبل أن يتغير الحال ويتراجع المستوى في الشوط الثاني، وهي من أكبر الآفات في أداء الأهلي تحت قيادة موسيماني أن يتراجع المستوى بالشوط الثاني وتكون نتيجته استقبال أهداف في الدقائق الأخيرة والحاسمة من عمر المباريات ويفشب في تعويضها.

وآخر ظهور باهت للأهلي تحت قيادة موسيماني كان في مباراة افتتاح مشواره بدوري أبطال إفريقيا أمام الحرس الوطني بطل النيجر، وعلى الرغم من تواضع مستوى المنافس ووجود تفاوت في جودة ومستوى اللاعبين بالفريقين، إلا أن بطل النيجر نجح في إحراج بطل إفريقيا، بعدما هدد مرماه في أكثر من فرصة بالشوط الثاني وترجم سيطرته على مجريات المباراة في إحراز هدف التعادل بالربع ساعة الأخيرة من المباراة، لتستمر معاناة الأهلي من الأخطاء الدفاعية وغياب التركيز في التعامل مع الكرات العرضية والمرسلة داخل منطقة الجزاء وفي تمركز رباعي خط الدفاع أو الرقابة المفروضة على لاعبي الفرق المنافسة داخل المنطقة.

 

ورغم اعتراف موسيماني بوجود أخطاء دفاعية وأزمة في إهدار الفرص وتأكيده على أنه سيعمل على معالجة الأخطاء، ولكن شيئا لم يحدث واستمرت الأخطاء الدفاعية وإهدار الفرص منذ العودة من المغرب عقب التتويج بلقب دوري أبطال إفريقيا للمرة العاشرة وحتى انتهاء مسابقة الدوري بالموسم الماضي، بل واستمر الحال كما هو مع انطلاقة الموسم الحالي وسط تخوف من الجماهير الحمراء على مصير فريقها في الموسم الجديد تحت قيادة المدرب الجنوب إفريقي.

بعد تعادل الأهلي مع البنك الأهلي في مباراة الدور الثاني بالموسم الماضي وفقدان نقطتين في صراع المنافسة على درع الدوري أعرب موسيماني عن إحباطه للتعادل وفقدان نقطتين مؤكدا: "لدينا أزمة في استقبال الأهداف في الدقائق الأخيرة، أنا محبط من نفسي ومن الفرقة بشكل كامل، وكان من الممكن أن ننهي المباراة من الشوط الأول ولكن كرة القدم تعاقبك عندما تهدر الأهداف بهذا الشكل".

وتابع: "سنقاتل على بطولة الدوري للنهاية ولكن لا أحد يعرف ما سيحدث غدًا، ما زال المشوار طويلا"، ولكن شيئا من القتال لم يتحقق ولم ينجح الفريق الأحمر تحت قيادة المدرب الجنوب إفريقي في الإبقاء على حظوظه في الاحتفاظ بدرع الدوري بعدما كان حسم اللقب محسوما له لو فاز في كل المباريات المتبقية له دون النظر لنتائج غريمه الزمالك، وكان هو المتحكم في وجهة الدرع سواء بالجزيرة أو ميت عقبة، قبل أن يفقد هذه الميزة بعد تعادله المخيب مع الإسماعيلي.

 

أخطاء مكررة بالكربون

تعادل الأهلي مع الإسماعيلي في الجولات الحاسمة من عمر الدوري بالموسم الماضي، كانت الصدمة الكبرى لجماهير الأهلي بعدما شعرت بالخطر تجاه الدرع الذي بات مصيره مرتبطا بنتائج الزمالك في مبارياته المتبقية وليس العكس كما كان الوضع في البداية، والغريب أن الأهلي خسر مباراة الإسماعيلي بنفس سيناريو مباراة البنك الأهلي، بعدما كان متقدما بهدف قبل أن يستقبل هدف التعادل قبل نهاية المباراة بزمن قصير، وهي نفس الأخطاء التي تكررت في أكثر من مباراة منها مباراة بيراميدز التي كانت في المتناول ولكن خطأ كارثيا من محمد الشناوي قائد الأهلي في التعامل مع احدى الكرات كلف فريقه استقبال هدف وفقدانه نقطتين في الوقت بدل الضائع بعدما كانت النتيجة تتجه نحو الفوز بنتيجة 2 / 1.

 

تصريحات موسيماني بعد فقدان نقطتين لم تختلف كثيرا عما قاله بعد مباراة البنك الأهلي، وكان التمسك بالأمل لآخر فرصة والقتال هي السمة الغالبة على نبرته، قائلا: "خسارة نقطتين تؤثر على فرص الحفاظ على الدوري ولكن البطولة لم تحسم بعد، وسنقاتل حتى النهاية، الأمر لم ينته بعد، وكرة القدم لا تعترف سوى بالنهايات، وكرة القدم علمتنا أن نستمر حتى النهاية وألا نستسلم ومن ثم سنقاتل من أجل الفوز بالدوري"، وكأن شيئا لم يتغير في الأداء أو الأخطاء التي ظلت عرضا مستمرا حتى نهاية الموسم الماضي واستمرت آثارها في بداية الموسم الحالي.

مبررات موسيماني لا تتوقف لإيجاد مخرج لأزمة الأخطاء المتكررة وكان تبريره للأداء السيئ أمام الجونة في الجولة قبل الأخيرة وتحويل تقدم فريقه بنتيجة 3 / 1 إلى تعادل بثلاثة أهداف لكل فريق بالتأكيد: "استقبلنا أهدافًا كثيرة في المباريات الأخيرة بسبب الأخطاء التي ارتكبناها في عملية الرقابة الخاصة برجل لرجل، ورغم الأخطاء إلا أننا قدمنا مستويات جيدة وحققنا نتائج إيجابية، ونلعب دون توقف منذ عشرة أشهر، وحققنا برونزية كأس العالم للأندية وبطولة إفريقيا مرتين والسوبر الإفريقي وتعرضنا لكم غير طبيعي من الإجهاد، ولاعبو الأهلي تواجدوا مع المنتخبات الوطنية وأخيرًا في أولمبياد طوكيو، والأهلي أكبر داعم للمنتخبات، ولكن في النهاية نحن بشر وطبيعي أن نشكو من الإجهاد ومن ضغط المباريات"، ولكن دون أن يتحدث عن فشله في عدم إجادة التعامل مع الأخطاء الدفاعية المكررة بالكربون في غالبية المباريات التي فقد بها الأهلي نقاط، ودون إيجاد حلول جذرية للتعامل معها خاصة المساحات الموجودة بين خطوط فريقه ويستغلها المنافسين جيدا في تهديد مرمى الأهلي واللعب على الكرات العرضية التي تعتبر أبرز نقاط ضعف بطل إفريقيا في عهد موسيماني، ومفتاح لعب لأي منافس يستغلها في زيارة الشباك الحمراء.

 

أرقام موسيماني بالدورين الأول والثاني

معدل أداء الأهلي منذ العودة من المغرب بعد نهائي إفريقيا وفي الدور الثاني تحديدا، كان في الهبوط مع موسيماني حيث فشل الفريق الأحمر في تحقيق الفوز بخمسة مباريات في الفترة الحاسمة من جدول الدوري، ليخسر 10 نقاط كانت في المتناول أمام فرق بيراميدز والبنك الأهلي وطلائع الجيش والإسماعيلي والجونة، لو حققها لكانت كفيلة بحسم الصراع على لقب الدوري مع الزمالك لصالحه.

هذه السقطات لم تكن الوحيدة لموسيماني ولكن سبقتها أخطاء في التعامل مع بعض المباريات قبل خوض نهائي إفريقيا بعدما فقد 10 نقاط أخرى في معدل أقل من 20 يوما في الفترة من 21 أبريل إلى 10 مايو بعد الخسارة من سموحة بأخطاء ساذجة أيضا ثم التعادل مع الجونة وبعدها الخسارة من غزل المحلة وختامها بالتعادل مع الزمالك في قمة الدور الثاني للدوري.

تصريحات موسيماني المتكررة تؤكد أنه يعد بتصحيح الأخطاء والتخلص منها واللعب بروح قتالية وهو ما لم يتحقق ولم يف بهذه الوعود التي قطعها على نفسه أمام الجماهير الحمراء، مع استمرار الهفوات الدفاعية بدون تصحيح حتى نهاية الموسم الماضي التي كبدت الفريق الأحمر خسارة 20 نقطة في الدور الثاني من عمر الدوري، في الوقت الذي لم يخسر سوى 4 نقاط في الدور الأول من تعادلين مع فريقي بيراميدز ووادي دجلة، قبل أن يخسر 5 أضعاف هذا الرقم في الدور الثاني ويفرط في درع الدوري.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة