مال الناس للناس.. حكاية الطفل الأمين بأرض الفيروز.. أعاد محفظة بها مبلغ مالى وهاتف محمول لصاحبها.. أمانة سلامة عصام حديث أهل سيناء.. جهات تتسابق لتكريمه وتقديمه نموذجا للأجيال المقبلة.. صور وفيديو

الأحد، 17 أكتوبر 2021 01:30 م
 مال الناس للناس.. حكاية الطفل الأمين بأرض الفيروز.. أعاد محفظة بها مبلغ مالى وهاتف محمول لصاحبها.. أمانة سلامة عصام حديث أهل سيناء.. جهات تتسابق لتكريمه وتقديمه نموذجا للأجيال المقبلة.. صور وفيديو الطفل الامين
شمال سيناء ـ محمد حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فتى صغير فى العاشرة من عمره، ابن من أبناء محافظة شمال سيناء، يشغل وقت فراغه أيام الإجازات فى بالعمل بمحل هواتف محمولة، ليخفف عن كاهل أسرته  البسيطة.

"سلامة عصام فهد عروج"، ضرب مثالا فى الأمانه رغم ظروف أسرته الصعبة، وأصبح حديث أهل سيناء بعد عثوره على "محفظة بها مبلغ مالى وهاتف محمول غالى الثمن"، وبدون أن يفتحها خاض رحلة بحث عن صاحبها حتى عثر عليه، وأعادها له مطبقا نصيحة جده "أن يكون أمينا ويحافظ على الأمانة ويعتبر مال الناس للناس".

الطفل الامين

الطفل الامين

فى محل صغير لإصلاح التليفونات فى حى "آل عروج"، بمنطقة العريش القديمة، يجلس السبيعنى "عبدالرحمن" الملقب بالدكتور، وهو جد الطفل الأمين "سلامه"، وفى هذا المحل الكائن تحت المنزل تعلم الصنعة من جده، الذى بدوره عرف أن العصر تطور ويحتاج أن يعرف الصغير التعامل مع هواتف حديثة، فأرسله لصديق له يعلمه فى محله مقابل 50 جنيه أسبوعيا، وخلال وقت عمله فى هذا المحل عثر الصغير على "محفظه" فى الشارع وهى الواقعة التى جعلت "سلامة" حديث أهل سيناء، وتسابق أشخاصا وجهات لتكريمه بعد أن خاض رحلة بحث عن صاحبها حتى عثر عليه دون أن يعرف ما فى داخلها .

جد الطفل

جد الطفل

قال الطفل سلامة لـ"اليوم السابع" من داخل دكان جده، إنه تلميذ بالصف الخامس الابتدائى بمدرسة أبو حنيفة الكائنة وسط مدينة العريش، ودائما يحفظ وصية قالها : "جده" بالحفاظ على الأمانة وأن مال الناس للناس وألا آخذ شى ليس لى".

مع جده
مع جده

وأضاف: الواقعة حدثت أثناء فترة عمله فى محل الهواتف الذى فضل أن يعمل فيه ويتدرب، حيث يقوم بمهام أولية فى مجال صيانة الهواتف، وفى طريقه للبيت بعد الساعة العاشرة ليلا، وبعد انتهاء يوم عمله عثر على حقيبة صغيرة، ولم يفتحها واحتار ماذا يفعل؟.

مع والدته وشقيقه وشقيقته
مع والدته وشقيقه وشقيقته

دله عقله على الذهاب لصديقه بائع "الدجاج" بجوار المحل الذى يعمل فيه لمساعدته فى العثور على صاحبها وتوصيلها له، وقام الأخير بفتح المحفظة وكان بها مبلغ مالى كبير لم يتم الاقتراب منه، وهاتف محمول  غالى الثمن، عن طريقة تواصل مع صاحب الأمانة الذى حضر على الفور، وكان غير مصدق ووجه الشكر وأعطانى " 20 جنيه"، ولم أعرفه ولا يعرفنى حتى اليوم .

والدته وشقيقه

والدته وشقيقه

وأضاف الطفل أنه رفض فى البداية أن يأخذ الـ 20 جنيه، وأمام إصرار صاحب الأمانة، أخذها فأعطى طفلة صغيرة فى المحل منها 5 جنيهات، وعاد لمنزله بشكل طبيعى وروى لأسرته ماحدث معه، وبعد يوم فوجئ أن صورته وكلمات الشكر تنهال على صفحات مواقع التواصل، ودعوات لتكريمه.

يتحدث لمحرر اليوم السابع
يتحدث لمحرر اليوم السابع

وقال الجد عبدالرحمن فهد عروج، إن "سلامة" من أحفاده، وهو من أصحاب الفهم والأمانة، ومنذ فترة طلب منه أن يتعلم صنعة إصلاح وصيانة الهواتف المحمولة، وعلمه بعض منها، ولكن الطفل لذكائه الشديد طلب أن يكون محترفا فى الهواتف الحديث، فوجهه لمحل صديق له لأن محله بسيط يعتمد على إصلاح وصيانة الهواتف القديمة .

وأضاف الجد وهو يتحدث بفخر، أن حفيده سلامه عمل فى هذا المحل بـ 50 جنيها أسبوعيا، وهو سعيد إنه حرص على وصيته له وقلت له "الأمانة كنز لايفنى وإياك والطمع فى مال الناس"، وكان هذا اختبار له عندما عثر على متعلقات فى الشارع وإعادتها لصاحبها.

وقال إن ابنه والد "سلامه" بدون عمل ويوفر نفقات أسرته بعرق جبينه من خلال العمل باليومية، وانهم من أسرة بسيطة، ومع ذلك هم فى قمة السعادة بتصرف ابنهم الصغير واحتفاء الناس من حولهم بهذا الفعل ولا يريدون شيئا، ويكفيهم انه أصبح مثال وقدوة للأطفال من جيله  .

وتابعت الحديث والدة الطفل بقولها، إنها من محافظة كفر الشيخ وتزوجت أحد أبناء العريش، وسلامه هو ابن لها من بين 7 آخرين وسبق وتوفى لها 3 أبناء ، بينما لاتزال طفلة من بناتها تعانى إعاقة، وأنهم أسرة "على قد حالهم ".

وأضافت أنهم فخورين مرفوعي الرأس، مشيرة إلى أن الابن تصرف بشكل طبيعى فقد ربيناه  على ذلك.

وبدورها وجهت عدة جهات دعوات تكريم للطفل بحضور أسرته وتقديمه كنموذج  يحتذى به لكل أبناء جيله ومن يكبره من الشباب، ومن بين الجهات أندية رياضية، ومركز إعلام شمال سيناء، بينما تستعد المدرسة التى يتعلم فيها وهى مدرسة أبى حنيفة الابتدائية لتكريمه وتقديمه نموذج علم وعمل وأمانة.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة