لا نملك سوى إعلاء شأن الحقيقة، بتجرد وضمير، وتجاهل المزايدين والمشككين والمسخفين، ولا يمكن أن نقبل أن نكون ضمن قائمة هؤلاء الذين يبخسون الناس أشيائهم. وانطلاقا من هذه القناعات فإن ما يحدث في مصر مع كل "طلعة شمس" إنجازات شبيهة بالمعجزات، في كافة القطاعات، في "فرمطة" حقيقية للبلاد، تدفع بها إلى "جمهورية جديدة" قوية ومتطورة ومزدهرة، لا تعانى من أمراض الوهن والترهل.
وما يميز الجمهورية الجديدة، عدم الاكتفاء بما يتحقق على الأرض، وأن هناك نهم شديد نحو التطور والازدهار، واللحاق بركب الدول الكبرى، ما يحتاج جهدا خارقا، لا يعرف للنوم طريقا، أو محاولة الخلود للراحة بعضا منن الوقت، فالصراع مع الزمن ذو الأذرع الأخطبوطية القوية، صعبا ومعقدا، ويحتاج يقظة دائمة، وعين لا يرف لها جفن، فالعالم من حولنا يتقدم بسرعة مذهلة.
ومن بين الإنجازات التي سيسطرها التاريخ على صفحاته بأحرف من نور، للرئيس عبدالفتاح السيسى، القضاء على العشوائيات والمناطق غير الأمنة، وهو الاهتمام الإنسانى الرفيع في كيفية إنقاذ الآلاف من السكن "غير الأدمى" لعقود طويلة، إلى إقامة "أدمية" تضاهى إقامة الأغنياء، وكأن الدولة تقول بوضوح: أنا أساوى بين الفقراء والأغنياء في السكن والإقامة في مناطق لائقة.
الأمر الآخر، يتعلق بهؤلاء "القلة" من أصحاب دكاكين وأكشاك حقوق الإنسان ونشطاء السبوبة، الذين حولوا العشوائيات إلى "دجاجة" تبيض ذهبا لهم، من خلال المتاجرة بفقر وعوز وآلام البسطاء، وتصدير أنهم يقفون مع هؤلاء لتخفيف معاناتهم، وهو ما يتطلب تلقى تمويلات ضخمة باليورو والدولار، دون الوضع في الاعتبار، أنهم يصدرون صورة سيئة للخارج، عن الفقر والعوز وإهدار أبسط حقوق الإنسان في الحياة.
وياللعجب، أن هؤلاء "القلة" الذين تاجروا كثيرا بقضايا "حقوق الإنسان" يغرقون الآن فى حزن مفرط، بعد سلسلة المشروعات لتطوير العشوائيات ونقل الأهالى من الإقامة مع «الموتى» إلى الإقامة مع الأحياء بشكل آدمى، مثلما حدث مع سكان الدويقة، الذين تم نقلهم لحى الأسمرات، وأيضًا مثلما حدث فى «غيط العنب» بالإسكندرية على سبيل المثال لا الحصر.
انزعاج "القلة" المتاجرة بحقوق الإنسان، من القضاء على العشوائيات والمناطق غير الأمنة، نظرا لإنقاع دابر المتاجرة بسمعة وكرامة وكبرياء المصريين، وتعرية فقرهم وآلامهم، لتحقيق الحسنيين، الأول الحصول على أموال طائلة فى شكل تمويلات تحت شعار إنقاذ الفقراء والغلابة المهمشين، ثم غرز خنجر مسموم فى ظهر الدولة سياسيًا، وإظهارها أمام المجتمع الدولى بأنها لا تراعى حقوق الغلابة والمهمشين
العشوائيات كانت خنجرًا مسمومًا وأجندة مشوهة لوجه مصر الحضارى، ورسم صورة غير حقيقية، تصور أن المصريين الأحياء يقطنون القبور ويحتضنون الموتى ليلا، كما يرافقون القطط والكلاب الضالة والقوارض فى السعى والبحث عن طعام يسد جوعهم فى صناديق ومقالب الزبالة!
مصر الجديدة، بلا عشوائيات، وبلا أماكن غير آمنة، وأن مشروع القرن "حياة كريمة" عقب الانتهاء منه لتطوير الريف المصرى، لن يندرج في خانة "الإنجازات" ولكن وللإنصاف، واستحياء المؤرخين وأصحاب الضمائر اليقظة، أمام عظمة القرار، وضخامة التنفيذ، سيصنفونه في خانة "المعجزات".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة