بدأت خدمة المكرسات فى الكنيسة الأرثوذكسية عام 1965 فى إيبارشية بنى سويف بمجموعة "بنات مريم"، تحت إشراف ورعاية الأنبا أثناسيوس مطران بنى سويف والبهنسا.
وانتشرت هذه الخدمة في أغلب الإيبارشيات، وتكونت مراکز وبيوت المكرسات، ففى عام 1978 بدأ بيت القديسة دميانة بديرها في براری بلقاس تحت إشراف الأنبا بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ ودير القديسة دميانة وسكرتير المجمع المقدس. وفي عام 1982 بيت العذراء والشماسة فيبی، تحت إشراف نيافة الأنبا موسى أسقف الشباب.
وعام 1985، وأمام انتشار خدمة المكرسات، قام المجمع المقدس برئاسة قداسة البابا شنوده الثالث بتكليف اللجنة المجمعية للرعاية والخدمة بإعداد لائحة المكرسات في الكنيسة، وتم توزيعها على جميع الآباء المطارنة والأساقفة، لدراستها ومراجعتها وعمل التعديلات المناسبة. وفي جلسة المجمع المقدس المنعقد يوم 23 مايو 1991، تمت مناقشة هذه اللائحة بكل بنودها وموادها. وأخيرًا وفي يوم 13 يونيو 1992 اعتمد المجمع المقدس لائحة المكرسات التي تشمل على ما يلی:
1 - تعريف بالمكرسات ومؤهلاتهن الشخصية والعائلية والسن المطلوب للتكريس.
2 - فترة اختبار تكريسها والتفرغ للخدمة وطقس التكريس وملابسها.
3 - نظام العبادة وطقوسها والحياة الروحية الخاصة بهن.
4 - مراکز وبيوت المكرسات وشروطها.
5 - الإشراف الروحي والإداري والرعاية الخاصة بهن.
6- الأعمال التي تقوم بها المكرسات.
7 - العلاقة بين المكرسات وأسرهن والعلاقات الإجتماعية.
وقامت اللجنة المجمعية للطقوس عام 1993 بإعداد طقس رسامة المكرسات کشماسات وما يتبعه من تغيير الاسم وشكل الملابس وتعهد التكريس الذي تعلنه المكرسة أمام الأب المطران أو الأسقف الذي يقوم بالرسامة.
وفى ضوء لائحة المكرسات يقوم الآباء المطارنة والأساقفة بوضع النظام المناسب روحيًا ورعويًا وإداريًا بالنسبة للمكرسات، إلى جانب الإشراف على كافة الأعمال والخدمات التى يقمن بها.
ويحرص الآباء على الاجتماعات واللقاءات الدورية المنتظمة معهن، لمتابعة حياتهن وخدمتهن. فضلًا عن تشجيعهن في اكتساب مزيد من الثقافة الروحية والدينية والعلمية، بالاشتراك في دراسات الكلية الإكليريكية اللاهوتية، ومعهدى الرعاية والدراسات القبطية، والدورات التدريبية التي تنظمها المؤسسات والهيئات في مجالات متنوعة مثل: التنمية، والإدارة، واللغات، والكمبيوتر، وغيرها... بل والمشاركة في المؤتمرات التي تعقد خارج مصر مثل قبرص ولبنان.
وعن مجالات خدمة المكرسات حاليًا فهى كثيرة ومتنوعة فنجد مکرسات بني سويف (80 مكرسة) ومناطق الخدمة التابعة لها بالقاهرة في عزبة النخل والمقطم وطرة تقوم على خدمة الحالات الأكثر احتياجًا في المجتمع، مثل خدمة المسنين، والمعوقين، ذوى القصور الذهني، وكذلك خدمة الفقراء والمحتاجين، وخاصة جامعى القمامة، ويمكن أن نبلور خدمتهم في ثلاث مجالات:
1 - التعليم: الإشراف والخدمة في المدارس التابعة للإيبارشية (إبتدائی / إعدادی / ثانوی فنی / صناعي) سواء في بني سويف أو عزبة النخل أو المقطم.
2 - الصحة: حيث الاهتمام بالرعاية الصحية الأولية، وإقامة المستوصفات والمستشفيات لعلاج المرضى وفي أغلب التخصصات.
3 - التنمية والرعاية الاجتماعية: بمساعدة الأسر الفقيرة على إقامة المشروعات الصغيرة، لزيادة الدخل، أو الرعاية الشاملة لأسرة الأرامل، أو مراكز التنمية والمشاغل للفتيات، ومحو الأمية، والتدريب المهني، وغيره... وأيضا خدمة الحضانات وخاصة الأطفال الرضع..
وتقوم مکرسات بیت القديسة دميانة (30 مكرسة بالعمل في إيبارشيات دمياط وكفر الشيخ وأبو تيج والقاهرة والإسكندرية، حيث الخدمة في بيوت الإيواء (الملاجئ)، والمسنين، والمعوقين، وأيضا بيوت الطالبات المغتربات، حيث الإشراف الروحي والإدارى، والمساعدة في كافة الإحتياجات.. هذا بالإضافة إلى الخدمة في مجال المرأة، والطفولة، وخدمة القرى، داخل إيبارشيات دمياط وكفر الشيخ نفسها.
وأما مكرسات بيت العذراء الشماسة فيبى بأسقفية الشباب (11 مكرسة) فتركز الخدمة على نشاط أسقفية الشباب السابق ذكره (سكرتارية - مؤتمرات - الترجمة والطباعة والنشر - المكتبة - التوثيق... إلخ.) إلى جانب الخدمة في إجتماعات الشابات بمناطق الوايلى وحدائق القبة وشبرا بالقاهرة، وأيضا متابعة مشغل الفتيات التابع للبيت، فضلا عن خدمة بعض الحالات الخاصة من الشابات.
ويعتبر للتكريس فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية دور وأهمية فى الخدمة والعمل، منذ عصر الآباء الرسل وحتى الآن، بكل القواعد والأصول الإنجيلية والآبائية، التي نلتزم بها.