"لا للتنمر على المكفوفين وأصحاب الإعاقات" جرس إنذار رفعه أصحاب الهمم من فاقدي البصر، في وجه كل من تسول له نفسه من أصحاب النفوس الضعيفة بالتنمر عليهم في العالم الواقعى أو حتى الافتراضى "السوشيال ميديا"، كما يهدفون إلى تغيير الصورة النمطية عنهم خاصة وأنهم يمتلكون العديد من المهارات، التي تمكنه من العيش بالاعتماد على أنفسهم في كافة المجالات، ولا يسعهم إلا طلب مزيد من التفهم ومراعاة احتياجاتهم وتأمينها على مستوى جميع مستويات الدولة، وخاصة فيما يتعلق بتغليظ العقوبة على المتنمرين، وبداخل إحدى المؤسسات العاملة في رعاية ذوى الإعاقة تحدث إلينا أصحاب المبادرة عن تجاربهم الذاتية في مواجهة التنمر والتي بدأت بالشارع ومقار العمل وحتى عالم السوشيال ميديا الذى لم يسلم من هذه المواجهات.
وفى البداية يحدثنا طارق سيد، باحث في مجال الإعاقة عن تجربته مع عالم التنمر على المكفوفين، ومواجهته للتنمر على السوشيال ميديا يقول: نتعرض كثيرا للتنمر على وسائل السوشيال ميديا، الأمر الذى نرفضه بشدة سواء لفاقدى البصر أو أصحاب الإعاقات بشكل عام، وأوقات كثيرة نشاهد مثل هذه الحالات أقربها تعرض بعض الأشخاص للإساءة إلى المكفوفين عن طريق السخرية منهم باستدراج آخرين للتنمر عليهم بحركات مشينة تسخر من إعاقتهم، والموضوع أصبح أكثر استفزازا، ونحاول جادين اتخاذ جميع الإجراءات القانونية في الوقت الحالي لردعهم عن مثل هذه الأعمال، ومن هذه الأعمال تحريض البعض في مشاهد فيديو على الإساءة لذوى الإعاقة البصرية عن طريق كسر العصا، أو خطف النظارة مقابل جائزة مالية وغيرها من الطرق المسيئة.
ويضيف خالد الطحاوى، صاحب إحدى الشركات، مشارك فى مبادرة "لا للتنمر على المكفوفين"، إن هناك الكثير من صور التنمر على المكفوفين، ومن هذه الصور ما تعرض له شخصيا عندما كان صغيرا وتنمر عليه أحد المدربين على حمام السباحة الذى طالبنى بالخروج من الحمام لكونى كفيف لولا تدخل والدى، ومن أحد المواقف التي غيرت مسار حياتى المهنية حيث تم رفض دخولى لقسم اللغة الإنجليزية بكلية آداب القاهرة في ذلك الوقت، والذى تغير بعدها بسنوات ليستقر بى المقام في قسم التاريخ، وفى التقدم لطلب وظيفة كثيرا ما كان يتم الرفض حتى من قبل عمل المقابلة الشخصية، بمجرد كتابتك في الطلب أنك كفيف البصر.
ويستكمل الحديث الدكتور أحمد فاروق استشارى الصحة النفسية بقوله إنه يجب على المجتمع أن يعطى فرصة للمساواة وحق الاختلاف لذوى الإعاقة ولا يتم الحكم على الشخص صاحب الإعاقة بإعاقته، ولكن بقدراته وعلى سبيل المثال في عملى بإحدى الهيئات الدولية في مصر قاموا بالحكم عليه من خلال قدراتى.
وعن الشق القانوني وفرض عقوبات على المتنمرين، أشار الدكتور خالد حنفى، النائب السابق بمجلس النواب إلى أن المشرع المصرى تدخل بالقانون 189 لعام 2020 بإضافة نص جديد لقانون العقوبات نص المادة 309 مكرر ب فيما خص جرائم التنمر كل قول أو فعل من شأنه استعراض القوةأ وأن يحط من شأن المجنى عليه أو السخرية من الجنس أو الدين وغيره وتبدأ العقوبات من الحبس 6 أشهر كحد أدنى وغرامة وتضاعف العقوبة إلى سنة كحد أدنى وتصل لـ3 سنوات، كما نطالب بضرورة عمل خط ساخن لحالات التنمر على ذوى الإعاقة على غرار الخطوط الأخرى لحالات الأطفال ويتبع أى جهة من الجهات المختصة لتلقى الشكاوى واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة للحد من هذه الظاهرة.
وعن مظاهر التنمر في المواصلات العامة والطرق على المكفوفين، قال محمد على مرسى، باحث في مجال الإعاقة: أحزن كثيرا عندما اشاهد تعاطف المواطنين في وسائل المواصلات مع بعض مدعى الإعاقة بضعف البصر الذين يقومون بالتسول وخاصة في القطارات والمترو، مما يقلل من صورة كفيف البصر في مجتمعه وكثيرا ما أنصحهم واطالب باتخاذ الإجراءات القانونية تجاه هؤلاء المدعين، وكثيرا ما يرفض البعض مساعدة أى مكفوف عند سؤاله عن أى شىء اعتقادا منهم أنه يحاول التسول.