أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

أكرم القصاص يكتب: الوعى بالعلم والمعرفة والتسامح والاختيار.. العالم فى ظل ثورة المعلومات واتساع أدوات التواصل أصبح أقرب لغرفة واحدة يتفاعل سكانها معا.. والرئيس دائمًا ما يركز على فكرة الوعى الرشيد فى تفهم الدين

الإثنين، 18 أكتوبر 2021 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تظل قضية الوعى هى الحاكمة فى التعامل مع كل القضايا السياسية والاجتماعية، وما يجرى فى العالم كله من تطورات، فالعالم فى ظل ثورة المعلومات واتساع أدوات التواصل، أصبح أقرب لغرفة واحدة يتفاعل سكانها معا، وتتداخل الأفكار والأخبار والشائعات.
 
من هنا تأتى أهمية الحديث عن الوعى خلال هذه المرحلة المتشابكة، والتى تتكرر فى خطابات الرئيس، وآخرها فى كلمته باحتفال مولد النبى، صلى الله عليه وسلم، وهى لا تتعلق فقط بالوعى فى قضايا الدين والإيمان، لكنها تمتد إلى باقى القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية. 
 
والوعى فى هذا العصر يرتبط بالتعليم والثقافة واستيعاب أدوات العصر، وهى أدوات تمكن الإنسان الفرد من التحليل والتمييز، وسط زحام من البث المعلوماتى والدعائى، وحملات تفتقد لحسن النية. 
 
لقد كانت التفسيرات المختلة للآيات والأحاديث على مدى عقود هى التى أنتجت التنظيمات المتطرفة، والتى سحبت المنطقة إلى طريق صعب من الصراع الطائفى والمذهبى، وساد التكفير والقتل على الهوية والمذهب، وربما يكون تنظيم داعش هو أكثر التنظيمات المتطرفة دموية، لكنه لم يكن بعيدا عن أسلافه من التنظيمات التى ألبست العنف ثوبا سياسيا ودينيا، أدخل المنطقة فى صراعات لم تتوقف على مدى أكثر من نصف قرن.
 
وأبرز مثال على اختلال الوعى، أن كل حركات ودعاوى التغيير خلال العقد الأخير، صبت نتائجها فى حجر داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية، كما أن تنظيم الإخوان حاول أن يركب كل التحولات، ونجح بالفعل فى بعض الخطوات قبل أن تتكشف رغباته فى تنفيذ خطط تجمع بين التحركات السرية والعلنية، وخلط بين الدين والسياسة والعنف، وكان تنظيم الإخوان هو القاعدة الأساسية لخلط الدين بالسياسة وتحويل النصوص إلى مطية للأطماع والرغبات السرية، مع استعداد لتقديم مصالح الوطن أو الفرد لصالح أى قوى تدعم التنظيم.
 
خلال العقود الأخيرة، سادت أفكار وتفسيرات التطرف، من خلال صعود تجار دين ركبوا كل المنصات، وبثوا أفكارهم التى ترفض العلم وتروج للخرافة، رغم أن «اقرأ» كانت أول آيات القرآن التى نزلت على الرسول، لكن القراءة والتفكير كانا أكثر ما يرفضه دعاة التطرف، وصناع الفتن ممن بدأوا بتكفير المختلفين فى الدين، وسحبوا التكفير للمختلفين فى المذهب، ثم المختلفين فى الرأى، ولهذا فإن بناء الوعى فى هذا الزمان يرتبط بتأكيد أهمية العلم والثقافة والحوار فى التعامل مع ما يجرى من تحولات، أو اختبار وفهم ما يتم طرحه من أفكار أو ما يجرى من أحداث، والسعى لإزالة آثار عقود من الفهم والتفسير الخاطئ للآيات والأحاديث خاصة.
 
اللافت أن كل كلمات وخطابات العلماء تؤكد أن الإسلام دين تسامح واستيعاب ويسر، لكن ما يتم إنتاجه وترويجه على مدى سنوات يدفع نحو الرؤية السوداوية والكراهية والقتل، بل إنه فى بعض الأحيان يبدو هناك اتجاه حتى فى الغرب لترويج وتسويق الأشخاص والأفكار الأكثر تطرفا ودموية، مقابل إخفاء الأفكار المعتدلة، لدرجة أنه ساد فى المقابل اتجاه يرى أن القتل والتكفير يرتبطان بالدين، بينما الأمر كله مجرد تفسيرات بشرية.
 
لكل هذا فإن الرئيس دائمًا ما يركز على فكرة الوعى الرشيد، فى تفهم الدين والعقائد عمومًا، باعتبار الدين، عمومًا، لا يحمل أى نوع من الإجبار، لكنه اختيار من حق صاحبه، وأن إيمان الآخرين من عدمه هو أمر يخصهم، والحكم فيه لله وليس لفرد أو جماعة أيا كانت.
 
yyyy
 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة